أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رياض حسن محرم - تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلدية المغربية















المزيد.....

تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلدية المغربية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 01:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


للأسف لم يعر الكثيرين إهتماما يذكر بنتائج الإنتخابات البلدية بالمغرب رغم أهميتها الشديدة فى فهم الواقع السياسى المعقد فى ظرفنا الحاضروشمل ذلك الأحزاب والإعلام والصحافة وبرامج التوك شو ولا أستثنى من ذلك الرفاق الماركسيين الذين أهملوا القراءة العميقة للحدث، المهم ليس مجرد الإطلاع على تجربة قطر شقيق ولكن لمعرفة موجات الحراك السياسى والدور الذى يلعبه التيار السياسى اليسارى هناك ودرجة إختلافه أو إقترابه من اليسار فى بلدنا، وفهم طبيعة التحالفات الإنتخابية والعلاقة بين تلك الأحزاب والقوى السياسية بالقصر وفهم دوره المهيمن فى الواقع المغربى.
ولكن دعونا أولا نلقى نظرة متعجلة على واقع الأحزاب المنسوبة لتيار الإسلام السياسى بالمغرب التى يمكن تقسيمها الى عدة تيارات:
1- التيار الراديكالى السياسى الإسلامى وتتزعمه "جماعة العدل والإحسان" التى أسسها الشيخ "عبد السلام ياسين" فى نهاية سبعينيات القرن الماضى وإتخذت موقفا عدائيا من الملكية ورفض الإعتراف بشرعيتها دينيا وسياسيا وإتخاذ منهج الصراع الحاد ضد الإتجهات اليسارية والعلمانية.
2- قوى الإسلام السياسى المتحالفة مع القصر والمعترفة بالملك كأميرا للمسلمين وعلى رأسها "حزب العدالة والتنمية" الذى قرر منذ وقت مبكر الإندماج فى مؤسسات النظام السياسى الحكومية والبرلمانية والبلديات ووصوله الى قمة الجهاز التنفيذى للدولة.
3- التيار السلفى المهادن والمتعاون مع الملكية والذى يسعى حثيثا للتواجد السياسى والحزبى ويمتلك وجودا فى الشارع لا يستهان به.
4- الحركات الصوفية التى لها إمتدادات قوية داخل وخارج المغرب والتى وفد معظم أقطاب الصوفية المتواجدة فى مصر من هذا المنبع وحتى الصوفيين اليهود كإبن ميمون وأبو حصيرة لهم أصول مغربية.
5- السلفية الجهادية التى تحكم بتكفير النظام والمجتمع وتسعى للإطاحة به وقامت بعدة عمليات إرهابية أشهرها تفجيرات الدار البيضاء فى 2003 وتضاؤل تأثيرها وقوتها حاليا.
وجدير أيضا إلقاء نظرة على تطور ووضع اليسار المغربى ومن المفيد أن نعلم أن "حزب الإستقلال" الذى أسسه المناضل المغربى "علال الفاسى" لمقاومة الإستعمار الفرنسى على غرار حزب الوفد فى مصر كان رافدا مهما أفرز حركات يسارية هامة بالمغرب فقد تم أهم الإنشقاقات عن ذلك الحزب بقيادة "المهدى بن بركة" الذى أسس "الإتحاد الوطنى للقوات الشعبية" ذى الميول الماركسية والذى إنشق عليه وخرج منه معظم المنظمات اليسارية القاعدية بالمغرب وفى إطار محاولة الحسن الثانى لدمج المعاضة فى مشروعه لضم الصحراء المغربية سعى لنوع من الإنفتاح السياسى والعفو عن المعارضين تم تأسيس " الإتحاد الإشتراكى للقوات الشعبية" بمنهجية وسطية إصلاحية حيث إنخرط فى العملية السياسية وأسس نقابة "الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل 1978" وإشترك مع الأحزاب الليبرالية فى تأسيس "الكتلة الديموقراطية" التى أوصلت "عبد الرحمن اليوسف" لمنصب الوزير الأول وأدى ذلك الى إنشقاق تيار يسارى ماركسى منه مكونا "حزب الطليعة"، أما المنبع الآخر لليسار المغربى الذى جاء مستقلا عن حزب الإستقلال فقد تأسس فى الأربيعينات كفرع للحزب الشيوعى الفرنسى بقيادة "على يعته" الذى لعب دورا شديد الأهمية فى " الإتحاد العام للنقابات الموحدة" وتم حظر ذلك الحزب من قبل الإستعمار الفرنسى ثم من قبل الملك ولكنه عاد للعمل مرة أخرى فى نهاية الستينات باسم "حزب التحرر والإشتراكية" الذى إنشقت عنه حركة ماوية "الى الأمام" ذات الخط اليسارى المتشدد التى سرعان ما تم قمعها بالأجهزة الأمنية للمخزن، وخاض حزب يعته المعركة الإنتخابية فى 1974 وحقق نتائج لابأس بها، وفى بداية التسعينات تم إجراء مراجعات شاملة من قبل ماركسيى السبعينات وتم إنتهاج برنامج وطنى ديموقراطى ذى آفاق إشتراكية وتم تكوين " النهج الديموقراطى" وتم بعدها إندماج بعض المجموعات اليسارية بإسم " الحزب الإشتراكى الموحد 2005" .
عودة لإلقاء نظرة على نتائج الإنتخابات البلدية المغربية التى جرت منذ أيام والتى شارك فيها 29 حزبا وبلغت نسبة المشاركة فيها حوالى 53% من الناخبين حيث جاءت النتائج على النحو التالى ( حزب الأصالة والمعاصرة 21%، حزب الإستقلال 16%، حزب العدالة والتنمية أقل من 16%، التجمع الوطنى للأحرار 14%، الحركة الشعبية 10%، الإتحاد الإشتراكى للقوات الشعبية 9%، حزب التقدم والإشتراكية "الشيوعى" 6%، وباقى الأحزاب 9%) ومن الجدير بالذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة هو الممثل الأول للمخزن "القصر"، كما شهدت هذه الإنتخابات دعوات متباينة للمقاطعة من أحزاب يمينية كحركة العدل والإحسان ويسارية كحركة 20 فبراير تحت دعاوى عدم الشفافية وتزوير الإرادة الشعبية والفساد وشراء الذمم وتدخل القصر، وفى رأيي أنها أسباب كلها صحيحة ولكنها لا تدعو الى المقاطعة الأبدية للإنتخابات فهناك قاعدة هامة لا يجب أن تغيب عن بالنا وهى أن المشاركة هى القاعدة وأن المقاطعة هى الإستثناء ويشمل ذلك خوض غمار إنتخابات البلديات والبرلمانات وغيرها التى دون خوضها لن نستطيع تطوير برامجنا ولا آلياتنا أو تحديد حجم قوتنا الجماهيرية، وجدير بالذكر أن مجموعة من الأحزاب اليسارية لم تتردد فى خوض تلك الإنتخابات مشكلة " فيدرالية اليسار الديموقراطى" ( مكونة من حزب الطليعة الإشتراكى وحزب اليسار الإشتراكى الموحد وحزب المؤتمر الوطنى الإشتراكى)وحصلت على نتائج هزيلة حيث حققت فوزا بعدد 333 مقعدا (1% تقريبا) وتمكنت من إحتلال المرتبة الثانية فى إحدى مقاطعات الرباط، وتميز برنامجها بدعوته للنضال السلمى لتحقيق ملكية دستورية والإرتكاز على قيم الحداثة وحقوق الإنسان والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وفصل السلطة عن الثروة وتحقيق العدالة الإجتماعية.
بعيدا عن ما إستطاعت الفيدرالية تحقيقة حيث أظهرت النتائج أن وزنها الإنتخابى محدودا وأنها غير متجذرة إجتماعيا الاّ أن النتائج نفسها تحمل أكثر من معنى أولها أن الحديث المتكرر عن وحدة اليسار لا يعدو أن يكون نظريا وفوقيا وبيروقراطيا يجرى فى غرف مغلقة بخطاب نخبوى يغرق فى التفاصيل ولكن الوحدة الحقيقية لا يمكن أن تتم الاّ فى غمار نشاط ميدانى مشترك وحبذا لو تم ذلك فى إطار معارك إنتخابية مشتركة تشمل القوى اليسارية الفاعلة بالمغرب وفى القلب منها الإتحاد الإشتراكى للقوات الشعبية وحزب التقدم والإشتراكية والحزب الإشتراكى الموحد وتلك القوى المنضوية فى إطار الكونفيدرالية اليسارية، الأمر الثانى أنه لا سبيل أمام قوى اليسار الاّ فى وحدتها ومراجعة خطابها السياسى بعد أن تضاءلت جاذبية تلك الأفكار وضعفت مكوناتها التنظيمية كثيرا بعد سقوط المنظومة الإشتراكية وانهيار الإتحاد السوفييتى وبعد أن توارى الى الخلف إشعاع هذا التيار متأثرا بالإنحسار الإقليمى والدولى لحركة اليسار، وعلينا أن نتدارس بعمق تلك التجربة الغنية للإستفادة من دروسها وخاصة ونحن مقبلون على تجربة إنتخابية برلمانية مهمة فى مصر..وكم فيها من عبر لمن يعتبرون...



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة
- البيان التأسيسى لتحالف قوى اليسار بالأسكندرية
- الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية
- دروس الماضى والتدخل فى اليمن
- بهدوء..حول اتفاق المبادئ لسد النهضة
- حول نتائج الإنتخابات الإسرائيلية وتبخر وهم حل الدولتين
- قوانين الإستثمار ..تكريس للتبعية وانحياز للرأسمال الدولى
- بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رياض حسن محرم - تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلدية المغربية