أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - زينب الغزالى .. الوهم المتبدد















المزيد.....

زينب الغزالى .. الوهم المتبدد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تحظ قصة بكل هذا القدر من الأكاذيب والهلوسات مثل ما ذكر عن تلك السيدة وما ذكرته هى عن نفسها، روايات مختلطة بالدماء والمعجزات والأوهام وكأننا أمام "ماسادا" من نوع أفلام الرعب تعجز السينما الخيالية عن التعبير عنها، ما بين مطاردات بوليسية وأقبية سجون يمارس فيها تعذيب وحشى وكلاب تنهش لحوم البشر يعجز "دانتى اليجيرى" فى كوميدته المأساوية عن تصويرها وكأننا أمام مشاهد يوم القيامة أو أساطير عذاب القبر.
هى زينب محمد الغزالى الجبيلى (1917- 2005)، ولدت فى قرية بسيطة بالدقهلية ومات أبوها وهى طفلة فى العاشرة فانتقلت أسرتها للعيش فى القاهرة، وعاشت فى أسرة تحمل العديد من التناقضات، فأخوها عبد المنعم الغزالى هو نقابى شيوعى شهير، وشقيقتها حكمت ناصرية متعصبه بينما شقيقها الثانى عز الدين وفدى صميم وآخر ينتمى للحزب الوطنى القديم، ويذكر أن من عائلتها الداعية المشهور محمد الغزالى وأيضا الدكتور أسامة الغزالى وآخرين يحملون تناقضات سياسية واسعة، وفى هذا الجو المعبأ بالسياسة والإنتماءات الحزبية المختلفة نشأت زينب مهتمة بالأدب والسياسة وانتمت منذ نعومة أظافرها الى الإتحاد النسائى الذى أنشأته ورأسته هدى شعراوى لعقد من السنوات، ثم انسلخت عن الاتحاد وأسست جمعية السيدات المسلمات التى سرعان ما إنضمت وجمعيتها الى الإخوان المسلمين لترأس قسم الأخوات فى الجماعة.
كتبت عن تجربتها فى السجن بعد المواجهة الثانية بين يوليو والإخوان فى 65 وأصدرت تلك التجربة فى كتاب " أيام من حياتى" إدعّت فيه قصص مثيرة حول التعذيب الذى تعرضت وتعرض الإخوان له بما يفوق خيال أى مخرج سينيمائى مبدع، ومن ذلك قصة إطلاق كلاب مسعورة عليها فى الزنزانة، وجاء ذكر ذلك فى جميع طيّات الكتاب، من نوع "الحجرة 24" ( إبتلعتنى الحجرة فقلت بسم الله السلام عليكم، وأغلق الباب وأضيئت الكهرباء قوية، إنها للتعذيب، الحجرة مليئة بالكلاب، لا أدرى كم؟، أغمضت عينى ووضعت يدى على صدرى من شدة الفزع، وسمعت باب غرفتى يغلق بالسلاسل والأقفال، وتعلقت الكلاب بكل جسمى، رأسى ويدى، صدرى وظهرى وكل موضع فى جسمى، أحسست أن أنياب الكلاب تغوص فيه، فتحت عينى من شدة الفزع وبسرعة أغمضتها لهول ما أرى، ووضعت يدى تحت إبطى وأنا أتلو آيات الله الحسنى مبتأة ب "يا الله يا الله"، وأخذت أتنقل من إسم الى إسم، فالكلاب تتسلق جسدى كله، فى كتفى وفى ظهرى وأحسها فى صدرى وفى كل جسدى، أخذت أنادى ربى هاتفة: اللهم إشغلنى بك عمن سواك، إشغلنى بك أنت يا إلهى يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد، خذنى من علام الصورة وإشغلنى بك عن هذه الأغيار كلها، أوقفنى فى حضرتك واصبغنى بسكينتك، ألبسنى أردية محبتك، أرزقنى الشهادة فيك والحب فيك والرضا بك والمودة لك، وثبّت الأقدام يا الله أقدام الموحدين)..وبعد هذا الدعاء حدثت المعجزة، تقول ( كل هذا كنت أقوله فى سرّى والكلاب ناشبة انيابها فى جسدى، مرّت ساعات ثم فتح الباب وأخرجونى من الحجرة، كنت أظن أن ثيابى البيضاء غارقة فى الدماء، كذلك كنت أحس وأتصور أن الكلاب قد فعلت ما فعلت، ولكن يالدهشتى الثياب كأن لم يكن بها شيئ، كأن نابا واحدا لم ينشب فى جسدى).. يا الله على المعجزة التى لم يهيؤها الله لأنبيائه " موسى والمسيح ومحمد" ولا لأوليائه طبعا، هذا الخيال الذى فاق قدرة رابعة العدوية وجان دارك معا، وتضيف فى كتابها بجرأة ووقاحة ( كان جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر يشاهدان ما يحدث لنا من تعذيب ويتلذنان به)، وكما يقول المثل " إذا كان المتحدث مجنونا فليكن المستمع عاقلا"، ويصدقها هؤلاء الذين صدقوا أن الرسول نزل فى ميدان رابعة وصلّى جماعة وراء سيدنا محمد مرسى..يا مثبت العقل والدين يا رب.
وفى موضع آخر تذكر كيف أنها قررت الخصام مع "الإتحاد النسائى" ومؤسسته السيدة هدى شعراوى بعد حريق تعرضت له وأنها نذرت للرحمن إذا شفيت ستنهى جميع علاقاتها بهذا الإتحاد العلمانى الفاجر- ليس فى ذلك مأخذ- ولكنها تتطاول على هدى شعراوى بفولها ( عندما أحست هدى شعراوى بقرب أجلها أرسلت لى، وعندما ذهبت اليها قالت لى " إقتربى منى يا زينب وهاتى يدك، فأنا أريد أن ألقى ربى وفى يدى أطهر وأنقى إنسانة مثلك" ولفظت أنفاسها الأخيرة ويدى بين يديها)، بركاتك يا أم العواجز يا سيدة يا زينب يا غزالى، وقالت أنها رفضت لقاء جمال عبد الناصر لأنه يعتقل الإخوان، وفى لقاء عابر معها قال لها : إنتى مش خايفة إنى أموتك، فردت عليه : لو كان الأمر بيدك لكنت سجدت لك وسبحت بحمدك، ولكن الأمر بيد ربى، وهلك عبد الناصر وعاشت الحاجة زينب.
لا نهاية لما تقصه تلك السيدة عن أنواع التعذيب المجنون الذى كانت تتعرض له دون الجميع، فحديثها عن زبانية العذاب الذين كلفهم عبد الناصر بجلدها 500 جلدة يوميا وكلما أفاقت من الجلد كرروا جلدها بعد أن يأمروها بالامساك بالحلقتين ويسحبون الكرسى من تحت قدميها ويشعلون نارا تحتها حتى تقع فيها، وكلما إنتهى الجلاد يصرخ فيه "شمس بدران": علقها يا صفوت "يقصد صفوت الروبى" وإجلدها 250 زيادة، وأوقفونى الى الحائط فى مواجهة جهاز التكييف وسياطهم تمزق ظهرى...الى هنا سأتوقف عن متابعة كل مشاهد التعذيب السادية التى تصفها الحاجة زينب..فلا أستطيع أن أتحمل. تقول فى ص 32 من الكتاب ( فجأة ينفتح الباب ويرمى لى الشيطان الأسود ببطانية ووسادة، وكان قد مرّ على 18 يوما أنام على الأسفلت وثيابى ملوثة بالدماء، وفى عصر اليوم التالى سمعت أصواتا أعرفها، إنها علية حسن الهضيبى وغادة عمّار، بعد ذلك توقف التعذيب والجلد نهائيا)، وتقسم بأغلظ الأيمان أنها لم تكذب على الإخوان ولا على نفسها، ولكن "سيد قطب" يتهمها بالكذب فى التحقيقات حيث يقول ( إن القيادى الإخوانى الأستاذ "منير الدلة" قد حذره منها بقوله : إن شبابا متهورين من الإخوان يقومون بتنظيم، وهم دسيسة على الإخوان من المخابرات الأمريكية التى وصلت اليهم عن طريق الحاجة زينب الغزالى)، فالرجل لا يتهمها بالكذب فقط بل يتهمها صراحة بالتخابر، وقال الاستاذ "على عشماوى" أحد قادة تنظيم 65 أن سيد قطب ذكر له أن سبب خوفه هو إتصالنا بالحاجة زينب وبالأستاذ عبد العزيز على وذلك لإتصالهما بالمخابرات الأمريكية، كماتحدث عن كذبها أكثر من مصدر إخوانى منهم الاستاذ فريد عبد الخالق فى حديثه لأحمد منصور فى الجزيرة حيث قال الرجل ( لقد إدعت البطولة وإستعدادها للهلاك فى سبيل عبد الفتاح إسماعيل "عضو تنظيم 65" والبقية، وادعت أنها شتمت هذا وصرخت فى وجه هذا فى حين أنها إعترفت عمّا فعلته بل زادت طواعية وباعت عناصر أخرى من مجموعتها)، وتكرر ذلك فى حديث "طلال النصارى" عضو تنظيم الفنية العسكرية الذى تعرّف عليه زعيم التنظيم "صالح سرية" بواسطتها وبمعرفتها وفى منزلها ولكنها أنكرت فى التحقيقات معرفتها به ( وهذا أمر مبرر ولكن يثبت قابليتها للكذب)، وشهد اللواء فؤاد علاّم أنها قدمت إعترافات دون حتى أن يطلب منها أحد ذلك بل هى من طلبت لفاء أمن الدولة وبحضور اللواء أحمد رشدى المسئول الأول عن التحقيقات فى تنظيم 65.
عندما سألها "على شعراوى" كيف بايعت المرشد ردّت عليه ( إنها فى إحدى الليالى وكانت حالتها الروحانية غاية فى الصفاء صلت العشاء ثم نامت وفى نومها جاءها الإمام حسن البنا وقد أمرها بالجلوس بين يديه وقال لها أنه قد آن الأوان أن تصحح مسار عملها الإسلامى وتعمل من خلال جماعة الاخوان وقدم لها يده وجعل كفها بين كفيه ثم تلا البيعة وهى تردد خلفه حتى إنتهت، وكان أول تكليف طلبه منها أن تقوم بالوساطة بين الوفد والإخوان)، أية بيعة وأية مسخرة هذه وأى نوع من الدجل هذا، وتذكر الحاجة زينب تعدد لقاءاتها مع عبد الفتاح إسماعيل فى منزلها، وعندما أظهر زوجها الحاج محمد سالم ضيقه من ذلك قالت له (هل تذكر يا زوجى العزيز عندما إتفقنا على الزواج، اليوم أسألك أن تفى بوعدك ولا تسألنى عمن ألتقى)، وتقول (بعدها كثر العمل والنشاط وتدفق على بيتى الشباب صباحا ومساءا فأرتدى ملابسى وأنزل للجلوس معهم بينما هو يخلد الى النوم)، وتقول (لقد حبست نفسى فى حجرة فى شقة المرشد حتى إنتهيت من قراءة "معالم فى الطريق")، ويكرر الأستاذ فريد عبد الخالق فى حديثه للجزيرة (وجدت عبد الفتاح إسماعيل عندها، وكان شبه مرافق لها وقريب منها، يعنى يوميا هناك، وكان يعنى ياخد صورة اللى بيشتغل فى البيت، ينفض شبابيك، يعمل يقضى مصالح، يعنى واخد الدور ده، نهايته أنا قابلت الرجل وكلمته كلاما طويلا).
هذه السيدة لم يسلم من تقوّلها حتى المرشد حسن الهضيبى نفسه حيث تقول أنه إطلعّ على ملازم كتاب معالم فى الطريق قبل طباعته وأنه سمح بطباعته وقال لها (إن هذا الكتاب حصر أملى كله فى سيد، لقد قرأته وأعدت قراءته)، فكيف يستقيم هذا القول وقد كتب الهضيبى نفسه كتابا يرد عليه هو "دعاة لا قضاه"، ليس هذا فقط بل وصل بها خيالها المريض أن تدبّج قصة لمحاولة إغتصابها فى السجن حيث تقول فى كتابها ( كانت تعليماته الى هذا المارد بأن يرتكب أبشع جريمة يمكن أن يقترفها بشر، فصرخت بأعلى صوتى "باسم الهل الهو أكبر" وغرست أسنانى فى عنقه، لقد بث فىّ الله جلت قدرته قوة غريبة صرعت هذا الوحش، وبعدها حملوا الجثة وأعادونى الى الزنزانة)، وهكذا ينتهى الفيلم بمقتل الشرير وإنتصار الأميرة عليه .... تكبييير



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماسونية ... ذلك البناء الغامض
- ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك
- العائدون من سوريا ...الخطر القادم
- الإخوان والتدبير لأول إنقلاب فى العالم العربى
- ممتاز دغمش وإرهاب القاعدة فى مصر
- تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة
- الشيخة موزة ..المرأة التى تحكم إمارة
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-
- ماجد الماجد ..زعيم كتائب عبدالله عزام
- العثمانيون الجدد ..والخليفة رجب طيب إردوغان الأول
- الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص
- هنرى كورييل ..مناضل من زمان آخر
- اليسار المصرى ..ومزيد من الإنقسام
- شيوعيون فى الواحات
- إقتراح للخروج من الأزمة السورية
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 3
- حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس
- الإخوان وأردوغان والأزهر
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 2
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - زينب الغزالى .. الوهم المتبدد