أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ليبيا فى مفترق طرق















المزيد.....

ليبيا فى مفترق طرق


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما تكون أفضل الأخبار الآتية من ليبيا أن السيناريو الأسوأ لم يحدث بعد، ولم تتحول الأمور هناك الى حرب أهلية، ولم يتم تقسيم البلاد حتى الآن كما توقع البعض، وتم التخلى عن فكرة التمديد للمؤتمر الوطنى "البرلمان" إثر محاولة إنقلاب مشكوك فى وقوعها بقيادة الجنرال "حفتر"، وتم يوم الخميس 21 فبراير إنتخاب ممثلى الولايات الثلاث (طرابلس وبرقة وفزان) لوضع دستور جديد، ولكن كل ذلك لا يخفى أن الوضع فى ليبيا شديد الإلتباس والمستقبل ما زال ضبابيا.
تميزت الثورة الليبية التى إندلعت متأثرة بثورتى تونس ومصر بسرعة العسكرة والإنتقال من إنتفاضة شعبية الى حرب عنيفة بين نظام القذافى ( أطول نظام حكم غير ملكى فى العالم) وبين القوى الثورية بمختلف تنويعاتها، فبعد إندلاع الثورة فى الشرق "بنغازى" وإنتقالها سريعا الى الغرب وعمّت المظاهرات 16 مدينة ( بنغازى وطبرق ودرنة وأجدابيا والمرج والقبة وشحات ويفرن والزنتان والزاوية ونالوت وجادو والرجبان وزوارة وكاباو وبعض أحياء طرابلس) رافعة شعارات السلمية ومطالبة بإسقاط النظام، ولكن العنف كان السمة السائدة للثورة "كرد فعل لخصمها الدموى"، وقد حدث فى اليوم التالى 18 فبراير شنق شرطيين حكوميين فى البيضاء، وأطلقت أجهزة القذافى الرصاص على المتظاهرين ليسقط 24 قتيلا فى نفس اليوم فى بنغازى والبيضاء ودرنة "ذكرت أنباء أخرى أعداد أكثر من ذلك بكثير"، ودارت بسرعة آلة الحرب مع تزايد الإنشقاقات فى الجيش الليبى وتولى وزير الداخلية الأسبق "عبدالفتاح يونس العبيدى" قيادة جبهة الثورة التى شكلت "جيش التحرير الوطنى الليبى"، وبنهاية ذلك اليوم تمكن الثوار من تحرير المنطقة الشرقية ورفع علم الثورة عليها، ونهب الأسلحة من ثكنات الجيش وتشكيل "مجلس وطنى إنتقالى" برئاسة القاضى" مصطفى عبد الجليل" وزير العدل السابق (فى تلك الأثناء سافرت الى ليبيا مع أحد الأصدقاء "بصحبة أحد الأصدقاء فى إطار لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب"،وتم إستقبالنا فى بنغازى بحرارة وحماس، ولم نتمكن من دخول سرت "معقل أنصار القذافى" بينما تمكن بعض الشبان من الأطباء والمسعفين من التسلل الى هناك، وشاهدنا على الطبيعة إصرار الثوار ورغبتهم الشديدة فى التدخل الدولى لفرض منطقة حظر جوى لحمايتهم من غارات طائرات القذافى عليهم). بينما إستطاع الثوار صد هجوما على البريقة قوامه 500 آلية عسكرية، وزحفوا الى راس لانوف على مشارف سرت لكنهم فقدوا 50 منهم فى معارك الزاوية وإستطاعت قوات القذافى فى النهاية أن تسيطرعلى الزاوية وإستعادة البريقة، واستمر قتال غير متكافئ بين الطرفين، واستغل القذافى الفرصة ليبدأ هجوم مضاد على بنغازى ويحاصرها بينما أعلن مجلس الأمن بدء الحظر الجوى على طيران القذافى، وتمكن الثوار بمساعدة التدخل الجوى الأمريكى والفرنسى من صد الهجوم لتنسحب كتائب القذافى الى أجدابيا وتستمر المعارك كرا وفرا تحت قصف جوى مكثف للناتو لتنتهى كما نعرف بالإستيلاء على طرابلس وفرار القذافى ليقود معارك صغيرة يائسة فى سرت والوليد حتى أسره وفتله فى 20 اكتوبر 2011ونهاية نظامه وهروب عدد من أفراد أسرته وأنصاره.
دخلت ليبيا بعد سقوط القذافى مرحلة طويلة من عدم الإستقرار كان من ابرز سماتها عملية تصفية القائد الميدانى البارز للثورة عبد الفتاح يونس بواسطة عناصر متطرفة، بينما شهدت ليبيا فترات هدوء مؤقت تم فيها إجراء أول إنتخابات "المؤتمر الوطنى العام" والتى حقق فيها التيار الليبرالى تقدما ملحوظا بحصول جبهة "محمود جبريل" على 39 مقعدا من أصل 80 مقعد مخصص للأحزاب بينما لم يحصل الإخوان المسلمين الاّ على 17 مقعدا، ويرجع ضعف أداء الإخوان ليس لضعف تأثيرهم الإيدولوجى بقدر ما سببه نظام القذافى من إستئصالهم لعقود طويلة، ولكن مظاهر الإستقرار لم تستمر طويلا فأحداث العنف المتصاعدة والفلتان الأمنى وبروز جماعات سلفية متشددة تفرض سيطرتها على الأرض مما أدى الى مقتل السفير الأمريكى " كريستوفر ستيفانز" فى بنى غازى فى 11 سبتمبر 2012 ومعه ثلاث أمريكيين على خلفية الفيلم المسيئ للرسول، وأدى ضعف الأمن الى إنفلات عقال المجموعات المسلحة لتقوم الميلشيات المتطرفه بفرض سيطرتها الفعلية بواسطة أمرائها ووجود القاعدة على الحدود فى بلدان مجاورة، ويصل الأمر الى إختطاف رئيس الوزراء "على زيدان" وعملية إختطاف الديبلوماسيين المصريين فى طرابلس، وعادت المليشيات المناصرة للقذافى الى فرض سطوتها ومحاولة السيطرة على منابع النفط لشل الحكومة، ويغلف هذا المشهد بصراعات قبلية وإثنية وأعلان إقليم برقة إنفصاله عن الحكومة المركزية، بينما ترتع أجهزة المخابرات الأمريكية والقطرية والتركية والإسرائيلية فى أرجاء البلاد مستغلة عدم قدرة الجيش الليبى الموزع الإنتماءات فى السيطرة على الموقف وعلى الحدود المترامية.
أدى التشوه السياسى الذى أحدثه القذافى فى سياسات ليبيا الخارجية الى ردود فعل مضادة من الشعب الليبى، ومن أمثلة ذلك الموقف غير الودى تجاه القارة الإفريقية ردا على بعثرة القذافى أموال الليبيين على القادة الأفارقة وإستعانته بمرتزقة منهم فى حربه ضد الثوار، وانعكس أيضا فى مسألة التأييد للقومية العربية متمثلا بقيام عناصر متشددة بهدم تمثال عبد الناصر فى بنغازى، وساهمت سنوات القذافى العجفاء فى طمس الإحساس بالهوية الوطنية وفقدان أى خبرات ديموقراطية، رغم محاولات نصف الناجحة فى بناء مؤسسات شبه ديموقراطية، كما ساهم تضخم دولاب الدولة الوظيفى وعدم التنوع الاقتصادى باعتماده فقط على تصدير النفط الى عجز جهاز الدولة عن إستيعاب الالاف العاطلين مما سمح بامكانية جذب التيارات الرديكالية لأعداد غير قليلة منهم.
تبدو إحتمالات إقامة نظام حكم إسلامى فى ليبيا قائمة بشدة نتيجة للمشاركة الواسعة للتيار الإسلامى فى إسقاط القذافى ولطبيعة المجتمع الليبى البدوية المحافظة فما تزال الأفكار السنوسية الصوفية غالبة على العقول، وتتوزع الحركات الإسلامية على تيارات رئيسية أربع هى "الحركة الإسلامية للتغيير" وتضم الأعضاء السابقين فى "الجماعة الليبية المقاتلة" التى أفرج القذافى عنهم بعد قيامهم بمراجعات فقهية على غرار الجماعة الإسلامية فى مصر، وجماعة "الإخوان المسلمين" التى شاركت فى الثورة وانضمت مبكرا للمجلس الوطنى الإنتقالى كما قررت إنشاء حزب سياسى يمكنها من خوض الإنتخابات، والتيار الثالث هو " التجمع الإسلامى" والذى يتبنى منهجا وسطيا ومازال يتحسس خطواته للعمل السياسى، وأيضا الجماعات الصوفية المنتشرة خاصة فى جنوب وغرب ليبيا ومن قادتها التاريخيين "عمر المختار"، ورغم إنفتاح المجال أمام التقدم السريع لتلك القوى لضعف التيار المدنى والليبرالى فى ليبيا الاّ أن الخلافات الشديدة بين تلك الأطراف وفتاوى التكفير والتفسيق فيما بينها يعوق تحقيقها إنتصارات واضحة.
من الواضح أن الوضع الليبى شديد التعقيد ومؤشرات المستقبل غامضة، ومما يزيد الصورة ضبابية وجود تهديدات خارجية وداخلية واسعة النطاق وأكثرها خطورة هو ظاهرة الميليشيات المتطرفة والمرتبطة بتنظيم القاعدة ك"جماعة أنصار الشريعة" و"المجلس العسكرى لثوار الزنتان" وعشرات التنظيمات المتطرفة التى تهدد التطور الديموقراطى للبلاد، ولكن ما يزال الحفاظ على مدنية ووحدة ليبيا متاحا شرط نجاح ممثلى لجنة وضع الدستور فى تحديد نظام حكم وطنى ديموقراطى يدعم الإندماج الوطنى وإعادة بناء المؤسسات على مستوى مهنى ويحقق العدالة الإجتماعية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة ما يحدث فى أوكرانيا
- السيسى .. وإشكالية البطل شعبى
- زينب الغزالى .. الوهم المتبدد
- الماسونية ... ذلك البناء الغامض
- ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك
- العائدون من سوريا ...الخطر القادم
- الإخوان والتدبير لأول إنقلاب فى العالم العربى
- ممتاز دغمش وإرهاب القاعدة فى مصر
- تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة
- الشيخة موزة ..المرأة التى تحكم إمارة
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-
- ماجد الماجد ..زعيم كتائب عبدالله عزام
- العثمانيون الجدد ..والخليفة رجب طيب إردوغان الأول
- الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص
- هنرى كورييل ..مناضل من زمان آخر
- اليسار المصرى ..ومزيد من الإنقسام
- شيوعيون فى الواحات
- إقتراح للخروج من الأزمة السورية
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 3
- حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ليبيا فى مفترق طرق