أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رياض حسن محرم - مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى














المزيد.....

مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 13:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مقدمة:
ليس من السهل التعرض لموضوع بهذه الأهمية والخطورة والإتساع أو حتى الإقتراب منه فما زال البعض رغم مرور ما يقرب من قرنيين من المساجلات حول الإشتراكية وما يقرب من قرن ونصف على إصدار كتاب رأس المال أو كما يسميه الإقتصاد السياسى البروليتارى الذى حدد فيه ماركس بوضوح طبيعة الاستغلال الرأسمالى وفائض القيمة، وصعوبة العمل على فكرة تجديد الماركسية تكمن فيما يلى:
1- الإتهامات المعلبة والجاهزة لكل من يفكّر فى الإقتراب من النظرية ومحاولة تجديد بعض موضوعاتها التى شاخت ويرفع الغطاء ليرى ماذا تبقى داخل الإناء وتوجيه السهام اليه ليس أقلها إتهامه بأنها ضرب من ضروب التثاقف والزندقة ووضعه فورا فى خانة المراجعين والتحريفيين.
2- إن الفلسفة الماركسية تركت بصمتها على كل العلوم الإنسانية والإمبريقية وتتعدى كونها تعتمد على العلوم الإقتصادية وتحليل طبيعة الإستغلال الرأسمالى بل هى تنبع من منهجها الديالكتيكى الذى ينظر للظواهر فى حركتها وتطورها وشمولها وتحولها وتغيرها الدائم لذا فإن التجديد كامن فى طبيعتها، وأعتقد أنه لا يوجد أحد يستطيع الإلمام بكافة جوانبها.
3- منذ إكتشاف ماركس للمادية الجدلية حدثت تطورات هامة فى علوم الإجتماع والتاريخ والانثروبولوجيا والبيولوجيا والفيزياء والفلك وجميع العلوم مما ترك آثارا عميقة على مختلف المجالات الإنسانية لذا فكما تطورت جميع النظريات العلمية أصبح لزاما أن تتطور النظرية الماركسية ولا تترك للجمود والتحجر، لقد إستعار ماركس مقولة جوته " يابسة هى النظرية يا رفيق، وشجرة الحياة فى إخضرار غزير"، وفى رسالة إنجلز الى فلورنس كيلى فى 1886 ( إن نظريتنا ليست ناموسا يجب حفظه وترديده عن ظهر قلب، بل هى دليل عمل).
4- فى مجال الحراك العالمى فقد حدث حربين عالميتين وانتصرت الثورة البلشفية فى روسيا وتحولت أوروبا الشرقية الى المعسكر الإشتراكى وقامت ثورات إشتراكية فى الصين وفيتنام وكوبا وغيرها وأنجزت حركات التحرر الوطنى فى آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية معظم مهامها، وأيضا حدث إنهيار الاتحاد السوفيتى وتراجع معظم الدول التى انتهجت الاشتراكية الى المربع الصفر مرّة أخرى وانتقل العالم الى القطبية الأحادية وتحول بفضل ثورة الاتصالات الى قرية صغيرة وتحولت الرأسمالية من النمط الإمبريالى البسيط الى أشكال جديدة من النيوليبرالية الأكثر توحشا، وما زالت الأحزاب الشيوعية تتمسك بالماركسية التقليدية والأحكام القطعية لستالين فى مؤلفه "المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية" 1938 وتناسوا مقولة ماركس وانجلز بعد 40 عاما من صدور البيان الشيوعى فى 1848 أن البيان شاخ فى بعض جوانبه ويجب تجديده، وعليه فلا يوجد نص يبقى فى ذاته جامدا ومحنطا ولا يمكن الإقتراب منه أو فتح الغرفة عليه حتى لا يتحلل.
5- بعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان على تأسيس أول حزب شيوعى فى مصر، والرحلة النضالية للآلاف من الشيوعيين المصرين فى المعارك العمالية والطلابية وبين جموع الفلاحين والمثقفين، وبعد ما يقرب من 3 سنوات على ثورة 25 يناير وقيام الشعب المصرى بالموجة الثانية لثورته فى 30 يونيو وما بينهما من أحداث وحراك ثورى لعب فيه الشيوعيين دورا بارزا فلا أحد يفكر فى التوقف لمراجعة المنهج والقاء نظرة نقدية على الأسس النظرية التى يعتبرها منهج عمل ودليل طريق.
6- لا يمكن أن نغمط بعض المحاولات لمثقفين ثوريين مصريين طليعيين لمحاولة تمصير الماركسية وتقريبها من الواقع المصرى وعلى رأسهم محمود أمين العالم وفؤاد مرسى واسماعيل صبرى عبدالله وفوزى جرجس وابراهيم فتحى وسمير أمين، ولكن هذه المحاولات تمت على استحياء خوفا من الهجوم والاتهامات.
7- كما لا يمكن التقليل من دور كثير من المفكرين الماركسيين فى مختلف أنحاء العالم منهم على سبيل المثال لا الحصر أنطونيو جرامشى ومفكرى مدرسة فرانكفورت ( ماركوز- أريك فروم- هابر ماس وغيرهم) وجورج لوكاش والتوسير وجاروديه وسارتر وغيرهم.
لا أريد أن أسهب فى المقدمة كثيرا وأفضل الانتقال الى صلب الموضوع ولكننى أعود للقول بأن الماركسي الحقيقى هو من يبدأ من ماركس ولكن لا يجب أن يتوقف عنده أو أى أحد من الماركسيين بعده فالفارق ضخم بين أن تكون ماركسيا أو مجرد مردد لمقولات ماركسية، أن تبدأ من ماركس يعنى أن تستوعب نظريته المادية الجدلية والمادية التاريخية وتتعرف على مفهوم الصراع الطبقى والحزب الثورى ولا تكتفى بالعمل النظرى رغم أهميته ولكن أن يتفاعل ذلك مع النضال فى صفوف الجماهير من أجل تحقيق الإشتراكية، فالمطلوب ليس فقط تفسير العالم ولكن الأهم هو تغييره كما قال ماركس، وختاما فإننى لا أزعم القدرة العلمية والثقافية للولوج فى تناول موضوع كهذا بعمق كاف وتأصيل مؤسسى ولا أدعى القدرة النظرية على القيام بذلك الجهد، كل ما أعلمه أن العمل على تجديد الأفكار الماركسية هو فرض كفاية يجب أن يقوم به كل ماركسى يجد فى نفسه القدرة المحدودة على قراءة الماركسية واستيعابها ولندع مائة زهرة تتفتح ومائة مدرسة تتصارع.
يتبع فى الجزء الأول (عن مسألة ديكتاتورية البروليتاريا)



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الإنقلاب الثورى بالجيوش الوطنية
- الإرهاب فى سوريا يعيد تلميع وجه الأسد
- محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد
- أيمن الظواهرى ومصر التى فى خاطره
- على نويجى .. الحكيم الذى لم أعرفه كثيرا
- مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟
- اليسار المصرى ..الوحدة ولا سبيل آخر
- الإختلاط..أقصر طريق للفضيلة
- بين الولىّ الفقيه ومرشد الإخوان
- القضية الوطنية فى مصر الحديثة
- كوم أمبو .. مستوطنة صهيونية على أرض مصر
- الدكتور خالد مساعد ..مؤسس أول تنظيم جهادى فى سيناء
- جين شارب .. الإمبريالية فى أحدث أشكالها
- المرشد السرى
- الإخوان والعنف .. صراع وجود
- السلفية الجهادية فى سيناء
- إشكالية المادة الثانية
- متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-
- القطبيون الجدد
- عن الحسن بن على ..وحقن الدماء


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رياض حسن محرم - مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى