أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحراك الثورى وإنسداد الأفق















المزيد.....

الحراك الثورى وإنسداد الأفق


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(فى عالم الطب فأن الإنسداد يسبب إحتقان، والإحتقان يؤدى الى إلتهاب، والإلتهاب يكوّن صديدا، وهذا الصديد إماّ أن يجد طريقا للخروج من الجسم أو يسمم الجسد كله...)
لقد مرّت الثورة المصرية الراهنة خلال السنوت الثلاث السابقة بعدة مراحل من التصعيد والهدوء تعكس درجة ما تواجهه من تحديات و تعتمد على المزاج الجماهيرى من جهة أخرى، خلال تلك السنوات دخلت ساحة العمل الجماهيرى قوى مختلفة وخرج منها الكثيرون، مثال على ذلك هذا الحجم الهائل الذى شارك فى 30 يونيو فإنه يكاد يكون مختلفا تماما عمن شارك فى 25 يناير "أثناء ذلك الصمود الأسطورى فى ميدان التحرير والميادين الرئيسية فى المحافظات لمدة 18 يوما مجيدة هزّت العالم"، الجاهير التى خرجت فى يناير يتكون معظمها من شباب يحمل موقف سياسى مغامرا بمستقبله وربما بحياته ضد سلطة بوليسية قمعية بلا أى غطاء مضمون، بينما الملايين التى خرجت فى 30 يونيو كانت تحت حماية الجيش والشرطة وكل أجهزة الدولة تقريبا وليس فى مواجهتها "كما حدث قبلا" لذا شاهدنا خروجا كثيفا من عناصر أقل ثورية ممن أطلق عليهم "حزب الكنبة" وكثير منهم من الفلول.
إصطفت أجهزة الدولة جميعا للتصعيد ضد الإخوان بعد وصولهم للحكم وعلى رأسها تلك الحملة الشاملة للإعلام المستقل "الذى يعبر عن الرأسمالية المدنية" وكذلك الدور المحورى للقوات المسلحة بقيادة السيسى "الذى كان يطمح لدور سياسى متميز" فى دفع الأمور للصدام وخصوصا بعد توجيهه الإنذارالأول ثم الثانى، واندفعت الجماهير طوفانا عاليا ضد حكم الإخوان الذين فشلوا فى إدارة البلاد وأدى حرصهم على الإستئثار بالسلطة الى نجاح القوى السياسية المدنية "ممثلة بجبهة الإنقاذ" فى التحريض ضدهم وعزلهم ليصل الأمر الى ذروته فى 30 يونيو ويتم الإنقضاض على سلطة الإخوان وإزاحتهم عن السلطة ليبدأ مشهدا جديدا من العنف الإخوانى "بمختلف أشكاله" من إعتصامى رابعة والنهضة وذلك الشكل المتكرر للمطاهرات المسلحة وإطلاق موجة من الإرهاب المتستر بالدين فى سيناء الذى إشتعل أواره تحديدا بعد فض الاعتصامين فى 14 أغسطس وسقوط مئات الضحايا من مدنيين وعناصر أمن، تلى ذلك تجمع معظم القوى الدينية " الإخوان وأحزاب الوسط والبناء والتنمية والجبهة السلفية والوطن والأصالة والعمل وغيرها" لإطلاق ما يعرف بتحالف دعم الشرعية الذى نظّم مجموعة من الفعاليات فى الشارع والجامعات متوافقة مع أعمال التفجير والقتل التى تقوم بها المنظمات الجهادية فى سيناء وذلك كله بإشراف مباشر من التنظيم الدولى للإخوان.
لا توجد مؤشرات حقيقية على إتجاه النظام الجديد للتصالح أو التهدئة مع الإخوان بسبب اعتبار الطرفين أن المعركة الدائرة هى صراع وجود يشهد على ذلك قيام النظام بالقبض على معظم قيادات الإخوان من الصفين الأول والثانى وحبس الالآف من نشطائهم وتوجيه إتهامات بالتخابر والتجسس للقيادات العليا منهم وكذلك الأحكام بالإعدام والسجن المشدد للعشرات والمئات منهم، بينما فى الجانب الآخر نشهد تصعيدا لا يقل خطورة فى محاولة مستميته لكسب أنصار جدد وتصعيد البروباجندا الاعلامية للطعن فى نطام الحكم خارج وداخل الوطن ومحاولتهم خلق أشكال وهمية تضم عناصر إخوانية "وبعض القليل من المناصرين لهم كمصر القوية وحركة 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين" بديلا لتحالف دعم الشرعية كمجموعة بيان بروكسل ثم المجلس الثورى، بينما تحول قطاع مهم من شباب الإخوان والسلفيين للعنف ضد قوات الأمن والمجتمع ومرافق الدولة فى مجموعات عنقودية وفردية ك" أجناد مصر" و "الذئاب المنفردة" وأخرى أقل أهمية ترتبط بأشكال محلية فى حلوان ودمنهور وغيرها.
وفى الجانب المقابل من الصورة تشعر معظم التنظيمات اليسارية وقطاع عريض من الشباب الذين ينتمون لثورة يناير بالعجز والإحباط وعدم القدرة على التصدى لما يتم من وقائع التضييق على الحريات وخاصة أن النظام لا يكترث كثيرا بتلك المعارضة السلمية غير المؤثرة جماهيريا ويصّر على تطبيق قانون التظاهر المعيب والقبض والأحكام على العشرات بتهمة خرق هذا القانون بالإضافة الى تمرير جملة من القوانين التى تدعم رجال الاعمال والمستثمرين " قانون العمل الجديد و قانون مجلس النواب وقانون الجمعيات الأهلية كنماذج"، كما تستمر السلطة فى رفع أسعار السلع الأساسية وتحرير أسعار الطاقة وزيادة سعر الأسمدة والحماية على منتجى حديد التسليح ليتحمل الفقراء وحدهم العبإ الأكبر.. والقائمة طويلة، كما يستمر النظام كذلك فى إستخفافه بالأصوات المعارضة فى الإعلام مع محاولة قولبتها فى بوق دعاية لإنجازاته مسترشدا فى ذلك بإعلام يوليو 52 فوصف السيسى عبد الناصر بالمحظوظ لمساندة الإعلام لقراراته بشكل مطلق "قول ما بدالك ..إحنا رجالك"..ومن الوقائع الكاشفة إستضافة معظم القنوات التلفيزيونية بشكل شبه يومى ممثلين ومدافعين عن النظام الأسبق وشتم وسب ثورة يناير ورموزها علنا وبلوغ حالة الهيستريا بوصفها بأنها نكسة ووكسة ومسخرة، مع الحديث المتكرر عن مناقب العسكر ووطنيتهم والتزامهم وتضحياتهم وإظهار أن الشعب يذوب شوقا لحكم العسكر، وتواتر إيقاف مذيعين يشتبه فى كونهم معارضين وكذلك منع مقالات صحفية من الظهور وتكرر الحديث عن ميثاق عمل يضع قيودا مطاطة على حرية الرأى، وبوتيرة متسارعة يرتكز النظام على ذراعه العسكرى ليس فقط فى المواجهة مع جماعات الإرهاب ولكن فى جميع المشاريع الإنمائية والعمرانية وحتى المناصب الإدارية العليا وتكريس للطابع القمعى وغير السياسى، كل ذلك تقوم به السلطة إعتمادا على الجماهير الطامحة للإستقرار والأمن والأمل فى تجاوز الوضع المأسوى إقتصاديا وإجتماعيا، كما يتم إستبدال قوة خليجية رجعية بقوى خليجية اخرى أكثر رجعية، وتطبيق سياسات المنظمات الإقتصادية الإمبريالية كالبنك والصندوق والشروط الأمريكية والأوروبية فى ظل وضع إقتصادى مأزوم وعدم حدوث تحسن ملموس فى قطاع السياحة مع ثبات نسبة البطالة حول رقم 13% وتفاقم عجز الموازنة.
فى تلك الظروف الشديدة الصعوبة للمعارضة تتم الإستعدادات للإنتخابات البرلمانية ببطأ شديد، رأس النظام ليس لديه مشكلة فهو يقبض على سلطة التشريع والسلطة التنفيذية معا " أى أن بإستطاعته أن يفعل ما يشاء"، والشعب تململ من كثرة تردده على الصناديق وخبا حماسه للبرلمان بعد ثلاث سنوات من الصراع والإحتقان ولا يرى نتائج ملموسة لثورته، والمعارضة الليبرالية واليسارية منهكة ولا تجد وسيلة لتجذير وجودها الجماهيرى "رغم حالة الاقصاء الرسمية والشعبية للتيارات الدينية"، والشباب يهرب بشكل جماعى من هذه الأحزاب والتنظيمات تحت وطأة عدم تحقيقها نتائج محسوسة وفشلها فى إحداث تغيير حقيقى مع استفحال الشعور بالظلم والقهر والهوان بشكل عام، بالإضافة الى سيطرة الكبار وعدم ممانعتهم فى خروج تلك العناصر المشاغبة لتشديد قبضتهم علي تلك الاحزاب، يترافق ذلك مع انزلاق الشباب الى العنف اللفظى والمادى، وبعيدا عن ذلك تبدوالجماهير غير مهتمة أو مكترثة بتلك الصراعات بينما السلطة تزيد قبضتها القمعية وتسن ما عنّ لها من قوانين، كل ذلك يؤدى بالضرورة الى انسداد الأفق السياسى أمام الجميع سلطة ومعارضة دينية ومعارضة مدنية وجماهير.
تمر تلك الأحزاب عموما واليسارية منها بوجه خاص بهزيمة بنيوية لا تعالجها الشجاعة أو الذكاء السياسى وكأن الجميع فى إنتظار معجزة تعيد الحراك الثورى الى سابق عهده، ويشبه حال اليسار الآن الوضع فى المانيا عام 1935 بعد وصول الحزب النازى الى الحكم باستخدام آليات ديموقراطية والعجز فى مواجهة ما يحدث من هجوم يمينى نازى كاسح بينما الشيوعيين الألمان واقفين حيارى، يجادل لينين بأن "البشرية لا تطرح على نفسها الاّ المهام التى يمكنها القيام بها لذا فإن الثورة لا تكون مطروحة على الطاولة الاّ فى الوقت الذى تكون فيه ممكنة" وعدم الوصول الى هدف يحمل فى طياته المسؤولية عن عدم إنجازه.
بعد هزيمة الثورة فى 1905 كتب لينين " إنه يستحيل الإنتصار بدون تعلم علم الهجوم الصحيح والتراجع الصحيح" ...تلك هى القضية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية
- ذكريات الهزيمة وعبد الناصر
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع..الآفاق (الأخيرة)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (4)
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع الآفاق (3)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (2)
- جذور اليسار المصرى وواقعه وآفاقه (1)
- ملاحظات سريعة حول مسودة مشروع قانون العمل الجديد
- الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية
- إدارة التوحش ..دليل عمل القاعدة وداعش لدولة الخلافة
- قراءة جديدة للثورة العرابية
- الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية
- مصر بين ثورتين
- داعش.. ما بعد القاعدة
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية
- حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة
- طبيعة السلطة بعد ثورة يناير والصراع الطبقى (2)
- طبيعة السلطة بعد ثورة 25 يناير والصراع الطبقى (1)
- اليسار وثورة يناير


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحراك الثورى وإنسداد الأفق