أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية














المزيد.....

الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتميز العراق تاريخيا بوجود أقليات دينية وعرقية متعددة دونما معظم الأقطار العربية فرغم أن بغداد كانت عاصمة الخلافة العباسية لحوالى ثلاثة قرون الاّ أن الأقليات الدينية والعرقية إحتفظت بوجودها وممارسة شعائرها بدرجة عالية من الإستقلال، والدستور العراقى "كمعظم الدساتير فى الدول الاسلامية" ينص فى مادته الثانية على أن الإسلام هو الدين الرسمى للدولة ويردفها بالمادة 14 التى تنص على أن العراقيين متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو المعتقد كما يضمن الدستور لأتباع كل مذهب حرية ممارسة شعائرهم التى تضمنها الدولة، ويشكل المسلمون أكثر من 90% من السكان وينقسمون بين الشيعة التى تمثل الأغلبية والسنة فى المحافظات الوسطى والأكراد فى الشمال، كما يوجد الى جوارهم مجموعات دينية أخرى كالمسيحيين واليهود والصابئة المندائيون والشبك والكاكائيين (قد نفرد مقالات آخرى لتفصيل تلك المذاهب والعقائد).
الأزيديون يبلغ تعدادهم فى العراق حوالى 500 الف نسمة ويعيش أغلبهم قرب مدينة الموصل وفى جبل سنجار وتوجد لهم أعداد صغيرة فى بعض دول الجوار كتركيا وسوريا وايران وأرمينيا ويعتبرون من أقدم الديانات التوحيدية فى العالم، وعرقيا يعتبرون جزءا من الطائفة الكردية بالعراق ويتحدثون اللغة الكردية وجميع كتبهم وصلواتهم بهذه اللغة وهم أيضا متأثرين بمحيطهم الفسيفسائى المكون من ثقافات عربية وآشورية وكلدانية وسوريانية وذلك فى زيهم وعاداتهم وبعض طقوسهم، ويصفون الرب فى كتابهم المقدس بأنه " لا تجرى فى معيته مقال ولا تخطر فى معيته ببال، جل عن الأشكال والأمثال، صفاته قديمة كذاته، وليس كمثله شيئ"، ويعتبرون إبليس الذى كان كبير الملائكة قد تاب عن خطأه فى حق الرب وأصبح فى عقيدتهم هو الملك الطاووس ورئيس الملائكة لذلك يسميهم خصومهم ب "عبدة الشيطان"، ويعتبر الماء والنار والتراب من رموزهم المقدسة، وصلاتهم عبارة عن بعض الأدعية يتلونها مع شروق الشمس ومنتصف النهار والغروب، وهى أدعية موجودة فى كتابهم المقدس "الجلوة" لنبيهم "عدى بن مسافر" ويصومون معظم أيام السنة ولكن لهم أيام ثلاثة مقدسة يلتزمون بالصوم فيها وتقع فى شهر ديسمبر ويقومون بالحج الى "وادى لاش" وهى المنطقة المقدسة لديهم ويوم الأربعاء هو اليوم المقدس عندهم ويحتفلون بالعيد الأضحى ويسمونه "عيد القربان".
عن العقيدة الأزيدية:
تعتمد تلك العقيدة على مجموعة من المسلمات يمكن إجمال أبرزها فى التالى:
1- أن الله هو الخالق الأعظم للكون ولكنه بصفته مسئولا عن كل هذا الكون فقد أوكل إدارة الأرض الى منفذ مشيئته "طاؤوس ملك" الذى يرتفع عندهم الى درجة الألوهية.
2- لا يوجد الاّ مركز واحد للخير والشر فى العالم وهو الله وأن النفس هى التى توسوس بالشر وليس الشيطان كما أن الخير والشر مكتوبان على الإنسان منذ الأزل فى اللوح المحفوظ.
3- الكتاب المقدس عندهم هو (مصحف رش) أو الكتاب الأسود وهو لديهم بمثابة التوراه والانجيل والقرآن عند غيرهم ومذكور فيه أن الله خلق العالم يوم الأحد وخلق طاؤوس ملاكا على الجميع يساعده 7 من الملائكة العظام، كما أن لديهم كتاب الجلوة المقدس لنبيهم عدى بن مسافر.
4- يعتقد الأزيديون أن الأرض والسماء والجبال والأنهار والبحار لم تكن موجودة قبل الخلق وكان ان خلق الله الماء والارض والهواء وتدفق الماء من لؤلؤة ليصنع البحار والمحيطات ثم ركب سفينة هو والاربعة الملائكة الكبار فجابوا الأرض ولم يجدوا مكانا أجمل من لاش فأرسى سفينته فيه وألقى خميرة فى الماء فتشكلت اليابسة ثم تصاعد الدخان فتزينت السماوات السبع.
5- يعتقدون "كما المانوية" بتناسخ الأرواح بعد الموت فتحل الروح الصالحة فى انسان صالح والروح الشريرة تحل فى شخص شرير أو حيوان.
على مر تاريخ الدولة الاسلامية حدثت أكثر من مجزرة للأزيديين فى العراق منذ أن أفتى "ابن حنبل" بجواز قتالهم بإعتبارهم فئة كافرة، واعتبروا أنه يجب إقامة الحد عليهم بإعتبارهم بقايا كفار الزرادشتية والمجوس وعبدة الشيطان ولا يساويهم تنظيم "داعش" بمسيحييى الموصل الذين تم السماح لهم بترك ديارهم واموالهم والفرار بحياتهم ولكن الأزيديين "باعتبارهم ليسوا ابراهيميين" لا يوجد لهم الاّ القتل والسبى واستحلال نسائهم وبيعهن فى اسواق النخاسة تأسيا بما قام به المسلمين فى صدر الإسلام "كما تقول داعش"، وأمام عمليات الذبح الممنهج التى تقوم بها ضدهم فقد لجأ 50 ألفا منهم الى قمم جبل "سنجار" ومازالوا محصورين هناك يعانون الجوع والعطش وحرارة الشمس والخوف من صعود الدواعش اليهم لذبحهم كما حدث لكثير منهم مما دعا منظمات حقوقية دولية الى توجيه نداءات استغاثة متكررة لإنقاذهم وتوفير مواد الإغاثة لهم، وما زالت محنة الأزيديين مستمرة لإستمرار تمسكهم بعقيدتهم رغم انقاذ العديد منهم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بين ثورتين
- داعش.. ما بعد القاعدة
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية
- حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة
- طبيعة السلطة بعد ثورة يناير والصراع الطبقى (2)
- طبيعة السلطة بعد ثورة 25 يناير والصراع الطبقى (1)
- اليسار وثورة يناير
- اليسار الجديد وإشكالية الثورة
- أمريكا والإسلام السياسى
- الأقباط وثورة 30 يونيو
- الأقباط وثورة 25 يناير
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية