أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - مصر بين ثورتين














المزيد.....

مصر بين ثورتين


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 01:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أعيد تصفح كتاب الراحل العظيم "أحمد بهاء الدين" (أيام لها تاريخ)، "هذا الكتيب الذى أرجع اليه كثيرا" واستوقفتنى مقدمة الجزء المعنون "إمبراطورية زفتى" الذى يحكى فيه عن مقدمات ثورة 1919 التى انفجرت فجأة بعد طول يأس من تحرك الشعب المصرى منذ الإحتلال الإنجليزى فى 1882 رغم نضالات الزعيم "مصطفى كامل" وخلفه العظيم "محمد فريد" فلم ينتفض المصريين بقوة الاّ بعد 4 عقود تقريبا فى ثورة كبرى شاركت فيها جميع طوائف الشعب، ولكن ككل الثورات فى التاريخ لعب الشباب دور المفجّر والقاطرة التى تقود الجماهير، فقد بدأت ثورة 19 بتحرك طلاب الجامعة وطلبة المدارس لتندفع جموع العمال والفلاحين والنساء والموظفين والمهنيين للمشاركة فيها ، ومن خلال تلك الصفحات القصار التى قدم بها الراحل بهاء الدين لموضوع انتفاضة قرية زفتى بقيادة ابنها المحامى الشاب "يوسف الجندى"، يبدأ بهاء الدين "بأسلوب وصف مسرحى" فى سرد يوميات الثورة التى بدأت بتحرك طلاب كلية الحقوق يوم 9 مارس 1919 وكيف أنهم رفضوا دخول مدرجاتهم رغم محاولة العميد "مستر دالتون" إثناؤهم عن الخروج للشارع لكنهم قرروا الخروج والتوجه الى "بيت الأمة" الذى هو مقر حزب الوفد لتبين الخطوات التى تنتوى القيادة أن تتخذها بعد القبض على الزعيم "سعد زغلول" واقتياده الى المنفى، والتقى الطلاب هناك ب"عبد العزيز فهمى" أحد الزعماء الثلاثة الذين طلبوا من المندوب السامى البريطانى السماح لهم بالسفر لتمثيل مصر فى مؤتمر باريس للمطالبة باستقلال مصر ( سعد زغلول وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى) فيلقى الطلاب من الرجل ردا صاعقا حيث يقول لهم " إنكم تلعبون بالنار..دعونا نعمل فى هدوء ولا تزيدوا غضب الإنجليز" ولم يستجب الطلاب لتلك النصيحة وقرروا التظاهر ليخرج معهم جموع طلاب الجامعات والمدارس اعلانا بقيام الثورة وينضم اليهم عمال الترام والأتوبيس وسائقى التاكسى ثم المحامون ليسقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى والآلاف المعتقلين فى الأيام الأولى للثورة، يقول أحمد بهاء الدين ( شوارع القاهرة كلها تموج بسيل من المظاهرات : مظاهرات السيدات لابسات اليشمك والحبرة فى شارع ابراهيم وطلبة الأزهر يشتبكون مع عساكر الانجليز فى الغورية وعمال عنابر السكك الحديدية يزحفون على ميدان باب الحديد والأهالى يحفرون الخنادق فى الحسينية والجمالية وباب الشعرية كما صنع ذلك أجدادهم فى ثورتى القاهرة ضد الفرنسيين، وينشأ الانجليز محاكم ميدانية فورية فى قسم الأزبكية وقسم الخليفة والقناطر الخيرية، وعندما رفض عمال الترام تحريك عرباته قرر الاحتلال تسيير عربا للترام يقودها جنود انجليز وتحرسها المدرعات ورفض الجمهوراستعمالها، فصار منظرا كوميديا أن ترى عربات الترام تسير خالية من الركاب فى شوارع القاهرة بينما يركب المصريين عربات الكارو فى تنقلاتهم) ( واندلعت الثورة فى الأقاليم كلها بشكل لم يخطر على ذهن أحد، خرج الفلاحون من الحقول واقتلعوا خطوط السكك الحديدية وحرقوا محطات الركاب وانقطعت حركة القطارات واستخدم المصريين المراكب الشراعية للتنقل فى النيل ورغم تنفيذ الانجليز لتهديدهم بحرق القرية التى يقطع الخط بالقرب منها لم تتوقف ثورة الفلاحين، ورغم أن قادة الوفد قد أصدروا بيانا يطالب الفلاحين بالتوقف عن قطع الطرق لأن ذلك "حسب زعمهم" حرام ويضر أهل البلاد ويمنعهم مباشرة مصالحهم ويوقف نقل المحاصيل والأرزاق ويقلل التعاطف مع الثورة، الاّ أن المصريين كانوا قد قرروا الإستمرار فى ثورتهم حتى تحقيق مطالبهم وفى اليوم التالى لهذا البيان هاجم بدو الفيوم مراكز البوليس وتدور معارك عنيفة يسقط فيها 400 قتيل حسب البيانات الرسمية، وفى مدن الصعيد يحاصر الأهالى مراكز الانجليز ويهددوا بالفتك بهم فيطلب جنود الاحتلال المدد من القاهرة فترسل االقيادة طائرتين حربيتين تقصف الاهالى المحاصرين للجنود فى أسيوط بالقنابل من الجو ويرسلون قطارا عسكريا يهاجمه المواطنين فى سمنود فيقتلون عساكر الانجليز ويستولون على أسلحتهم فيحرك الاحتلال سفينة عسكرية الى أسيوط فيتم مهاجمتها فى ديروط من الصعايدة بأسلحتهم البدائية وسباحة فى النيل فتفر السفينة هاربة من عنف المواجهة.
ذلك هو ما ذكره شيخ الكتاب بهاء الدين فى مقدمة حكايته عن امبراطورية زفتى ويتضح منه مدى عمق واتساع الثورة واندفاع المصريين للتضحية بأرواحهم فى سبيل انتزاع حريتهم ونيل إستقلالهم عندما يقررون ذلك وتكون الظروف ملائمة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش.. ما بعد القاعدة
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية
- حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة
- طبيعة السلطة بعد ثورة يناير والصراع الطبقى (2)
- طبيعة السلطة بعد ثورة 25 يناير والصراع الطبقى (1)
- اليسار وثورة يناير
- اليسار الجديد وإشكالية الثورة
- أمريكا والإسلام السياسى
- الأقباط وثورة 30 يونيو
- الأقباط وثورة 25 يناير
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد


المزيد.....




- يوم -الجمعة 13-.. أضاعت ماسة خاتم خطوبتها في المطار ووجدتها ...
- بوتين يقول -أعتقد أن أوكرانيا كلها ملكنا- وكييف تتهمه بـ-ازد ...
- تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
- الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد في كمين
- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - مصر بين ثورتين