أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق















المزيد.....

داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4480 - 2014 / 6 / 12 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" إبن شرعى لتنظيم القاعدة وإن كان قد طفا على السطح منذ حوالى عام صراع بين التنظيم الأم وربيبته وإتهامات بالتكفير والزندقة بين " أيمن الظواهرى" خليفة بن لادن و" أبو بكر البغدادى" خليفة أبوعمر البغدادى وابو مصعب الزرقاوى على خلفية من الأحق بتمثيل القاعدة فى سوريا..هل هو جماعة النصرة أم داعش.
لاشك أن سلسلة الانتصارات السريعة والمفاجئة التى حققتها داعش فى العراق باستيلائها على كامل محافظة نينوى وعاصمتها مدينة الموصل (350 كم شمالى بغداد) وتحركهم للإستيلاء على محافظة صلاح الدين وسيطرتها على أجزاء فى محافظة كركوك أيضا بما يعقد الوضع كثيرا ويضع العراقيين جميعا أمام لحظة الحقيقة، لقد سجّل الإنهيار المفاجئ للجيش العراقى وتخليه عن سلاحه وخلع ملابسه العسكرية والفرار من الموصل دون قتال علامة إستفهام كبيرة تذكرنا بانهيار الجيش المصرى فى حرب 1967 التى انسحبت فيها القوات المسلحة المصرية من سيناء وباقى الجبهات العربية "التى وضعت تحت قيادة مصرية" دون تفسير واضح لما حدث حتى الآن.
نعود الى قصة "داعش" ذلك الإسم الذى ارتفع كالشهاب فى الشهور الأخيرة فى دولتى سوريا والعراق منذ تصاعدت حدة الصراع فى سوريا بين هذا التنظيم وفصائل من المعارضة الجهادية " النصرة والحر" من جهة وبينه والجيش النظامى من جهة أخرى، وتعود جذور داعش الى تنظيم " التوحيد والجهاد" الذى أنشأه الجهادى السابق بأفغانستان "ابو مصعب الزرقاوى" فى عام 2004 للحرب ضد الأمريكان والشيعة فى العراق "أو كما يحلو له تسميتهم بالروافض" وتزعم ذلك التنظيم باقى المجموعات التكفيرية واعترف به بن لادن كممثل لتنظيم القاعدة فى العراق وأطلق أصحابه عليه اسم "تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين"، وشكّل تنظيم التوحيد والجهاد ما يعرف بمجلس شورى المجاهدين فى العراق تحت سيطرته، وبتصفية الزرقاوى فى عام 2006 تم اختيار " أبو حمزة المهاجر" ليخلفه فى قيادة ما يعرف ب"دولة العراق الإسلامية" فى نفس العام المحدودة التواجدعلى الأرض ، وفى عام 1010 شنت الطائرات الامريكية غارة على منزل بمنطقة الثرثار واستطاعت قتل الرجلين معا " ابو عمر البغدادى وابى حمزة المهاجر" الذين كانا يختبئان فيه، وبعد الحادث بعشرة أيام إجتمع مجلس شورى المجاهدين ليختار "أبو بكر البغدادى" أميرا و" الناصر لدين الله سليمان" وزيرا للحرب، وبعد اندلاع الثورة السورية فى 2011 وتأسيس ما يسمى بالجيش السورى الحر تم تشكيل "جبهة النصرة" بقيادة "أبو محمد الجولانى" التى دخلت على خط القتال مع النظام السورى وأحرزت بعض الإنتصارات على الجيش الحر والنظامى، فى نفس الوقت تقريبا بدأ تنظيم دولة العراق الاسلامية بعمليات متفرقة داخل سوريا، وفى ابريل 2012 ظهر " أبو بكر البغدادى" فى شريط متلفز بثته الجزيرة يعلن فيه إندماج جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية تحت امرته فى تنظيم واحد هو الدولة الاسلامية فى العراق والشام "داعش"، وجاء الرد سريعا من جبهة النصرة بشريط لأبى محمد الجولانى برفض ذلك الاعلان ويعلن مبايعته للقاعدة بزعامة الظواهرى الذى انحاز لجبهة النصرة ودعا داعش للعودة للقتال فى العراق وترك سوريا لجبهة النصرة، ولم تستجب داعش لهذا الموقف واستمرت عملياتها فى كلتا الدولتين واستطاع هذا التنظيم الاستيلاء على أسلحة متطورة من الجيشين السورى والعراقى منها دبابات وصواريخ وراجمات قنابل.
الهدف المعلن لداعش كما هو واضح من اسمها هو إقامة دولة الخلافة فى العالم الإسلامى "حسب تصورهم" بدئا بدولتى العراق وسوريا، وزعيمه "أبو بكر البغدادى" حاصل على الدكتواراه فى الفقه من الجامعة الاسلامية ببغداد وتبنى الفكر التكفيرى الجهادى منذ نعومة أظافره، وأسس مجموعات جهادية صغيرة أسماها " جيش أهل السنة والجماعة" موجها هجماته بالاساس ضد التجمعات الشيعية وكان أشهرها تفجير مسجد أم القرى التى حصدت العشرات من الارواح من بينها النائب فى البرلمان العراقى " خالد الفهداوى" وعملية البنك المركزى ووزارة العدل وغيرها، وبعد خلافته لأبو عمر البغدادى لقيادة قاعدة العراق انتهز فرصة الفوضى والحرب الأهلية فى سوريا ليتسلل بمجموعة من أنصاره اليها تحت راية "نصرة أهل السنة فى سوريا" مع غلبة العنصر الأجنبى فى تكوينها واستطاعت داعش أن تستقطب قطاعات من جبهة النصرة والجيش الحر وخاضت معارك شرسة مع جميع الفرقاء فى سوريا من الجيش النظامى وجبهة النصرة والجيش الحر والأكراد " قامت بخطف 120 مواطنا كرديا بينهم نساء وأطفال" وغيرهم، واستطاعت السيطرة شبه الكاملة على محافظات الرقة والحسكة ودير الزور وأنشأت وزارات ومحاكم شرعية وسجون خاصة بها، ووجهت سهامها بشكل خاص ضد المسيحين قتلا واغتصابا وفرضا للجزية ومن بينها راهبات معلولة وقتل الراعى " باولو داليليو" وذلك بالرغم أنهم لا يمنلكون أعدادا كبيرة فقد قدرهم الباحث " تشالز ليستر" بمركز بروكينجز بحوالى 15000 مقاتلا يمتلكون قدرات عالية وخبرة متطورة فى حرب الشوارع والعصابات.
لاشك أن الصراع الظاهر بين تنظيم داعش وبين الظواهرى يفتح بابا لمرحلة ما بعد القاعدة فى العالم، وقد أخذ هذا الصراع منحى حاد حسب آخر تصريح لداعش الذى أعلنت فيه ( عذرا أمير القاعدة، داعش لم تكن يوما ولن تكون فرعا للقاعدة، ولو قدر الله أن تطأ أقدامكم أرض الدولة الإسلامية يا دكتور لما وسعكم الاّ ان تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشى حفيد الحسين كما أنتم جنودا تحت سلطان الملا عمر)، وفى رد من الظواهرى تم بثه فى 19 ابريل 2014 وصف فيه ما يحدث فى سوريا انما هو إخلال باتفاق مسبق مع البغدادى بعدم الاعلان عن وجود القاعدة فى سوريا، وأنحى باللائمة على من يعلنون دولا اسلامية دون استئذان أو حتى إخطار..(وهو يقصد داعش تحديدا) وجاء رد داعش على الظواهرى صاعقا حيث وجه أحد قياداتها له رسالة بعنوان" رسالة الدولة الاسلامية فى العراق والشام الى تنظيم قاعدة الجهاد ( قولنا الصاعق الحارق الى المتشنج المارق أيمن الظواهرى) برب الكعبة فى أضغاث أحلامك أنك يمكن أن تجول لكنك لن تصول فلن يبقى لك خردة فى الدولة من صحراءها الى رافديها ولا فى الشام بجبالها وساحلها ولا بذرة تراب فيها"، هذا التلاسن والسباب العلنى يقطع آخر خيط يربط التنظيمين التكفيريين فى صراع على زعامة الحركة الاسلامية، كما أن هذا الخلاف إمتد الى مصر حيث وجه الظواهرى نداءا الى أنصاره فى سيناء باستهداف السياح الاجانب لتقويض الاقتصاد المصرى بينما طلب البغدادى منهم التركيز على كمائن الجيش، وذكر موقع "فيتو" أن الصراع بين داعش والقاعدة قد بدأت أولى مراحله فى سيناء وأن هناك توجيه من الظواهرى للإرهابيين فى سيناء أن البغدادى قد نقض بيعته ووجب قتاله بينما الآخر وجه انذارا الى القاعدة بالانسحاب من سيناء والاكتفاء بالحرب فى الدلتا والصعيد.
رغم كل الأخبار الكارثية التى تصلنا من العراق عن تمدد داعش السريع واستيلائها على محافظات بكاملها فإن ذلك يحفز همة مختلف طوائف العراق من شيعة وأكراد وآشوريين وكلدانيين وغيرهم فى التوحد لتطهير تلك المحافظات منهم وتوجيه ضربة قاصمة لهم ولكن ستبقى عمليات التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة لفترة قد تطول ولن يسمح الشعب العراقى بتاريخه الطويل بسيطرة بضعة الآف من التكفيريين الظلاميين على مقدراته وهوقادر على إزاحة الخونة والعملاء من حكامه وتطهير بلاده منهم وتحقيق مجتمع جديد يقوم على الحرية والمواطنة والتقدم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية
- فتاة المصنع .. فيلم يخصم من رصيد محمد خان السينمائى
- حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو
- تدمير البحرية التجارية فى مصر .. خطة ممنهجة
- فنزويلا بين الثورة والثورة المضادة
- وداعا عبد المجيد الخولى.. شهيد الفلاحين
- شبه جزيرة القرم ...محورالصراع بين روسيا والناتو
- فؤاد الشمالى.. شيوعى لبنانى من مصر
- الدكتور محجوب عمر.. شيوعى مصرى فى صفوف المقاومة الفلسطينية
- ليبيا فى مفترق طرق
- حقيقة ما يحدث فى أوكرانيا
- السيسى .. وإشكالية البطل شعبى
- زينب الغزالى .. الوهم المتبدد


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق