أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية















المزيد.....

الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحوثيون فى شمال اليمن يشكلون تاريخيا جزءا أساسيا من المذهب الزيدى، هذا المذهب الذى خرج من عباءة المذهب الشيعى الإثنى عشرى باعتقاده فى إمامة "زيد بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب" خلافا لتسلسل الأئمة الإثنى عشر، ويتمركز الزيود فى منطقة صعدة باليمن وحكموا اليمن لقرون طويلة آخرهم بيت "حمبد الدين" الذى حافظ على نظام الإمامة الزيدية باليمن حتى سقوطها وقيام النظام الجمهورى عام 1963 بالثورة على آخر أئمة الزيديين من آل حميد الدين باليمن وهو الإمام أحمد وإبنه البدر واعلان الجمهورية، ويعتبر الزيديون هم اقرب المذاهب الشيعية الى الفقه السنى وذلك فى إعتقادهم بعدم عصمة الأئمة من آل البيت وأنه لا عصمة الاّ للأنبياء فقط "كما يذهب السنة الشوافع باليمن" كما لايقرون باقى المذاهب الشيعية فى قضايا أساسية كالتقية والرجعة والبداءة وإهانة الصحابة وخاصة الشيخين وعائشة.
خاض الحوثيون معارك فقهية حادة مع شيوخ الزيدية منذ أن أسس "بدر الدين الحوثى" ما يعرف بتنظيم "الشباب المؤمن" فى صعدة عام 1991 الذى سعى من خلال إنشائه الى جمع علماء الزيدية فى اليمن تحت لواء واحد والتقريب بين مذهبه والمذهب الإثنى عشرى المنتشر فى إيران والعراق، ويعد بدر الدين الحوثى الأب الروحى للحوثيين باليمن وينتمى لما يعرف بالزيدية الجارودية "نسبة الى أبى الجارود زياد بن زياد" وهى إحدى فرق الزيدية الثلاث وسافر بدر الدين الأب الى إيران بعد انتهاء معارك 1994 الى إيران بصحبة إبنه البكر حسين حيث مكث فيها الى عام 2002 وعاد الإبن الى اليمن قبل أبوه وكانت أول خطوة له بعد عودته تغيير اسم التنظيم من "الشباب المؤمن" الى "أنصار الله" الذى جاء بفكر جديد أقرب الى المذهب الإثنى عشرى الجعفرى منه الى الأفكار الزيدية وذلك رغم أن المذهب الإثنى عشرى لا يعترف بزيد بن على كأحد الإئمة المعصومين، ودخل "حسين الحوثى" الذى خلف أبوه فى صدام حاد مع علماء الزيدية الذين أصدروا بيانا بعنوان "ضلالات الحوثى وأتباعه" إتهموه فيه بمخالفة أصول المذهب الزيدى وتحوله بشكل كامل الى المذهب الإثنى عشرى.
أدى مزج الزيدية بالاثنى عشرية عند الحوثيين الى ما يمكن تسميته بالمذهب الحوثى الذى تتمثل مرجعيته فى خطب ومقالات "حسين الحوثى" الذى يختلف عن المذهبين الزيدى والاثنى عشرى وإشتق له مرجعيته ومصادره الجديدة وقدّر له أيديولوجية مختلفة عن فكر الزيدية وفقه الإثناعشرية بمذهبية قرآنية مباشرة، وقد غض نظام صالح لمرحلة طويلة النظر عن نشاط الحوثيين محاولا استخدامهم كعنصر توازن فى خريطة الواقع السياسى اليمنى خلال صراعه السياسى مع "حزب التجمع الوطنى للإصلاح" المعارض ذو الإتجاهات الإخوانية والحركات السلفية والقاعدة من جهة أخرى والسماح له بالقيام بدور إجتماعى وخيرى مخففا العبئ عن الدولة التى إضمحل دورها وتآكل فى تقديم الخدمات الإجتماعية من تعليم وصحة وخلافه، وساعد ذلك على تمدد نفوذ الحوثيين وتمكنهم من إكتساب أنصار جدد وبسط سيطرتهم على مناطق جديدة مستفيدين من تراجع الحكومة والدعم المادى الخارجى خصوصا من إيران بما سمح لهم بتجنيد عناصر شبابية متحمسة وتقديم خدمات شخصية ورواتب لهم بالتوازى مع رفع شعارات برّاقة ضد أمريكا وإسرائيل مثل ( الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام).
تحول التنظيم سريعا من مجرد الدعوة الفكرية الى تخزين الأسلحة والتدريب عليها مع وجود سوق مفتوح للسلاح باليمن وانتشاره المفرط بأيدى الجميع (إفتخر صالح بوجود مليون قطعة سلاح بأيدى المواطنين) ودخل الحوثيين صراعات متواصلة وممتدة مع النظام والقبائل اليمنية وعلى رأسها قبيلة "حاشد" بقيادة "آل الأحمر" وخاضوا 7 جولات فى الفترة الممتدة من 2004 الى 2014 على النحو التالى:
(المعركة الأولى) نشبت فى يونيو 2004 وقتل فيها "حسين الحوثى" الذى يظن أتباعه غيبته وأنه إختفى لفترة وسيعود.
(المعركة الثانية) فى مارس 2005 لمدة اسبوعين بقيادة الأب بدر الدين الحوثى.
(المعركة الثالثة) اندلعت فى نوفمبر 2005 بقيادة "عبد الملك الحوثى" الشقيق الأصغر لحسين الحوثى.
(المعركة الرابعة) فى يناير 2007 بعد عملية طرد اليهود القاطنين بصعدة ورفع شعار الإنفصال.
(المعركة الخامسة) وتعد من المعارك الهامة فى تاريخ الصراع حيث إتسعت رقعة الصراع الى مديرية "بنى حشيش" القريبة من صنعاء ذات الأغلبية الزيدية.
(المعركة السادسة) إشتعلت فى أغسطس 2009 ويظهر من خلالها تصاعد المخاطر ليس على اليمن وحدها بل لإمتداد تلك المعركة داخل حدود السعودية فى "جبل الدخان" بمنطقة جيزان وسقوط ضحايا من الحرس الوطنى السعودى والاعلان عن مخازن أسلحة مهربة من إيران.
(المعركة السابعة) حدثت فى مارس 2014 وتعد من أخطر المعارك بين الحوثيين والدولة ودارت فى محافظة "عمران" وتم خلالها دحر اللواء 310 مدرع العالى التسليح وقتل قائده العميد حميد القشيبى والإستيلاء على كامل أسلحته وعلى محافظة عمران بأكملها التى لا تبعد سوى 50 كم عن صنعاء وقتل وجرح العديد من قبيلة "حاشد" القوية وإجبار أفرادها على الفرار وانتهت بإستيلاء الحوثيين على معظم الجزء الشمالى من اليمن.
فى كل معركة دارت خرج منها الحوثيون أكثر قوّة وتماسكا وكسيا للأنصار وتوسع جديد رغم أن الجيش اليمنى أكثر عددا وتسليحا وربما يرجع ذلك الى تشتت الجيش بأكثر من صراع مع جهات عدة فى الداخل من ناحية والتفوق الإديولوجى والإلتزام العقيدى لدى الحوثيين والدعم الإيرانى والقطرى المباشر وغير المباشر.
يستمر التصعيد الحوثى بعد المكاسب الأخيرة على الأرض فى عمران والجوف وكتاف مستفيدين من ضعف السلطة ومشاكل المرحلة الانتقالية وعدم تحقق أهداف الثورة على نظام صالح محاولين ركوب موجة الجماهير للمطالبة بالغاء قانون رفع أسعار المحروقات وإقالة حكومة "باسندوة" الفاشلة، ونجحوا فى التحالف مع قوى سياسية راديكالية مثل "الحراك الجنوبى" و"الحزب الاشتراكى اليمنى" وبعض القوى اليسارية والقومية واستطاعوا استقطاب حزب "المؤتمر الشعبى العام" بقيادة على عبدالله صالح ومشاركته فى مخيمات الإعتصام المسلحة حول صنعاء وداخلها، ويهدد الحوثيين حاليا بفتح معركة مباشرة بينما يحاول الرئيس "عبد ربه منصور هادى" التفاوض معهم ودعوتهم للمشاركة فى السلطة، وما زال الحوثيون يحققون خطوات واسعة نحو الإستيلاء على الحكم ولكن ذلك سيعمّق الإنقسام الطائفى ويفتح جحيم الحرب الأهلية بدعم مباشر من ايران للحوثيين ودول الخليج بقيادة السعودية ومن خلفهم الامبريالية الامريكية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدارة التوحش ..دليل عمل القاعدة وداعش لدولة الخلافة
- قراءة جديدة للثورة العرابية
- الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية
- مصر بين ثورتين
- داعش.. ما بعد القاعدة
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية
- حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة
- طبيعة السلطة بعد ثورة يناير والصراع الطبقى (2)
- طبيعة السلطة بعد ثورة 25 يناير والصراع الطبقى (1)
- اليسار وثورة يناير
- اليسار الجديد وإشكالية الثورة
- أمريكا والإسلام السياسى
- الأقباط وثورة 30 يونيو
- الأقباط وثورة 25 يناير
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية