أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين















المزيد.....

بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستمد السلفية أصولها من ثلاثة رموز أساسية هم أحمد بن حنبل وأحمد بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وتعتمد على التركيز على الجوانب العقائدية ومحاربة ما تسميه بالبدع وتقديم النقل على العقل والتشبه الشكلى بالرسول فى طريقة ملبسه ومأكله بينما تتشدد السلفية الجهادية فى إعتبار الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة.
تنقسم السلفية ا المعاصرة الى فروع عدة منها التقليدية ويمثلها علماء المذهب الوهابى بالسعودية ومن يتمسكون بمنهجهم فى باقى الدول الاسلامية، والمدرسة العلمية ويؤصل لها الشيخ ناصر الدين الألبانى وتهتم أكثر بالجوانب الدعوية والفقهية، والمدرسة المدخلية وتركز على طاعة ولى الأمر وتكفير من يخرج عليهم، والسلفية الحركية التى تجمع بين الدعوة الدينية والعمل السياسى، إنتهاءا بالسلفية الجهادية والتى تتبع القول بالفعل فلا تكفير دون تفجير والعمل على تعبيد الناس لربهم بالقوة والعنف، ولكن ما يجمع كل تلك المدارس هى مجموعة من الثوابت نوجزها فيما يلى:
1- التمسك بالماضى والقرون الثلاث الأولى والبناء على آراء فقهائها فى حل جميع مشاكل الحاضر.
2- تقديم النص على ما عداه من قيم عقلية وذهنية واعتبار أن ما يأتى به التفكير عموما هو فعل شيطانى وأن الأوائل لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة الاّ ومحصّوها ولن يأتى المحدثين بأى جديد.
3- إعتبار جميع المخالفين لأفكارهم خارجين عن المّلة ويجب مواجهتم حتى يعودوا الى صحيح الدين وأن جميع عقائدهم فاسدة وموضوعة.
4- إحتكار الحقيقة وإغلاق الذهن عن أى افكار اخرى ورفض الحوار مع أصحاب الرؤى المخالفة باعتبارهم خارجون على حقيقة الدين وقدسيته.
5- إطلاق وصف البدعة والضلالة على أى فعل أو فكر إنسانى حديث بكونه مخالفا لما كان عليه الرسول و السلف الصالح.
6- نقاء العقيدة وصفائها ووصف المبتدعين أصحاب افكار الصوفية من التأسى بالأولياء والصالحين وتقديس قبورهم بالشرك.
7- عدم الإحتكام الى أى نوع من الحاكمية لغير الله ووصم دعاة الديموقراطية والعلمانية والدولة المدنية بالحكم بغير ما أنزل الله وتفسيقهم وتبديعهم وتكفيرهم.
وإستقر لدى دعاة السلفية بمختلف أنواعها تحريم الخروج على الحاكم الظالم أو الفاجر إذا لم يمنع بشكل صريح من إقامة شعائر الله لعوام الناس ولم يدعو صراحة لهدم أحد أركان الدين، وإستمر الحال هكذا فى كل العصور والحقب حتى قيام ثورة 25 يناير التى عارضها السلفيون من بدايتها وإعتبروا أن الخروج على الحاكم فتنة قد تؤدى الى مقتلة عظيمة ولكن بعض الشباب السلفى شارك فى الثورة "بشكل فردى" وفى التظاهرات والإعتصامات خلال الثمانية عشر يوما المجيدة ولكنهم نشطوا على المستوى الرسمى فى اللجان الشعبية خلال تلك الأيام وما تلاها، ثم جاءت مشاركنهم الكبرى فى الحشد للموافقة بنعم على التعديلات الدستورية بعد رحيل مبارك بشهر واسبوع تقريبا، وبعد نشوتهم بانتصارهم فى "غزوة الصناديق" بدؤوا فى تغيير تكتيكاتهم والشروع فى إنشاء أحزابهم وعلى رأسها حزب النور السلفى.
رغم أن الحركة السلفية التقليدية ظهرت فى مصر قبل تأسيس الإخوان المسلمين فى نهاية العشرينات، فمنذ بدايات القرن العشرين نشأ عدد من الجمعيات السلفية كالجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية وتأصل الفكر السلفى على يد مجموعة من منظريه "غير المصريين" المتأثرين بالوهابية السعودية وعلى راسهم اسماء كالشيخ رشيد رضا "صاحب المنار" والشيخ محب الدين الخطيب ومن المصريين "حامد الفقى" مؤسس أنصار السنة و"محمود خطاب السبكى" مؤسس "الجمعية الشرعية" وغيرهم، بينما تلونت جماعة الإخوان المسلمين فى سنواتها الأولى بصبغات متباينة مشوشة حيث يعترف المؤسس الأول بكونها "دعوة سلفية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورايطة علمية وثقافية وشركة إقتصادية وفكرة إجتماعية" وبينما كان يتخذ موقفا متشددا من الأضرحة والمقامات كان يدعو ويمارس طقوسا صوفية كحلقات الذكر وقراءة الأوراد، ثم ما لبث أن تحددت أفكار الرجل ورّكز على بناء تنظيم حديدى يقوم على السمع والطاعة وأنشأ فى داخله "النظام الخاص" كجهاز عسكرى مخابراتى حديدى يتدرب على الأسلحة ويتولى العمليات القذرة كالإغتيالات والتفجيرات هذا النظام الذى توحش ليقضى فى النهاية على مؤسسه، عموما لقد تبنت جماعة الإخوان فى طبعتها الأولى الفكر السلفى النقى مطعما بمواقف برجماتية بامتياز.
ترك لنا الباحث المتميز "حسام تمام" دراسة قيمة بعنوان " تسلف الاخوان .. تآكل الأطروحة الإخوانية وصعود السلفية فى جماعة الإخوان المسلمين" تطرّق فيها الى أن التسلف جرى فى شرايين الجماعة منذ العهد الناصرى ولجوء أعداد من قادتها الى دول الخليج وخاصة السعودية وجاءت الموجة الثانية فى عهد السادات وخصوصا بعد حرب اكتوبر وتنفيذ سياسة الإنفتاح والخروج الكبير لكتل ضخمة من المصريين للعمل بدول الخليج واكتسابهم لأفكار وسلوكيات سلفية وهابية صحراوية، تزامن ذلك مع تدفق المال الخليجى بسخاء غلى الجمعيات ذات الطابع الدينى عموما والسلفى خصوصا فى مصر، وأدى ذلك تدريجيا الى صعود التيار الدينى المنتمى الى الأفكار السلفية القطبية داخل الإخوان وتعاظمه مع وصول "مصطفى مشهور" الى منصب المرشد العام وتتوج ذلك فى انتخابات 2008 التى هندسها خيرت الشاطر ومحمود عزت وأدت الى سيطرة الجناح القطبى تماما على قيادة الجماعة وإزاحة ما سمى بالتيار المعتدل برموزه أمثال عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب وابراهيم الزعفرانى وغيرهم وإنتخاب "محمد بديع" (المتهم مع قطب فى قضية 65 ) مرشدا عاما والشاطر وعزت نائبين له، نتج عن ذ لك تلاقح الفكر السلفى المحافظ مع الفكر التقليدى للإخوان وإعادة النظر فى الكثير من القضايا الخلافية وتكريس وجهة النظر السلفية فيها كقضايا الولاية الكبرى والصغرى والخلافة والأقباط والمرأة والنقاب وغيرها وعودة قضايا مسكوت عنها للظهور ثانيا كتهنأة المسيحيين بأعيادهم وشروط بناء الكنائس وموضوع فرض الجزية وغيرها، وبقدر ما كان تأثير السلفية على الإخوان فكريا كان تأثير الإخوان على السلفية حركيا وأدى تغلغل أفكار سيد قطب "المؤسسة على جاهلية المجتمع والعزلة الشعورية وبناء جيل قرآنى" لنشوء منظمات تكفيرية عنفية على أرضية "السلفية الجهادية" إبتدءا من شكرى مصطفى ووصولا للقاعدة وداعش.
على قدر حرص الإخوان على قضية التنظيم والتشدد فى تجنيد وتصعيد الأعضاء فالسلفيين عموما لم يعرف عنهم تاريخيا التركيز على بناء تنظيم متماسك وانتشارهم الاكبر كان وما يزال حول شيوخهم الاكثر تأثيرا كمحمد حسان واليعقوبى وبرهامى والعلاقة بينهم أشبه بالعلاقة بين الشيخ القطب والمريدبن فى حالة من الهوس الوجدانى والإنجذاب الصوفى بأعداد تفوق كثيرا تنظيم الإخوان المغلق، ومن المعلوم أن السلفيين كانوا الجمهور الأكثر حضورا فى ميدان رابعة وفى كل مظاهرات الجمع المتتالية بل فى القيام بعمليات التفجير العشوائية الجارية حاليا، بقى أن ننوه الى أن الإخوان كانوا وما يزالون حريصين دائما على الإستفادة من الجمهور الواسع للحركات السلفية والسيطرة عليه وليس بعيدا هيمنة خيرت الشاطر على ذلك التنظيم الواسع المسمى "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" والتى اتخذت مواقف شديدة التطرف كما يظهر من بيانهم حول أحداث ماسبيرو والمعنون "بيان الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح حول أحداث تعدى نصارى متطرفين على الجيش المصرى" ومما يجدر بالذكر أن قيادة تلك الهيئة تضم رموز سلفية هامة كمحمد حسان وياسر برهامى ومحمد عبد المقصود وطلعت عفيفى "وزير الأوقاف فى حكومة الإخوان" وغبد الله شاكر "الرئيس العام لجمعيات أنصار السنة المحمدية" ومحمد اسماعيل المقدم وصفوت حجازى وآخرين.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبل السرى بين الإخوان وداعش
- موقعة الحرة ..دواعش بنى أمية
- داعش ...والجذور المؤسسة
- الجماعات الإرهابية فى ليبيا .. الواقع والمآلات
- اليمن على شفير الصوملة
- الراسمالية المتوحشة.. وما بعد العولمة
- دولة الرفاه الإجتماعى
- حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى
- تجاهل إضراب الحديد والصلب..جريمة
- الحركات اليسارية فى الخليج العربى
- ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة
- هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية
- ذكريات الهزيمة وعبد الناصر
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع..الآفاق (الأخيرة)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (4)
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع الآفاق (3)


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين