أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الماسونية ... ذلك البناء الغامض















المزيد.....

الماسونية ... ذلك البناء الغامض


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثورة 25 يناير تصاعدت التساؤلات حول الماسونية، طبيعتها وأهدافها وبنائها التنظيمى والأفكار المؤسسة وقادتها التاريخيين، وانفتحت شهية الجميع بما فيهم الإعلاميين لمعرفة المزيد عن هذا اللفظ الغامض "ماسونية"، وهى بالإنجليزية freemasons أى البناؤون الأحرار ويتشارك أعضاؤها فى مجموعة من الأفكار حول الإيمان بخالق للكون "مهندس أعظم" ومجموعة من الرؤى الأخلاقية المثالية والأنشطة الإجتماعية ذات الطابع الإنسانى، وتستخدم الماسونية شعارا يتكون من مسطرة المعمارى متعامد عليها فرجار هندسى يرمز الى البناء والى علاقة المخلوق بالخالق وذلك بالمقابلة بين زاويتين الأولى الى السماء والثانية الى الأرض.
يقارن البعض بين طقوس الماسونية وتنطيمات سرية أخرى كالاخوان المسلمين فى عدة جوانب، فقسّم الولاء أو البيعة فى النظام الماسونى بعد أن يستوفى المرشح شروط العضوية يركع على قدميه معصوب العينين أمام رئيس ذو حيثية بينما هو يردد " أيها الإله القادر على كل شيئ، القاهر فوق عباده، أنعم علينا بعنايتك، وتجل على هذه الحضرة، ووفق عبدك – هذا الطالب- الدخول فى عشيرة البنائين الأحرار، والى صرف حياته فى طاعتك ليكون لنا أخا مخلصا حقيقيا..آمين"، بينما يدخل المرشح لعضوية النظام الخاص للإخوان المسلمين الى غرفة مظلمة باردة بحارة الصليبة بحى السيدة زينب ليجلس على الأرض وأمامه طبلية فوقها مصحف ومسدس بينما يضع يده اليمنى عليهما. ويجلس فى مقابلته شخص مجهول يردد ورائه القسم التالى " أبايعك بعهد الله وميثاقه، على أن أكون جنديا مخلصا فى جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع فى العسر واليسر والمنشط والمكره إلاّ فى معصية الله وعلى إثرة علىّ، وعلى الاّ أنازع الأمر أهله، وعلى أن أبذل جهدى ومالى ودمى فى سبيل الله ما استطعت الى ذلك سبيلا، والله على ما أقول وكيل"، ثم يتلو الآية " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما"، كما تتشابه مراتب العضوية فى الماسونية بدئا من مرتبة المبتدئ ثم مرتبة أهل الصنعة حتى مرتبة الخبير وهى أعلى مرتبة للأعضاء وعلى قمة الهرم يوجد الحبير الأعطم، وفى تنطيم الإخوان المسلمين فإن درجات العضوية تبدأ من عضو منتسب فعضو عامل ثم درجة نقيب فدرجة مجاهد وغلى قمة التنظيم يوجد المرشد العام.
يتدرج الموقف من الماسونية من إعتبارها مؤامرة كونية تسعى للسيطرة على العالم عن طريق السيطرة على الحكومات وأجهزة الإعلام ومراكز الإقتصاد والتعليم والثقافة، وتفسير أن جميع الثورات والإنقلابات التى حدثت هى جزء من هذه المؤامرة، يشمل ذلك الحركات الصهيونية والشيوعية والثورات البرجوازية والكمالية فى تركيا وثورات الربيع العربى ما هى الاّ جزء من مخطط ماسونى للسيطرة على العالم، بينما يرى قطاع كبير أن الماسونية ليست الاّ جزء من مؤامرة صهيونية للتغلغل والسيطرة على العالم، وبعزز ذلك الرأى معطم الطقوس والمبادئ العامة للماسونية التى ترجع أصولها الى الملك داوود وسليمان وبناء الهيكل، بينما يجد فيها آخرين أنها إرتبطت تاريخيا بالمسيحية وأن الغزوات الصليبية فى الشرق ما هى الاّ جزء من تلك النظرية ويدللون على ذلك بالفريق الأشد شراسة وتصميما فى قتل المسلمين وهم "فرسان الهيكل" التى كان جميع أفرادها ماسونيين خلصاء، على أن كثير ممن إنتموا للماسونية تاريخيا من زعماء وقادة ومفكرين لم يتعمقوا فى فكرتها ولم يؤمنوا بمبادئها على نحو حقيقى ولكنهم تعاطفوا مع افكارها العامة فى الحرية والإنسانية والخدمة الإجتماعية، وكان الإنضمام اليها يعد موضة عصرية وتحقيق نوع من الوجاهة الإجتماعية والعصرنة.
إن المتتبع لفكرة الماسونية وتشكيلاتها يدرك أنها حركة نخبوية لا تنتشر الاّ فى أوساط المثقفين والمفكرين وحتى مؤسساتها الإجتماعية مثل حركات الروتارى والليونز هى فى جوهرها منظمات للأرستقراطية المدينية ولا تسعى للتغلغل فى أوساط الطبقات الفقيرة أو نشر فكرها بينهم بل تعمل بين نخبة ممن يسمون بنساء المجتمع الراقى لتقديم بعض الإعانات الخيرية للفقراء والمهمشين خصوصا فى مجال الصحة والتعليم، وكما يقول قادتها أنها تعمل على أن يكون الإنسان أكثر طيبة بغض النظر عن دينه أو عقيدته.
يذكر أن دخول الأفكار الماسونية الى مصر فى العصر الحديث بدأ مع الحملة الفرنسية التى حملت شعارات الثورة الفرنسية من حرية وإخاء ومساواة والتى تبنتها الماسونية وإستطاعت أن تجذب اليها الكثير من القادة والمفكرين على رأسهم "جمال الدين الأفغانى" وتلامذته كالشيخ محمد عبدة وسعد زغلول وغيرهم، وتوسعت النشاطات الماسونية فى البلاد وذلك بإنشاء نادى روتارى القاهرة فى 1929 وإنتشرت تلك الأندية حتى وصل عددها الى 27 ناديا تتركز فى القاهرة والأسكندرية وبعض المدن الكبرى، وتم تشكيل محفل أعظم ماسونى بالقاهرة إعتبر الزعيم سعد زغلول هو الرئيس الفخرى له، وإستمر نشاط الحركة بدون عوائق حتى تم حظر جميع أنشتطها عام 1964 فى ذروة النضال الوطنى ضد الإستعمار والصهيونية، وتم الغاء المحافل الماسونية وجميع فروع المؤسسات التى لها علاقة بها، ومع بداية الثمانينيات وبعد سريان إتفاقية كامب ديفيد سمحت السلطات المصرية بعودة نشاطها وتم إنشاء العشرات من أندية الروتارى والليونز مرة أخرى.
عموما تسبب الغموض الشديد الذى أحاط بنشأة وتطور الماسونية فى إضفاء صورة تآمرية عليها، ولا يمكن نفى ذلك بشكل قاطع، وتوجد تفاصيل تاريخية كثيرة ومتضاربة عنها بما فى ذلك تفسيرات عديدة لشعاراتها وطقوسها وقادتها التاريخيين، بل يرجع البعض نشأتها منذ بناة الأهرام والحضارات الإنسانية العظيمة ويعطونها أكثر من قيمتها التاريخية ويخلطونها بعبادات دينية وأفكار علمانية متناقضة، وهكذا فإنه من المستحيل نقل تراث أو فرضيات عبر الاف السنين دون إضفاء عنصر الزمن وعنصر الفلسفة والإنسانيات والعقائد الدينية عليها، ومن هنا فإن التأريخ للماسونية لا يجب أن يعتمد على المراجع وحدها ولكن يجب إعمال العقل وتنقية ما لصق بها من تصورات، ومحاولة الفصل بين ما هو حقيقى وما هو دخيل، ووضع حدودا فاصلة بين الماسونية وفرسان الهيكل، وبينها والحضارات الخالدة كالفرعونية والإغريقية وبين أساطير الأولين وعلوم "الروزكروسيين" من جهة أخرى، والفصل بين فنون الرسم والنحت والعمارة فى الحضارات القديمة ومحاولة إعطاء تفسيرات ماسونية متعسفة لها، علينا أن نكون دقيقين فى دراسة أصول الماسونية وتنقيتها من كثير من الخزعبلات والأوهام التى ألصقت بها من أعدائها والأكثر من أصدقائها الذين فسّروها ضمن هندسة "فيثاغورث" وشيعة "أهل قمران" ومجمعات أثينا والأسكندرية ونيقية، وضمن الصليبيين والمنوّرين.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك
- العائدون من سوريا ...الخطر القادم
- الإخوان والتدبير لأول إنقلاب فى العالم العربى
- ممتاز دغمش وإرهاب القاعدة فى مصر
- تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة
- الشيخة موزة ..المرأة التى تحكم إمارة
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-
- ماجد الماجد ..زعيم كتائب عبدالله عزام
- العثمانيون الجدد ..والخليفة رجب طيب إردوغان الأول
- الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص
- هنرى كورييل ..مناضل من زمان آخر
- اليسار المصرى ..ومزيد من الإنقسام
- شيوعيون فى الواحات
- إقتراح للخروج من الأزمة السورية
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 3
- حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس
- الإخوان وأردوغان والأزهر
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 2
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى
- علاقة الإنقلاب الثورى بالجيوش الوطنية


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الماسونية ... ذلك البناء الغامض