أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد















المزيد.....

قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا خلاف على أن تلك الإتفاقية ببنودها العلنية والسرية وبملحقاتها الأمنية ليست فى صالح مصر وتعكس هيمنة الجانب الإسرائيلى وسطوته، وقد دفع جيلنا أثمانا غالية فى رفض ومقاومة تلك المعاهدة طوال عقود متتالية، أذكر أننى وبعض الرفاق قررنا كتابة وتوزيع منشور يعارض تلك الإتفاقية بعد توقيعها وإستخدمنا فى ذلك جهاز يدوى بسيط صنعته من مكونات بدائية يسمى "البالوظة" وقمت بإعداد المنشور بسكنى ومعى "ناجى صلاح" إبن المناضل صلاح حسين وشاهندة مقلد وكان طالبا فى الثانوية العامة وبعد إعداد البيان وقبل تسليمه للمجموعة المكلفة بالتنفيذ وتوزيعه تم مداهمة المكان بمنطقة دارعيسى بسيدى بشر بواسطة قوة من مباحث أمن الدولة على رأسها العقيد "مصطفى سمك" وأخذونا الى مقر مباحث أمن الدولة بالفراعنة وفى اليوم التالى تم عرضنا على النيابة، وهناك فوجئت بإحتجاز عدد من قيادات حزب التجمع من بينهم عم صابر زايد والدكتور عبد الحميد حبيبة والدكتور حمدى الخولى وآخرين وقد تم الإفراج عنهم جميعا مع إستمرار حبسى مع ناجى صلاح، كان ذلك فى نهاية السبعينات حيث وقف اليسار متضامنا مع قوى وطنية أخرى بشراسة ضد تلك المعاهدة " وكان موقفا صحيحا"، وقرر السادات "تحت ضغط المعارضة" حل مجلس الشعب بسبب تصدى عدد من الأعضاء لها وعلى رأسهم أبو العز الحريرى والدكتور محمود القاضى والشيخ صلاح أبو إسماعيل وآخرين، وإستطاع الشعب المصرى بقواه المدنية الحية ونقاباته مقاومة التطبيع مع إسرائيل وإفشال عملية السلام المتضمنة فى المعاهدة.
مرّ أكثر من 36 عاما من السلام البارد مع العدو الصهيونى منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد فى ذلك المنتجع بولاية ميريلاند فى 26 مارس 1979 رغم أن تلك المعاهدة كان الهدف منها كما قال موّقعها " السادات" هو كسر الحاجز النفسى بين الشعبين وتطبيع العلاقات بينهما، وإستحدثت على هامش الإتفاق بعض الوسائل "المكمّلة له" كالسماح للإسرائيليين بدخول المنطقة "ج" فى سيناء وتشمل مدن شرم الشيخ – دهب – نويبع – طابا – سانت كاترين- بتصريح دخول دون الحاجة للحصول على تأشيرة مسبقة.
ويبرر الداعون الى إلغاء المعاهدة أو تعديلها أسبابا منها إمتناع إسرائيل عن توقيع إتفاقية عدم إنتشار الأسلحة الذرية ورفضها دفع تعويضات عن النفط الذى نهبته من سيناء إبان سنوات إحتلالها ورفضها كذلك إعادة محاكمة مجرمى الحرب الإسرائيليين الذين قاموا بإعدام الجنود المصريين ميدانيا خلال الحروب المتعاقبة وأخيرا رفضها الحديث عن قرية "أم الرشراش" المصرية التى إحتلتها إسرائيل بعد توقيع الهدنة فى 1949 وحولتها فيما بعد الى ميناء "إيلات"، بل أن مرشد الاخوان السابق "مهدى عاكف" ذكر أن تلك الإتفاقية هى أصل من أصول الحرب على الإسلام بينما تراجع الإخوان عن تلك الآراء كلية بعد وصولهم الى الحكم وإعتبارهم أنهم يحترمون جميع الإتفاقيات التى وقعتها مصر وتعتبر سارية بقوة القانون، ويجب التنويه هنا الى ردود الفعل من رافضى المعاهدة بإعتبار أن كل من يؤيدها خائن وعميل بينما يعتبر مؤيدوها أن من يطالب بإلغائها أو تعديلها غير واقعى وليس مدركا للتداعيات المحتملة لذلك.
كما يقول "كارل فون كلاوزفيتز" فإن الحرب هى إمتداد للسياسة بوسائل أخرى، لذا يمكن إعتبار حرب 1973 كانت "كما روّج لها" لتحريك الواقع السياسى والوصول الى إتفاق يجبر إسرائيل على الإنسحاب من الأراضى المحتلة فى 67، وبتحليل خلفيات تلك الحرب وتداعياتها وما تلا نشوبها يمكننا أن نلقى نظرة سريعة على ما حدث، فالكاتب "محمد حسنين هيكل" الذى كتب بنفسه قرار الحرب وصاغ بقلمه خطاب السادات الشهير فى 14 إكتوبر 73 بمجلس الشعب قد وصف الوضع بعد الحرب بأنها حالة "اللا نصر واللا هزيمة" وذلك بعد أن إستطاع الإسرائيليون إحداث ثغرة الدفرسوار والتقدم للإلتفاف حول السويس "لن ننسى مشهد زيارة جولدا مائير لميناء الأدبية بالسويس" وإحكام الحصار على الجيش الثالث الميدانى ووصولهم الى الكيلو 101 من القاهرة " الفترة من 16 الى 22 إكتوبر"، وفى خيمة إسرائيلية تم عقد مباحثات فض الإشتباك الأول التى تم توقيعها فى 24 يناير 1974 ونصّت على وقف إطلاق النار بين الطرفين والسماح بإمداد سكان السويس بالمؤن الغذائية وإخلاء جرحاهم وكذلك عدم إعاقة إمداد الجيش الثالث المحاصر بالأغذية والأدوية وإحلال قوة تابعة للأمم المتحدة "بمشاركة إسرائيل" فى تفتيش تلك الإمدادات، وتبادل أسرى الحرب، ويبدأ بعدها عودة القوات المتحاربة الى خطوط 22 اكتوبربينما يتم الفصل بين القوات تحت إشراف الأمم المتحدة، كما وقعت "إتفاقية فض الإشتبك الثانية" فى أغسطس 1975 برعاية "هنرى كيسنجر" وأمريكا و تم توقيعها بواسطة رؤساء أركان الدولتين وتنص على التعهد بعدم إستخدام القوة لحل النزاعات بين الدولتين والإمتناع عن القيام بأى عمل عسكرى وإنسحاب القوات الإسرائيلية الى ما بعد الممرات ودخول القوات المصرية الى تلك المنطقة وإنشاء منطقة عازلة بين الطرفين تشغلها قوات الطوارئ الدولية والسماح بمرور السفن الإسرائيلية فى قناة السويس، كما ينص الإتفاق أيضا على إعتباره خطوة مهمة نحو تحقيق السلام الدائم والعادل بين الطرفين، ويمكننا إعتبار هذا الإتفاق بروفة نهائية لما حدث بعد ذلك فى كامب ديفيد.
بعيدا عن الدخول فى تفاصيل المعاهدة "والتى سجلت فى الأمم المتحدة" ويعرفها الجميع والتى نصت فى المادة الرابعة منها على إمكانية تغيير أحد بنودها بشرط موافقة الطرفين على ذلك كما لا يجوز إلغاء هذه المعاهدة أو بنودها من طرف واحد تحت أى مسمى " إستفتاء شعبى أو موافقة البرلمان" ويعتبر هذا فى العرف الدولى بمثابة إعلان حرب، وفى تقديرى أن المطالبة فى الوقت الحالى بإلغاء الإتفاقية لم يعد لها جدوى "وقد أكون مخطئا" للأسباب التالية:
1- الإتفاقيات بين الدول تعكس عادة موازين القوى العسكرية والإقتصادية بين أطرافها، وكما حدث فى العصر الحديث من عقد وإلغاء معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا فلا يعد ذلك مستحيلا، ولكنه يتوقف على موازين القوة بين الطرفين ولا يخفى على أى محايد مجمل الأوضاع بين الأطراف حاليا.
2- الإتفاقية تعد حاليا فى حكم الملغاة بعد دخول القوات المصرية بكثافة الى المنطقة (ج) وهى المنطقة المحاذية لإسرائيل بكل أنواع الأسلحة من طائرات وأباتشى ودبابات وأفراد وأسلحة ثقيلة بدون حدود " بينما المعاهدة تنص على وجود 750 من أفراد الأمن المركزى بأسلحة خفيفة فقط"، ويتم ذلك حقيقة بفرض الأمر الواقع، هذه القوات التى دخلت لتبقى تنسف فى الحقيقة والواقع أسس المعاهدة وضد رغبة إسرائيل التى إشترطت سابقا أن يتم مواجهة الإرهاب فى سيناء بواسطة أمريكا وحلف الناتو فقط، وآخر تلك المواقف هو إغراق المنطقة الحدودية بمياه البحر لإستكمال تدمير الأنفاق.
3- علينا أن نعترف أنه لولا تلك الإتفاقية "رغم الملاحظات عليها" تم بموجبها فى النهاية إنسحاب كامل القوات الإسرائيلية وتدمير مستوطناتها فى سيناء وعلى رأسها مستعمرة "ياميت" التى حلم "بيجين" يوما أن يعيش ويموت فيها، والاّ لكان وضع سيناء حاليا يشبه وضع هضبة الجولان بعد مرور عشرات السنوات على إحتلالها.
إن إلغاء تلك الإتفاقية أو تعديلها يمكن فرضه بالقوة "كما تعلمنا كتب التاريخ" فى حال تعديل الأوضاع الجيوسياسية وإستعادة مصر لكامل عافيتها وهذا ما تعلمه إسرائيل وتخشاه جيدا، ويؤكد الخبراء العسكريين العالميين أن أوضاع القوات العسكرية المصرية فى سيناء حاليا هى أنسب الأوضاع للدفاع عن الحدود المصرية ضد أى محاولة إسرائيلية للهجوم على مصر وأن تلك الأوضاع هى الأفضل طوال تاريخ مصر الحديثة ( قبل 67 وبعدها) وأنها كافية تماما للإنذار والردع ضد إسرائيل..... مجرد وجهة نظر.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة
- البيان التأسيسى لتحالف قوى اليسار بالأسكندرية
- الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية
- دروس الماضى والتدخل فى اليمن
- بهدوء..حول اتفاق المبادئ لسد النهضة
- حول نتائج الإنتخابات الإسرائيلية وتبخر وهم حل الدولتين


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد