أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - داعش.. ما بعد القاعدة















المزيد.....

داعش.. ما بعد القاعدة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" هى نتاج تطور ممتد فى الساحة العراقية منذ أكثر من عقد من السنين، فقد إستغل تنظيم القاعدة دخول الأمريكيين للعراق فى ابريل 2003 وسقوط تظام صدام ووجد ان الفرصة واتته لمقاتلتهم على أرضه بواسطة تنظيمات جهادية محلية تتبنى الأفكار السلفية الجهادية وعلى رأسها تنظيم "التوحيد والجهاد" الذى أنشأه "أبو مصعب الزرقاوى" الذى سبق له الفتال فى صفوف القاعدة فى أفغانستان وقبل أسامة بن لادن بيعته ليصبح تنظيمه ممثلا للقاعدة فى العراق ليعلن بعدها الزرقاوى عن تشكيل "مجلس شورى المجاهدين" من مختلف التنظيمات السلفية الجهادية فى العراق بزعامة "عبد الله رشيد البغدادى" فى أوائل 2006، وبعد تصفية الزرقاوى فى نفس العام تم اختيار "أبو حمزة المهاجر" لخلافته وتأسيس "دولة العراق الإسلامية" تحت إمرة " ابوعمر البغدادى" وبمقتل البغدادى مع أبو حمزة فى 2010 ينتهى الأمر الى "أبو بكر البغدادى"، وفى سوريا تم تشكيل "جبهة النصرة" بقيادة "أبو محمد الجولانى" فى تحالف مع دولة العراق الإسلامية لمقاتلة النظام السورى، ولكن فى ابريل 2011 أعلن أبو بكر البغدادى توسع دولة العراق الإسلامية لتشمل الجبهة السورية تحت مسمى (دولة العراق والشام الإسلامية "داعش") وضم جبهة النصرة اليها، ورفض الجولانى هذا الإعلان وطلب تحكيم "أيمن الظواهرى" فى الأمر وجاء حكم الظواهرى بأن يعود أبو بكر البغدادى الى العراق ويكتفى بدولة العراق الاسلامية بينما تستمر جبهة النصرة فى سوريا بقيادة الجولانى ممثلة للقاعدة، ولكن اعلن أبو بكر رفضه لهذا الحكم وقرر ان يخلع بيعته للظواهرى ولتبدأ حرب حقيقية بين الرجلين "البغدادى والظواهرى" وبين التنظيمين فى سوريا "داعش والنصرة" تم فيها قتل " أبو خالد السورى" ممثل الظواهرى فى مدينة حلب .
وفى 29 يونيو 2014 بث شريط على قناة الجزيرة تم بموجبه إعلان دولة الخلافة فى العراق والشام وأعلن فيه عن مبايعة "أبو بكر البغدادى" القرشى الحسينى خليفة للمسلمين وأعلن الناطق باسم دولة الخلافة "أبو محمد العدنانى" أنه بموجب هذا الإعلان فقد تقرر إلغاء إسمى العراق والشام من مسمى الدولة والإكتفاء باسم دولة الخلافة فقط وقرر الغاء الحدود بين العراق وسوريا ودمجهما فى دولة الخلافة ودعا أهل السنة الى اللجوء للدولة الجديدة لنصرتها، وبعدها أعلن نشيد الدولة الجديدة ومطلعه "بالذبح جيناكم" ويعتمد عليه فى إرهاب الخصوم وتهديدهم وتنشط المواقع التابعة والموالية لداعش فى إبراز عمليات الذبح وإزهاق الأرواح والتمثيل بالجثث حتى يمكن للتنظيم ان يسيطر نفسيا على خصومه ويشل قدراتهم العقلية ويجعلهم يفرّون أمام الدواعش رعبا دون قتال متمثلا فى ذلك بالتتار الذين كانت تسبقهم شهرتهم الدموية وهذا ما حدث من الجيش العراقى فى الموصل ومن البشمركة فى سنجار من الفرار امامهم، ورغم أن أكثر التقديرات تفاؤلا تحسب عدد مقاتلى التنظيم بما لا يزيد عن 10000 مقاتل الاّ أنهم يمدون سيطرتهم حاليا على إمبراطورية صغيرة متنامية تمتد من أطراف عاصمة العباسيين الى محيط عاصمة الأمويين مهددة الحدود الأردنية والتركية ( يضم ما يسمى بهلال داعش محافظات سورية كاملة كالرقة والحسكة ودير الزور لتصل الى نينوى والأنبار وصلاح الدين بالعراق ومازالت تتوغل شمالا فى المناطق الكردية).
أبو بكر البغدادى من مواليد مدينة سامراء قرب بغداد فى 1971 وإسمه الأصلى " عوض ابراهيم البدرى" وينحدر من أسرة دينية ودرس فى جامعة بغداد الاسلامية حتى حاز درجة الدكتوراه فى التربية وتم اعتقاله أكثر من مرة فى زمن صدام وبعد دخول القوات الأمريكية لبغداد وانضم لتنظيم التوحيد والجهاد بقيادة أبو مصعب الزرقاوى الذى أمرّه على قرية الكامل على الحدود السورية حيث إشتهر بعنفه ودمويته وهو ما رشحه لعضوية مجلس شورى المجاهدين وفى 2010 تولى قيادة المجلس بالكامل ورغم أن تنظيم داعش يضم عناصر أجنبية كثيرة الاّ أن البغدادى قرر أن يرسل المقاتلين الأجانب الى الجبهة السورية وأن تكون الساحة العراقية للعراقيين وحدهم، وبدأت التنظيمات الجهادية المتطرفة فى مختلف البلدان تنقسم بين تأييد داعش أو القاعدة مثل تنظيمات أنصار الشريعة فى المغرب العربى واليمن وأنصار بيت المقدس فى مصر وفتح الإسلام وغيرها من الجماعات المتطرفة.
من الناحية الفكرية العقدية فان داعش رغم انحدارها من تنظيم القاعدة ومعظم عناصرها قد انتقلوا اليها من التنظيم الأم الاّ أنها أكثر تطرفا منها بكثير فى الجانب النظرى وذلك فى التوسع فى تكفير الجميع بما فيهم عناصر التنظيمات الجهادية المخالفة لهم ولا توجد درجات مختلفة من الكفر عندهم، وقد انعكس ذلك على مواقفهم العملية من قتل الأسرى من الجيش والشرطة والشيعة دون إستتابتهم بصفتهم من الكفار المحاربين الذين لا تقبل لهم توبة ووصل الأمر بهم الى تكفير القاعدة وأميرها أيمن الظواهرى ومطالبته باعلان البيعة لخليفتهم الجديد ، ويمكن إعتبارأن داعش تبدأ عصرا جديدا من العمل الجهادى الدينى المسلح منسلخ عن تنظيم القاعدة ومتمردا عليها وفعلا إنقسمت معظم التنظيمات الجهادية فى المنطقة بين الفريقين بما يمكّن داعش من التوسع خارج نطاق المناطق التى تسيطر عليها فى سوريا والعراق، على أنه يمكن القول بأن تلك النجاحات السريعة لداعش تحمل بذور فنائها العاجل من خلال وحدة المصالح بين متناقضين أساسيين كإيران والولايات المتحدة وأنظمة حاكمة كالمالكى وبشار وقوى شعبية مختلفة فى البلدان التى تشكل الجماعات التكفيرية تهديدا مباشرا لنظام الدولة فيها كحركة الكرامة التى يقودها اللواء حفتر فى ليبيا والنظام القائم فى مصر بعد إقصاء الإخوان، فليست تلك المجتمعات أمام ظاهرة ارهابية تستهدف استقرار الدولة بل أمام تنظيم يسعى للإستيلاء على الدولة كغنيمة حرب، ذلك مع احتمال تصاعد الصراع بين التنظيمات التى تتبع القاعدة وتلك التى توالى داعش.
إن داعش قد استطاعت التغلغل من خلال الصراع الدائر بين السنة والشيعة فى أقطار عدة ومن ثغور الإستبداد والفوضى فى مواقع أخرى ولكن الدور الذى تلعبه فى الزعم بأنها المدافع والحاضن للطائفة السنية فى العراق وسوريا والتحالف مع تنظيمات ذات طابع سنى فى العراق كجيش الطريقة النقشبندية والحزب الإسلامى وبقايا البعث لن تطول كثيرا وهناك أخبار عن تململ ضباط سابقين فى الجيش العراقى سبق أن أعلنوا انضمامهم لداعش من وحشيتها ودمويتها ضد معسكرات الجيش وأفراده وعن انضمامهم للبشمركة الكردية فى القتال ضد داعش، كما أن توسع داعش فى تكفير الخصوم ومنهم بالطبع الإخوان المسلمين يؤدى لفقدانها لكثير من الأنصار المحتملين وإشعال صراعات جانبية لا تصب فى طاحونتها بالتأكيد، كما أن تطبيقات داعش المتطرفة ضد الجمهور العادى والعشائر والقبائل وفرض نمط واسلوب شديد التشدد والإنغلاق من بتر للأطراف ورجم للنساء وعداء للطوائف الأخرى كالشيعة والمسيحيين والازيديين سيدفع تلك المجموعات عاجلا الى الإنضمام للقتال ضدها وليست تجربة الصحوات بالعراق فى 2007 ببعيدة حيث تم القضاء على القاعدة بواسطة القبائل فى أكثر مناطق تواجدها وما تخيلته أنه الحاضنة الشعبية لها.
الخلاف بين داعش والقاعدة ليس فى التفكير وسرعة تكفير الخصوم والتعامل المغرق فى الوحشية معهم فقط من جانب داعش ولكن فى جرأتها وإستعجالها حرق المراحل والتحليق بعيدا فلا تنتظر تفكك الدول وفراغ السلطة بل استبقت ذلك بإعلان دولة قامت فى العالم الإفتراضى وأنشأت هياكلها فى الفراغ قبل سيطرتها الفعلية على الأرض قاطعة الطريق على القاعدة باعتبار داعش دولة بينما تبقى الفاعدة مجرد تنظيما، وتعتمد داعش على تجسيد أفكار القاعدة على الأرض بشكل عملى وهذا ما يدعم جاذبيتها للشباب السلفى المحبط والمحاصر فى بلدانه بل أن أكثر الأنظمة محافظة فى المنطقة "السعودية" تجد نفسها فى ورطة إزاء شعبها وهى تحكمه باسم المذهب الوهابى السلفى المتشدد والذى يعتبر الخلافة الاسلامية هدفا لا يحيد عنه مما يؤدى بالضرورة الى انبهار الشباب السلفى بالسعودية بتلك التجربة وتقاطره للقتال بجانب داعش وذلك هو الخطر الاكبر وليس مجرد التهديد العسكرى فبينما كان شعار القاعدة "إخرجوا المشركين من جزيرة العرب" فقد تم القفز عليه من جانب داعش الى اقامة دولة الخلافة مباشرة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية
- حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة
- طبيعة السلطة بعد ثورة يناير والصراع الطبقى (2)
- طبيعة السلطة بعد ثورة 25 يناير والصراع الطبقى (1)
- اليسار وثورة يناير
- اليسار الجديد وإشكالية الثورة
- أمريكا والإسلام السياسى
- الأقباط وثورة 30 يونيو
- الأقباط وثورة 25 يناير
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - داعش.. ما بعد القاعدة