أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد














المزيد.....

الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هو معروف عن السيسى حتى الآن لا يسمح بتقييم متعمق له ولا يعطى مساحة كافية للحكم الصحيح عليه، كل ما هو متوفر لا يتجاوز حديث صحفى لجريدة المصرى اليوم ومجموعة من اللقاءات مع ضباط القوات المسلحة وبعض الشخصيات العامة، بالإضافة الى الأطروحة التى قدمها أثناء دراسته بكلية الحرب الأمريكية فى 2006 وكذلك خطابه الأخير الذى أعلن فيه إستقالته وترشحه للرئاسة والذى تناول فيه بشكل أكثر إستفاضة الملامح العامة لبرنامجه الرئاسى.
مبدئيا من خلال مارشح عن توجهات الرجل يمكن تصنيفه بحذر بأنه يمثل "يمين الوسط" سياسيا بالرغم من أنه ينحدر من "الطبقة المتوسطة" المحافظة اجتماعيا فهو إبن حى الحسين المنحدر من أصول ريفية ، والمقصود ب"يمين الوسط" تحديدا أنه الإتجاه السياسى الذى ينحو الى تقليص الحريات العامة والحفاظ على القيم التقليدية للمجتمع وإستمرار نظام السوق الرأسمالى مع ميل لتوزيع أكثر عدالة للناتج الإجتماعى، وربما ساهم فى تشكيل موقفه السياسى هذا هو قربه من شخصيات تحمل هذا النوع من الفكر الإقتصادى أمثال الدكتور البرادعى وعمرو موسى وحسنين هيكل والدكتور الببلاوى.
جانب آخر هام من جوانب شخصية السيسى يتمثل فى النواحى النفسية والقدرات الخاصة المكتسبة من طول عمله بالمخابرات الحربية فيما يعرف بطريقة التفكير ولغة الجسد، فالرجل يملك درجة عالية من "الثبات الإنفعالى" و يستطيع أن يسيطر على إنفعالاته بدرجة عاليه، ظهر ذلك بوضوح أثناء مشاركته فى جنازات شهداء الجيش ولقاءاته مع أسرهم، والرجل يستطيع أيضا أن يكسب صوته نبرة حنونة مفعمة بالدفء الإنسانى ويستخدم تعبيرات ودودة وحميمية من نوع " هذا الشعب لم يجد من يحنوا عليه" و "انتوا فى عيوننا" و " إحنا نموت قبل أى شر يصيبكوا" وغيرها، ويستخدم جملا قصيرة ومكثفة وواضحة تنم عن عقل هادئ منظم.
أهم وأوضح ما يمكن رصده عن توجهات الجنرال السيسى السياسية يمكن استغلاصها من الدراسة التى تقدم بها الى كلية الحرب الأمريكية أثناء دراسته بين العامين 2005- 2006 بعنوان " الديموقراطية فى الشرق الأوسط" والتى يمكن تلخيص أهم ما ورد بها من الأفكار على النحو التالى:
1- يبدأ السيسى دراسته بتوضيح أن الشرق الأوسط ذو حضارة عريقة وأنه مهبط الأديان السماوية ويحتوى على ثروات ضخمة وخاصة النفط مما جعله مطمعا للدول الإستعمارية بما صاحب لك من تأجيج الصراعات والحروب التى تعرقل تطور المنطقة سياسيا وتحقيق الديموقراطية بها.
2- وجود إسرائيل بالمنطقة والصراع العربى الإسرائيلى والحروب فى العراق وأفغانستان يشكك فى دعاوى أمريكا بالترويج للديموقراطية، وفشلها فى تحقيق الديموقراطية على النمط الغربى بالعراق يفقدها المصداقية ويسقط هذا النموذج الوهمى.
3- لا يمكن الوثوق فى النوايا الأمريكية لتحقيق الديموقراطية بالمنطقة بينما تسعى لتحقيق مصالحها من خلال التحالف مع أنظمة مستبدة وغير ديموقراطية.
4- قبل الإنتقال لنظام ديموقراطى حقيقى يجب بناء ثقافة تتقبل هذه الثقافة وخاصة على المستوى المؤسسى وأن يكون ولاء الأمن للوطن وليس للنظام الحاكم.
5- التطبيق السريع للديموقراطية فى مجتمعاتنا يمكن أن يخل باستقرار المنطقة.
6- يمكن بناء نوع مختلف من الديموقراطية يعتمد على المكون الدينى بما تمثله الشورى والبيعة بشكل عصرى.
7- ينبغى أن ينص فى الدستور على قيام الهيئات التشريعية والتنفيذية بأخذ تعاليم الاسلام بعين الإعتبار عند الفيام بعملها وهذا لا يعنى قيام حكم دينى ولكن ديموقراطية مبنية على تعاليم الإسلام مع السماح للأديان الأخرى بالوجود الآمن.
8- يجب على حكومات المنطقة تنفيذ سياسات تقوم على الحرية الاقتصادية وتشجيع السوق الحرة.
9- إن سيطرة الحكومة على أجهزة الإعلام والعمل على نشر الفكر العلمانى يعارضه الكثير من الاسلاميين ويؤدى بالضرورة الى حرمان رجال الدين المعتدلين من الظهور بها مما يزيد من انتشار وتاثير الافكار المتطرفة.
10- توجد حاجة لنوع من وحدة الدول العربية مع إختلاف نظمها على غرار الإتحاد الأوروبى.
تلك أهم الأفكار التى وردت فى الدراسة ولكن لا يجب إعتبارها رؤيتة النهائية والغير قابلة للمراجعة أو التعديل لأسباب منها أن تلك الدراسة كتبت منذ ما يقرب من 10 سنوات فى ظل نظام حكم مبارك وليس مستبعدا أن يكون الرجل قد غيّر أو عدّل هذه الأفكار، كذلك يمكن أن يكون السيسى كتبها بعقلية رجل المخابرات الحريص فى سبيل إيصال رسالة معينة للإدارة الأمريكية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية
- فتاة المصنع .. فيلم يخصم من رصيد محمد خان السينمائى
- حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو
- تدمير البحرية التجارية فى مصر .. خطة ممنهجة
- فنزويلا بين الثورة والثورة المضادة
- وداعا عبد المجيد الخولى.. شهيد الفلاحين
- شبه جزيرة القرم ...محورالصراع بين روسيا والناتو
- فؤاد الشمالى.. شيوعى لبنانى من مصر
- الدكتور محجوب عمر.. شيوعى مصرى فى صفوف المقاومة الفلسطينية
- ليبيا فى مفترق طرق
- حقيقة ما يحدث فى أوكرانيا
- السيسى .. وإشكالية البطل شعبى
- زينب الغزالى .. الوهم المتبدد
- الماسونية ... ذلك البناء الغامض
- ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك
- العائدون من سوريا ...الخطر القادم
- الإخوان والتدبير لأول إنقلاب فى العالم العربى
- ممتاز دغمش وإرهاب القاعدة فى مصر
- تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة
- الشيخة موزة ..المرأة التى تحكم إمارة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد