الإخوان والعنف .. صراع وجود

رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليس أمام نظام 30 يونيو الاّ ان يحظر جماعة الاخوان المسلمين وأن يصدر قرارا جمهوريا بإعتبارها تنظيم إرهابى ومصادرة كافة مقارها واموالها وعدم السماح لها بالنشاط السياسى أو الدعوى الاّ كأفراد فقط، المعركة أصبحت مكشوفة والخنادق محددة بين أمة بأكملها وتنظيم دولى على خط المواجهة، لقد تحول الصراع السياسى إلى فعل ثأرى من الجماعة، ومسرح لإثبات الوجود، وحملوا السلاح القاتل للمرة الأولى بشكل علنى، دون أن ينتبهو أنه يوجه إلى صدورهم قبل أن يطال غيرهم.
أن المدى الزمنى لتلك الأزمة لا يمكن التكهن به، يرتبط بإستمرار تماسك الموقف الوطنى وخاصة الوضع فى الحسبان تردد وتذبذب القوى الليبرالية حول تحديد موقف واضح وسريع من حظر هذه الجماعة التى إنفلت عقالها وأصبحت تمثل خطرا شديدا على المجتمع والدولة، كما أن جماعة الإخوان هى من ستحدد مداها الزمنى مع حساب قدرتها على الصمود تحت الضغط واستجابة انصارها فى تنفيذ التكليفات، ولكن إستمرار ذلك الصراع يفرض حقائق جديدة على الأرض تتلخص فيما يلى:
1- ساهم التردد فى فض الإعتصامات والسماح باستخدام تجمع رابعة تحديدا كمنصة إعلامية مفتوحة على الخارج وعدم الحسم تجاه الغارات اليومية على المنشآت العسكرية والشرطية والمؤسسات الحكومية وترويع المواطنين واستخدام العنف والإرهاب، ساهم كل ذلك فى تمدد التنظيم الإرهابى وإكتساب أنصار جدد وخاصة من الشباب المتمرد ضد كل سلطة وبعض القوى السياسية الهامشية التى تحاول دائما اللعب على الحبال، ومن تبقى من أعضاء التنظيمات الإرهابية وخاصة فى المحافظات التى تساندها فيها الجماعة الإسلامية وتبسط بعض السطوة على الأرض هناك ، مع محاولة إظهار الصراع على أنه حول الإسلام وتصوير الامر كله على أنه معركة بين فسطاطين، المهم أن الخطاب الإعلامي للجماعة، لم يحمل للرأي العام إلا “بكائيات” مكررة ومملة ولغة “جنائزية” تحاول استدرار تعاطف الجماهير، وتعكس بؤس “الأرض البور” التي تستعصي على الإصلاح والقدرة على الخيال والإبداع.. فظهر النسق الإخواني: من الاتحادية إلى الإرشاد، إلى الفضائيات، وكأنه كتلة واحدة صماء.
2- إستخدام الجماعات الإرهابية فى سيناء كرديف مهم ومؤثر لعنف الإخوان فى الداخل والتنسيق المباشر وغير المباشر بينهم من خلال تنظيمات السلفية الجهادية النشطة عسكريا فى سيناء وإمتداداتهم السياسية كالجماعة الإسلامية والتنظيمات الجهادية، ولا يمكن إنكار أنهم قادرين على احداث عمليات موجعة آخرها ما تم اليوم 19 أغسطس من قتل 25 جندى أمن مركزى فى رفح.
3- عدم إشراك الجماهير الشعبية فى الصراع مع الجماعات الإرهابية ورفض تشكيل لجان شعبية بحجة عدم تسلل عناصر إرهابية لهذه اللجان، وإقتصار ذلك الصراع على قوات الأمن العسكرية والشرطية مما يفقد هذه المعركة جانبا أساسيا من المشاركة المدنية، ولا ننسى إن تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى ستحاول استغلال الموقف الحالي داخل مصر لصالحها و تجنيد المزيد من شباب الجماعة للقيام بعمليات جهادية تستهدف المصالح الحكومية والمنشآت الحيوية .
4- إمتداد الصراع الداخلى إلى الساحة الدولية ومحاولة الضغط على السلطة الجديدة بوقف المساعدات الأجنبية وإعتبار ماتم فى مصر على أنه إنقلاب عسكرى متجاهلين العنف والإرهاب اليومى الذى يمارسه الإخوان المسلمبن وأنصارهم من الجماعات الجهادية، وبالرغم من سلامة موقف النظام الجديد من عدم الرضوخ لتلك الضغوط لكنه لا يجب التهوين من هذه التهديدات الخارجية و أهمية الدعم الخارجى الذى يحتاجه الإقتصاد المصرى بشدة، خاصة فى ظل حالة الشلل التام التى تتعرض لها البلاد وخسارة الإقتصاد القومى لمليارات الدولارات على أقل التقديرات فى غياب حركة السياحة ونزوح الأ جانب وتوقف المصانع عن العمل والبنوك والمؤسسات الإقتصادية والمصالح الحكومية وعدم تمكن الموظفين من الذهاب إلى مقار أعمالهم بشكل طبيعى.
5- أخيرا فإن هناك محاولة لجر الصراع الى فتنة طائفية وإستعداء الأقباط عن طريق حرق الكنائس والأديرة والمنشآت الثقافية لهم، ناهيك عن حالات العنف اليومية ضد المسيحيين كأفراد وممتلكات وليس آخرها إعلانهم عن أسر ثلاث راهبات وإعتبارهن غنائم حرب قبل إطلاق سراحهن من قبل مسلمين.
إن أى تردد الآن فى الإعلان عن أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر هى منظمة إرهابية ووضعها على قوائم المنظمات المحظور وجودها أو نشاطها ومصادرة مقارها وأموالها يصب حتما فى طاحونة إستمرار العنف والإرهاب..

#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل