أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو















المزيد.....

حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساد الغموض مسألة إنضمام جمال عبد الناصر لجماعة الإخوان المسلمين قبل ثورة يوليو وكذلك علاقته بالحركة الشيوعية من عدمه، وتواترت الروايات عن قيام "عبد المنعم عبد الرؤوف" العضو الإخوانى البارز بضم عبد الناصر "للتنظيم السرى" للضباط فى الجيش منذ عام 1944، وظل عبد الرؤوف مسؤولا عن الوافد الجديد حتى مايو 1948، بينما كان رأس ذلك التنظيم السرى بالجيش هو الفريق "عزيز المصرى" الذى كان ينسق معه ويعاونه الشيخ "حسن البنا" المرشد العام للإخوان، بينما تشير مصادر أخرى أن واسطة علاقة عبد الناصر بالإخوان كان الشيخ "أحمد حسن الباقورى" الذى إحتفظ بصداقته معه منذ مرحلة مبكره حتى جاء به عبد الناصر وزيرا للأوقاف بعد الثورة رغم إعتراض مكتب الإرشاد حينها، ويذكر بعض مؤرخو الإخوان أن التنظيم ألحق المنضمين الجدد من عناصر الجيش بالنظام السرى تحت قيادة "عبد الرحمن السندى" والرعاية الدعوية لمفتى الاخوان الشيخ "سيد سابق"، ومع زيادة أعداد الضباط المنضمين للجماعة أنشأ لهم حسن البنا قسما مستقلا يشرف عليه الصاغ المتقاعد "محمود لبيب" وكيل الإخوان الذى أطلق على القسم إسم "الضباط الأحرار"، وتلك هى رواية الإخوان لنشأة تنظيم الضباط الأحرار.
بعد دخول الجيش المصرى الحرب فى فلسطين والهزيمة القاسية التى تلقاها بعد حصار الفالوجا كان ذلك ايذانا بتفكك الشكل القديم للتنظيم وشروع عبد الناصر بإعادة تشكيله مرة أخرى وبناؤه مستقلا عن الإخوان وكل الاحزاب والتيارات السياسية ليضم اليه عناصر جديدة كان لبعضهم علاقات بقوى وأحزاب قائمة لكنه أصّر أن يتخلى هؤلاء الأعضاء عن إنتماءاتهم السابقة وأن يكون ولاءهم خالصا لتنظيم الضباط الاحرار فى تشكيله الجديد، وساعده فى ذلك قرار حل جماعة الإخوان المسلمين وإختفاء حسن البنا بالإغتيال وموت محمود لبيب، وبعد رفض محاولة عبدالمنعم عبدالرؤوف إستمرار علاقة التنظيم الجديد بالجماعة مما دفع عبد الناصر الى ابعاده من القيادة وادخال عبدالحكيم عامر بدلا منه وإن ظلت علاقة عبدالناصر بالإخوان ودية الى حد كبير، ومن شواهد ذلك أنه بعد نجاح الإنقلاب صدرت مجموعة من قرارات مجلس قيادة الثورة منها إعادة المحاكمات فى قضية إغتيال حسن البنا والإفراج عن الاخوان المعتقلين والمحبوسين وزيارة أعضاء المجلس لقبر حسن البنا والأهم من ذلك كان قرار حل الأحزاب وإستثناء جماعة الإخوان المسلمين من قرار الحل، لكن سرعان ما دب الخلاف بين عبدالناصر والاخوان لرفضه الرضوخ لمطالبهم بمراجعة جميع القوانين قبل إصدارها لتحديد مدى مطابقتها للشريعة الاسلامية، ليصل الصدام بينهما الى ذروته وإعدادهمى محاولة لإغتيال عبدالناصر فى ميدان المنشية فى 26 اكتوبر 1954.
تتطابق شهادات قيادات الاخوان الى حد كبير مع زملاء لجمال عبدالناصر ورفقاء سلاحه خول هلاقته بالاخوان منهم الضابط اليسارى خالد محيي الدين فى أكثر من موضع منها حواره فى جريدة الأهالى "لسان حال حزب التجمع" فى 26 /7 /1978 حيث ذكر أنه تعرف على جمال عبدالناصر فى أواخر عام 1949 عن طريق قائد الجناح الإخوانى عبدالمنعم عبدالرؤوف وأن علاقتهما إستمرت مع جماعة الإخوان عن طريق عضو الجماعة الصاغ بالمعاش محمود لبيب وارتبطا بعلاقة وثيقة مع الشيخ حسن البنا، كما يذكر المفكر والمؤرخ د. عاصم الدسوقى أن علاقة عبد الناصر بالإخوان كانت علاقة خاصة ومتينة جدا لدرجة أنه أخبر قياديين كبيرين فى الجماعة بساعة الصفر للتحرك فى 23 يوليو هما عضوى مكتب الإرشاد حسن عشماوى وصالح ابو رقيق، وأن المرشد العام حينها "حسن الهضيبى" قرر أن يمسك العصا من المنتصف ( كما يفعل الاخوان دائما) ورفض إعلان مكتب الإرشاد صراحة تأييد الثورة قبل إنتصارها، ويؤكد "أحمد حمروش" أن عبدالناصر قد إنفصل نهائيا عن تنظيم الإخوان بعد عودته من حرب فلسطين بموافقة المرشد "حسن الهضيبى" وإن ظل على علاقة قوية بهم.
من شهادة "خالد محيي الدين" فى كتابه "والآن أتكلم" يذكر الآتى ( فى عام 1944 عرفنى الضابط الإخوانى "عبدالمنعم عبدالرؤوف" بعبد الناصر ثم بمحمود لبيب كضابطين من الاخوان، وبينما كنت متشككا فى نوايا الاخوان فقد ظل عبدالناصر على ثقته فيهم، وبعدها تقرر ضمّنا معا الى النظام الخاص للاخوان فاتجهنا الى منزل بحى الخليفة وقابلنا "عبدالرحمن السندى" وأقسمنا قسم البيعة للإخوان وتم تكليفنا بالمشاركة فى تدريب الاخوان تحت امرة مدربين مدنيين منهم مستواهم ضعيف مما أدى الى ابتعادنا دون إعلان بالإنفصال عنهم.)، ويكمل محيي الدين ( فى بداية عام 1951 أكمل عبدالناصر تشكيل هيئة الضباط الأحرار و تم استبعاد عبدالمنعم عبدالرؤوف منه بعد مشادة دارت بينهما وإصرار عبدالرؤوف أن يكون التنظيم جزءا من الإخوان المسلمين، وقبيل قيام الثورة أبلغنا عبدالناصر أنه التقى بحسن عشماوى "عضو مكتب الارشاد" وأبلغه عشماوى أن المرشد والجماعه تدعم تحركهم وأبلغه عبد الناصر بموعد التحرك فى 22 يوليو).
فى كتاب "أحمد حمروش "قصة ثورة يوليو" يذكر أيضا ( منذ عام 1944 قرر الإخوان ضم أعداد متصاعدة من الضباط الى تنظيمهم كجمال عبد الناصر وخالد محيي الدين وثروت عكاشة مع عدم التدقيق بشدة فى إنتماءاتهم السياسية، ومع نهاية حرب فلسطين وإغتيال البنا وعدم قدرة الاخوان عن الإجابات الشافية لأسئلة الضباط وعدم وضوح برنامجهم قرر عبدالناصر الإستقلال بالتنظيم، ويذكر أن عبدالناصر وكمال الدين حسين قد ذهبوا يوم 22 يوليو 1952 لمقابله صالح أبو رقيق "عضو مكتب الإرشاد" وأبلغاه بالتحرك واتفقوا معه على دعم الاخوان للإنقلاب).
خلاصة الأمر أن عبدالناصر قد إنتمى تنظيميا الى النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين بشكل مؤكد، وأنه أقسم على المصحف والمسدس فى الغرفة المظلمة بحارة الصليبة فى السيدة زينب على الولاء فى المنشط والمكره والسمع والطاعة، ويذكر الإخوان أن اسمه الحركى بالجماعة هو " زغلول عبد القادر"، ورغم نفى عبد الناصر لهذا الإرتباط التنظيمى فى لقاء مع أعضاء فى منظمة الشباب فى 1964 وفى رده على سؤال أحد الشباب عن علاقته بتنظم الاخوان المسلمين جاء فى رده ( أنا قبل الثورة كنت على اتصال بجميع الحركات السياسية الموجودة فى البلد، يعنى مثلا كنت أعرف الشيخ حسن البنا لكن مكنتش عضو فى الاخوان، كنت أعرف ناس من الوفد وكنت أعرف شيوعيين وانضميت فترة لحزب "مصر الفتاة" واختلفت معاهم فانضميت للوفد وبعد دخولى الجيش اتصلت بكل الحركات السياسية وبعد ما شكلنا اللجنة التأسيسية للضباط الاحرار حاول عبدالمنعم عبد الرؤوف ضمها للاخوان بحجة انهم تنظيم قوى يمكن ان يرعى اسرنا فى حالة تعرضنا لمكروه فكان ردى ان اللى بيقوم بواجب وطنى لا يهمه اسرته ولا اولاده ورفضنا طلبه واقصيناه عن التنظيم، فى الوقت ده مات حسن البنا الله يرحمه وكانت لى بيه علاقة قوية، علاقة صداقة ومعرفه زى ما قلت لكن مكنتش أبدا عضو فى الإخوان)، هكذا اوضح عبدالناصر تاريخ علاقته بالاخوان وتنصله من علاقته التنظيمية بالاخوان يجد ما يبرره بعد رحلة صراع طويلة معهم.
لكن هل إرتبط عبد الناصر تنظيميا بالحركة الديموقراطية للتحرر الوطنى "حدتو" الشيوعية، بعض اليسار يتنازع صلته بعبدالناصر بزعم أنه إنضم لهذه الحركة قبل الثورة عن طريق القاضى "أحمد فؤاد" القيادى البارز بحدتو، يتحدث الدكتور "رفعت السعيد" فى كتابه "تاريخ الحركة الشيوعية" حول علاقة اليسار بثورة يوليو قائلا ( لقد انضم جميع الضباط المنتمين لحدتو الى تنظيم الضباط الأحرار ليبلغوا حوالى ثلث الأعضاء، وكان خالد محيي الدين عضو حدتو هو من يحرر بياناتهم وهو من كتب أهداف الضباط الاحرار، كما لعب محيي الدين بقيادته لسلاح الفرسان ويوسف صديق باستيلائه على قيادة الأركان الدور الحاسم فى إنجاح الثورة)، لا أعتقد أن أحد ينكر دور شيوعيو حدتو فى مساعدة ودعم الضباط الأحرار وفى التمهيد للثورة ودعمها وخاصة فى المجال الفكرى وكذلك المساعدات الفنية فى طباعة المنشورات وكتابة مادتها وتوزيعها، على أن ما ردده البعض حول إنضمام عبدالناصر الى تنظيم حدتو وإتخاذه إسما حركيا هو " موريس" وأنه حمل رقم 17 فى التنظيم فأعتقد أن تلك الإدعاءات لم يقم عليها دليل سوى تناقلها شفاهةعلى بعض الألسنة دون توثيق.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمير البحرية التجارية فى مصر .. خطة ممنهجة
- فنزويلا بين الثورة والثورة المضادة
- وداعا عبد المجيد الخولى.. شهيد الفلاحين
- شبه جزيرة القرم ...محورالصراع بين روسيا والناتو
- فؤاد الشمالى.. شيوعى لبنانى من مصر
- الدكتور محجوب عمر.. شيوعى مصرى فى صفوف المقاومة الفلسطينية
- ليبيا فى مفترق طرق
- حقيقة ما يحدث فى أوكرانيا
- السيسى .. وإشكالية البطل شعبى
- زينب الغزالى .. الوهم المتبدد
- الماسونية ... ذلك البناء الغامض
- ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك
- العائدون من سوريا ...الخطر القادم
- الإخوان والتدبير لأول إنقلاب فى العالم العربى
- ممتاز دغمش وإرهاب القاعدة فى مصر
- تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة
- الشيخة موزة ..المرأة التى تحكم إمارة
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-
- ماجد الماجد ..زعيم كتائب عبدالله عزام
- العثمانيون الجدد ..والخليفة رجب طيب إردوغان الأول


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو