أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا















المزيد.....

هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاث سنوات ونصف تقريبا مرّت على بداية الثورة فى سوريا، بدأت فى مارس 2011 فى تتالية لإنطلاق الشعوب العربية من عقالها فى تونس ومصر وليبيا واليمن "تلك المنطقة من العالم التى يأس الجميع من شعوبها أن تتململ أو تتمرد أو تثور فإذا بالعالم أجمع يستيقظ ذات يوم على إنفجار بركان جامح بالعالم العربى يطيح أمامه بكل شيئ وما زالت توابعه تتوالى"، ورغم أن الثورة فى سوريا بدأت بشكل سلمى بتفاؤل شديد فى منطقة "درعا" مطالبة بإصلاحات سياسية وإجتماعية ثم مالبثت المظاهرات أن إمتدت لتشمل جميع المدن السورية لمدة 6 شهور حاول خلالها نظام الأسد إحتوائها ببعض وعود الإصلاح كإقالة الحكومة وتجنيس الالآف من الأكراد المحرومين من الجنسية ورفع حالة الطوارئ المفروضة منذ العام 1963وإطلاق سراح معظم المعتقلين السياسيين، لكن الجماهير السورية أصبح لها هدف أصيل واحد هو "إسقاط النظام" عزّزه سقوط شهداء على طريق الثورة، بعد مواجهة الجماهير بقوات مكافحة الشغب بدأت قوات الجيش فى النزول تدريجيا الى الشارع منذ الشهر الثانى للثورة بينما إتسع أوار الثورة ومع تصاعد المواجهات بدأ بعض أفراد الجيش ينشقون عليه وينضمون للمقاومة مما سرّع بعسكرة الثورة "مع إحترام الخلافات حول تقييم هذه الخطوة والذين يعتبرون أن المسلحين حين سطوا على الثورة سرقوا حلم الشعب السوري في التغيير السلمي". لم يعد التغيير ممكنا في ظل حرب، سمحت لقوى اقليمية ودولية أن تكون أطرافا فاعلة فيها. بعد تلك الحرب لم يعد الصراع شأناً سورياً خالصاً، بل أصبح كل شيء في سوريا رهين ارادة دولية موزعة بين قوى ليست على عجلة من أمرها، ولا يهمها زيادة عدد القتلى والضحايا والمشردين والنازحين" وتكوّن ما عرف ب"الجيش السورى الحر" فى مواجهة الجيش النظامى مع إستخدام السلطة لعناصر من البلطجية "الشبيّحة"، ورويد رويدا بدأت الأمور تنزلق الى مواجهات مسلحة أججّها التدخلات الأجنبية مع أو ضد النظام وبدأ على أرض الواقع خروج بعض المناطق عن سيطرة الجيش فى "بابا عمرو والزبدانى ودوما وغيرها"، وكان تشكل الجيش الحر بدئا من المنشقين العسكريين من الجيش النظامى بينما تم تكوين غطاء سياسى للمقاومة "المجلس الوطنى السورى"من بعض عناصر مدنية مع هيمنة واضحة لتنظيم الإخوان المسلمين، هذا المجلس الذى إعترفت به قطاعات واسعة من المجتمع الدولى بصفته ممثلا شرعيا للثورة، وأدى إستمرار الثورة المسلحة واقتطاع مناطق من سوريا الى حدوث ظرف مثالى لتدخل جماعات سلفية جهادية فى الساحة السورية من جبهة النصرة الى تنظيم داعش وعشرات غيرها وانزلق الصراع الى حرب طائفية بين الطائفة العلوية المدعومة من النظام ومن تدخل خارجى نشط من إيران وحزب الله اللبنانى وكتائب أبو الفضل العباس الشيعية العراقية كل ذلك بغطاء روسى، وعلى الجانب الآخر تقف السعودية وقطر وتركيا والمعسكر الإمبريالى بقيادة الولايات المتحدة، ومما فاقم من الأمر الصراع المسلح بين القوى التكفيرية "بعضها بعضا"على مناطق النفوذ هذا الصراع الذى تدفع ثمنه غالبا الجماهير الفقيرة "التى بقيت فى بيوتها مضطرة رغم المخاطر المتعددة"، ثم ظهرت جبهة النصرة وهي تنظيم يتبع القاعدة وتلاها ظهور تنظيم داعش وهو الآخر كان جزءاً من القاعدة فقد صار جليا أن الثورة التي كان روادها الاوائل يهتفون "سلمية" قد ولت إلى غير رجعة، وتحولت سوريا بسبب فوضى الحرب وتعدد رعاتها إلى اقطاعيات، يديرها امراء حرب قدموا من اماكن بعيدة، مادتها مرتزقة مرضى شغفوا بالقتل مهنة عبثية يعتاشون منها ويغذون أنفسهم وعقولهم المريضة بفيض تعاساتها وبمشاهد الجثث والرؤوس المعلقة على الاسوار، إن سوريا الضائعة هي بلد ضيعه أبناؤه حين اضاعوا بوصلة ثورتهم.
بعد حوالى ثلاث سنوات من تلك الحرب العبثية وتوالى مندوبى الأمم المتحدة من كوفى عنان الى الأخضر الإبراهيمى"الذين فشلوا واحدا تلو الآخر" يصل أخيرا الى المنطقة المبعوث الدولى " ستيفان دى مستورا" حاملا معه أفكارا جديدة ورغبة عميقة فى تحقيق بعض النجاحات، يخطط الرجل للتقدم الى الحل على طريقة "كيسنجر" أى "الخطوة خطوة" والبدء من الأطراف وصولا الى المركز، ويطرح مبادرة تسعى الى تجميد الصراع فى بعض المناطق القابلة لذلك بداية بمدينة "حلب التى تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا" ونقل التجربة "فى حال نجاحها" الى مناطق أخرى وصولا لحل عام، وترمى خطته الى توقف القتال والسماح بإيصال المساعدات الطبية والغذائية للسكان المحاصرين والعمل على خلق بيئة إجتماعية تسمح بعودة الذين خرجوا أملا فى بناء ظروف تؤدى الى بداية العودة بدلا من النزوح، ويعمل المندوب الأممى بنظرية أن تقدم مقترحاته حلولا جزئية ترضى جميع الأطراف التى أنهكها النزاع "وتوصلت من خلاله الى نتيجة أن لا حل عسكرى حاسم"، ويرّكز على أن حلب مهددة بشدة من هجوم داعش عليها بعد تقهقرها المؤقت من عين العرب "كوبانى"، وربما كان هذا سببا كافيا دفع بأوباما الى التخلى عن فكرة إسقاط النظام بدمشق وتركيز الجهود على محاربة داعش وتأكيده أن غارات التحالف الدولى التى تستهدف داعش لن تتعدى مهمتها ولن تقوم بقصف مواقع الجيش السورى وأن الأفكار التى تتحدث عن معارضة معتدلة لا يمكن التعويل عليها فتلك المقاومة هزيلة وأضعف أن تواجه المجموعات التكفيرية المتطرفة، كذلك فإن تركيا "الفاعل الأكبر فى الداخل السورى" تواجه كل يوم مزيدا من النازحين وتهديدا ارهابيا جديا من داعش وصراعات عرقية من جانب الأكراد وتعلم أن جبهة النصرة "فرع القاعدة" قطرية الهوى وسعودية التمويل، كما لا يغيب عنا أيضا الدور الإسرائيلى الراغب فى هزيمة تلك المنظمات التكفيرية لما تمثله من خطر على اسرائيل كما أن دول الغرب الإمبريالى تطمح الى إزالة نظام الأسد على الاّ يكون بديله نظاما إسلاميا متطرفا.
حرص المبعوث الدولى على زيارة القاهرة والقيام بمحادثات هامة مع الخارجية المصرية التى يعتقد كثير من المحللين الخارجيين أن مصر تشكل رمّانة الميزان فى الشرق الأوسط حاليا بعد تحسن علاقاتها مع إيران وخصوصية علاقتها بالسعودية وإستمرار علاقاتها مع جميع الأطراف بدمشق ويدلل على ذلك إستضافتها لهادى البحرة رئيس الإئتلاف الوطنى السورى وإستقبالها وزير السياحة السورى ومفتى سوريا وتبادل برقيات التهنئة بين البلدين مما دفع صحفى سعودى مشهور أن يكتب مقالا بعنوان "ماذ لو ركب بشار الأسد طائرته الى مصر"، كما أعلنت صحيفة الوطن السعودية عن مبادرة عربية تقودها مصر قدمت الى إجتماع "أصدقاء سوريا" فى جدة بهدف حل الأزمة السورية.
إن مقاربة دى ميستورا هى نقيض أفكار سلفه الخضر الإبراهيمى الذى كان يركز على الحل "من فوق" بتطبيق "جينيف 1" وتشكيل حكومة وحدة وطنية من النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة، لكن دى مستورا يبحث عن مدخل آخر للحل من "تحت لفوق" من خلال خطوات صغيرة تؤدى الى خفض مستوى العنف والإكتفاء بزرع بذور الحل السياسى ويرى أن الوضع فى حلب يشكل أرضية مناسبة لتلك الأفكارلتجميد النزاع وأن ذلك يشكل نقطة فى بحر ويعتقد أن نقاطا متعددة يمكن أن تشكل بحيرة والبحيرة يمكن أن تصير بحرا، ويعتقد الرجل أنه يجب مشاركة كل أطياف المجتمع مع التركيز على قوى الإعتدال والعمل على إشراك السنة والشيعة على قدمى وفاق، ولا يجب إغفال حقائق هامة أولها أن المؤسسة العسكرية السورية رقم صعب فى المعادلة ولقرارها المستقل أهمية عظمى وأيضا البرجوازية السورية التقليديه بشقيها الصناعى والزراعى ودورها التشاركى مع البيروقراطية الحاكمة "والتى إستطاعت فى زمن ما أن تسقط الوحدة بين مصر وسوريا حينما أحست أنها تتعارض مع وجودها المستقل" ويجب عدم إهمال دور الإنتلجنسيا السورية صاحبة التاريخ المتميز والعريق فى العالم العربى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية
- ذكريات الهزيمة وعبد الناصر
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع..الآفاق (الأخيرة)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (4)
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع الآفاق (3)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (2)
- جذور اليسار المصرى وواقعه وآفاقه (1)
- ملاحظات سريعة حول مسودة مشروع قانون العمل الجديد
- الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية
- إدارة التوحش ..دليل عمل القاعدة وداعش لدولة الخلافة
- قراءة جديدة للثورة العرابية
- الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية
- مصر بين ثورتين
- داعش.. ما بعد القاعدة
- البغاء فى مصر ..نظرة تاريخية
- حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة
- طبيعة السلطة بعد ثورة يناير والصراع الطبقى (2)


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا