أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الأقباط وثورة 30 يونيو














المزيد.....

الأقباط وثورة 30 يونيو


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 19:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بغض النظر عن إعتبار ماحدث فى 30 يونيو وما تلاها ثورة أو إحدى موجات الثورة الأم فى 25 يناير فالموضوع ينصّب على موقف الأقباط مما حدث فى هذا اليوم وما تلاه من ثورة على حكم الإخوان والإطاحه به، وكما ذكرنا فى مقالنا الماضى فقد خالف شباب الأقباط وبعض القساوسة تعاليم الكنائس الثلاث وشاركوا فى فعاليات ثورة يناير، لكن الأمر مما حدث فى 30 يونيو كان مختلفا فقد قرر الأقباط قيادا وكنيسة وشعبا المشاركة بكل قوة دون أى تردد بخوض معركتهم الأخيرة لإكتساب حريتهم، يقول المفكر القبطى "كمال زاخر" ( إن هذه الثورة مثلت للمصريين الأقباط حماية لوجودهم) وهذا قول لا يجافى الحقيقة كثيرا فقد إعتبر الإخوان أن وصولهم للحكم بمثابة إعادة فتح مصر وذكر مرشدهم أن دولة الخلافة لم تكن أقرب من أن تتحقق مما هى عليه الآن، فقد كانت جميع الإعتداءات ضد الأقباط منذ 25 يناير ضد الأقباط إبتداءا من الإعتداء على كنيسة صول بأطفيح ثم حرق كنيسة إمبابة وصولا الى حصار سلفيين للكتدرائية المرقسية رافعين صور "وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاته" وواكب ذلك إختفاء عدد من الفتيات القبطيات المراهقات وظهورهن بعدها وقد اعتنقن الاسلام ومتزوجات من اسلاميين متشددين فضلا عن ظهور خطابات اسلامية زاعقة تنال من المعتقدات المسيحية وتكفّر المسيحيين وانتشرت حالات محاكمة أقباط بحجة إزدراء الإسلام مع الهجوم بأقذع الألفاظ على البابا شنودة وتصويره فى ملصقاتهم على شكل خنزير وكلب، وكان المشهد الأكثر درامية هو الإعتداء على الكتدرائية بالعباسية وهو الأول من نوعه وتم فى ظل حكم الاخوان بعد اتهاماتهم أن معظم المهاجمين لمقرهم بالمقطم من المسيحيين وتصاعد خوف الاقباط من تحالف الاخوان مع الجماعات الاسلامية الرديكالية والتى سبق أن تلوثت أيديهم بدماء الأقباط فى التسعينات.
بعد وصول البابا الجديد " تاوضرس" الى الكرسى الرسولى كان الخلاف بين الاخوان والاقباط قد وصل لذروته وحاول الاخوان الضغط على البابا الجديد لدعوة الاقباط بعدم المشاركة فى تظاهرات 30 يونيو المناهضة ولكنه لم يستجب كما رفض نصيحة السفيرة "آن باترسون" وغلّف رده بدبلوماسية معلنا أن الحق فى التظاهر حرية شخصية لا يتدخل فيها، ولم يكن الرجل يملك من أمره شيئا أمام الغضب الجامح والخوف المتأصل من الإقباط كفصيل متقدم فى المواجهة، لقد أدرك الاقباط أنها الفرصة الأخيرة ليرتموا فى أحضان الأغلبية الكاسحة من المصريين ويذوبوا فى الطوفان الشعبى ويحتمون بالجيش من الهجمة الاسلامية المنظمة منذ عقود وكانت حالة الإحباط والإكتئاب بوصول الاخوان للرئاسة قد دفعت معظمهم للتفكير فى الهجرة وجاء الحراك الشعبى المتصاعد بمثابة حبل النجاة بالنسبة لهم، وفى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة إعتبر الاسلاميون أن لهم "تار بايت" مع الأقباط لإنحيازهم لجبهة 30 يونيو فى إطار مؤامرة علمانية شيوعية مسيحية على الإسلام، وكما تعودوا من قبل فإن إشعال فتنة طائفية هو أقصر طريق لإجتذاب الأغلبية المتدينة من البسطاء لصفهم فكانت سلسلة الهجمات المنظمة ضد دور العبادة المسيحية وممتلكات خاصة لهم ومكتبات يسوعية ومراكز شباب مسيحية فى الصعيد حيث التربة الخصبة للتعصب الدينى والمعقل القوى التطرف، ولكن القيادات المسيحية تعاملت بتسامى على النفس لتفويت الفرصة علي الإخوان لشق الصف الوطنى، وقال الأنبا "تاوضروس" لوفد الكونجرس الأمريكى ( إن للحرية ثمن غال وحرق الكنائس جزء من ذلك الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب) وذكر أحد القساوسة على موقعه " لقد فشلت عملية فصل التوأمين لأن الأطباء إكتشفوا أنهم يعيشون بقلب واحد".
يشعر الأقباط بالمرارة لإحساسهم بالتمييز خصوصا أن مناهج التعليم الأزهرى وبعض فتاوى الشيوخ مازالت تصّر على أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون وعلى أن المسلم إذا قتل مسيحيا لا يقام عليه الحد ومحرّم شرعا أن يتزوج المسيحى مسلمة بينما العكس محللا كما لايرث المسيحى أباه الذى أسلم والعكس مباحا،ويتم الاحتفال الرسمى بالمسيحى إذا أسلم ولكن المسلم إذا تنصّر يحكم عليه بالقتل لإرتداده بالاضافة الى فتاوى بعض غلاة السلفية حول استحلال أموال الأقباط وأعراضهم والتضييق عليهم بالطرقات وإعتبار أن القبطى ليس مواطنا له نفس الحقوق ولكنه ذميّا وأن الولاية العامة لا تنعقد الاّ لمسلم ذكر مستثنين منها الأقباط والنساء، يقول حسن البنا فى "رسائل التعاليم" ( الحكومة اسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين ومؤدين لفرائض الاسلام غير مجاهرين بمعصية ومنفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه ولابأس أن تستعين بغير المسلمين عند الضرورة فى غير مناصب الولاية العامة)، تلك الآراء الفقهية المستوردة من القرن الرابع لا يتخلى عنها الإخوان على منابرهم وخطابهم الداخلى خوفا من مزايدة السلفيين عليهم ومحاولتهم استقطاب قواعدهم.
لقد كانت المشاركة الغير محدودة للأقباط فى 30 يونيو هو الموقف الذى أنهى أى أمل من جانب الاخوان لاستمالتهم أو جذب قطاع منهم، لقد حاولوا اظهار أن الاقباط غير معارضين لهم بل وضعوا مسيحيا فى قيادة حزب الحرية والعدالة ولكنهم أمام الرفض الحاسم من الاقباط لهم أعلنوا بأن معظم المتظاهرين ضدهم فى المقطم أو الإتحادية والمحافظات من المسيحيين، وذكر مرسى فى خطابه الأخير ما سماه فتور المسيحيين تجاههم، وفى ظهوره الجماهيرى الأخير باعتصام رابعة أعلن المرشد العام خلع البابا تاوضروس واعتباره لا يمثل المسيحيين لإنحيازه الى جبهة 30 يونيو فى مواجهة حكم الإخوان.
لقد وجد الأقباط خلاصهم وتحررهم يكون فى تحرير وطنهم من كابوس الإسلام السياسى والدولة الدينية وارتموا فى أحضان التيارات المدنية فى رهان يحمل الكثير من المخاطر الوجودية، فإما أن ينتصر الوطن ويكسبوا حريتهم وإما أن ينتصر التيار الاسلامى ويرجع عصر الشهداء.. لقد أحرقوا سفائنهم ولا يوجد امامهم طريق ثالث مهما كان الثمن



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط وثورة 25 يناير
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية
- فتاة المصنع .. فيلم يخصم من رصيد محمد خان السينمائى
- حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو
- تدمير البحرية التجارية فى مصر .. خطة ممنهجة
- فنزويلا بين الثورة والثورة المضادة
- وداعا عبد المجيد الخولى.. شهيد الفلاحين
- شبه جزيرة القرم ...محورالصراع بين روسيا والناتو
- فؤاد الشمالى.. شيوعى لبنانى من مصر
- الدكتور محجوب عمر.. شيوعى مصرى فى صفوف المقاومة الفلسطينية


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الأقباط وثورة 30 يونيو