أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم














المزيد.....

تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 19:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترتفع عقيرة من يسمون أنفسهم علماء المسلمين بالويل والثبور كلما إقترب شخص لما يعتبرونه مقدسا، ربما كان عمر بن الخطاب على حق عندما أمر بقطع "شجرة العقبة" قبل أن تتحول الى وثن يقدسه العوام، وتلك فى رأيى أولى وأهم من بئر ماء تفجّر تحت أقدام طفل فى صحراء مكة فهى رمز للعقيدة والنصرة للرسول، وتذكر المصادر التاريخية أن البئر قد إندثر لقرون طويلة حتى أعاد حفره عبد المطلب "جد الرسول"، وتتناقل كتب السيرة والتفاسير مجموعة كبيرة من الأحاديث عن الرسول حول أن ماء زمزم مباركا وأنه شراب وطعام ودواء وأشهر تلك الأحاديث المنقولة قوله " ماء زمزم لما شرب له" وزاد البعض على الحديث أسباب متنوعة للشرب وهذا الحديث ضعّفه بعض السابقين كالنووى وقال آخرين بأنه حديث موضوع، والذين ضعّفوه بناءا على أن الذى نقله هو "عبد الله بن المؤمل" المعروف بضعفه عند المحدثين وعلماء الرجال، بل أضاف بعض الفقهاء طقوس وآداب لشرب ماء زمزم كإستقبال الكعبة ثم التسمية فالتنفس ثلاثا والتضلع منه "أى الشرب بكثرة" ثم حمد الله على أن يتم شرب الماء جلوسا، وإعتبر البعض أن هذا البئر ينبع من الجنة، ليست القضية فى أنه مباركا أو طريقة شرب مائه ولكن المشكلة فى مدى صلاحية هذا الماء للإستهلاك الآدمى، أذكر عند دراستى للصحة العامة فى ثمانينيات القرن الماضى أن ذكر لنا الأستاذ الدكتور "حسن متولى" فى مادة صحة البيئة أن البئر الوحيد فى العالم الذى يتم معالجته بالأشعة السينية "بعد أن ثبت تلوثه بكتريولوجيا" هو بئر زمزم بمكة وعدم إستعمال كيماويات لتطهيره كالكلور حتى لا يتم تغيير تركيبه المعدنى وتم ذلك بتدخل مباشر من حكام السعودية لإرتفاع التكلفة، فالبئر مثل غيره معرض للتلوث البكتريولوجى وارتفاع نسبة الأملاح السامة به، ومعلوم أن مياه البئر محدودة ولا تكفى المقيمين بمكة ناهيك عن ملايين الحجاج لذا قامت السلطات السعودية بإنشاء عددا من محطات التحلية من البحر الأحمر ومد أنابيب لحملها الى مكة وليس معلوما إن كان يتم خلطها بماء زمزم من عدمه، ويملأ ملايين الحجاج قوارير المياه من الصنابير المنتشرة بالحرم وخارجه على أنها مياه زمزم لحملها عند عودتهم وتوزيعها على الأهل والأصدقاء للتبرك بها والشفاء من الأمراض، ومعروف طبيا أن الطريقة الطريقة الصحية لأخذ الماء يبدأ بالتأكد أن الزجاجة معقمة ثم يتم تعقيم فوهة الزجاجة قبل ملئها حتى يضمن بقاء المياه نقية ولا أعتقد أن أحدا من الحجاج يقوم بعمل ذلك ولكن كله بالبركة.
لقد نهل أهل مكة من الوثنيين والكفار من ماء زمزم وعبّوا منه كثيرا، كما شرب منه المسلمين بعد البعثة ولم يعط ذلك أفضلية لأحدهما على الآخر فى الحروب بينهما،ولا يألوا بعض المدعّين الذين يسوقون لقضية الإعجاز العلمى من الحديث عن معجزة هذا الماء فى تركيبه الذى يعالج الأسقام من عبثيات يسوقونها للبسطاء والعوام مستغلين بحثهم عن التداوى خارج وسائل الطب الحديث معتبرين أن ماء زمزم يحتوى على ما يطلقون عليه "الطاقة الحيوية" بينما تزدحم مكة وأجوارها بالمستشفيات الحديثة التى يترددون عليها للعلاج بينما بين أيديهم ذلك الماء المقدس الذى يشفى من جميع الأمراض حسب زعمهم، ويشبه ذلك ما يطلقه أنصار الديانات الأخرى كالهندوس الذين يعتبرون ماء نهر الجانج مقدسا يشفى جميع الأمراض ومن المعروف أنه من أكثر الأنهار تلوثا فى العالم، ولأن الروحانيات ليست مادة وموضوعا للعلم التجريبى ما دفع المشعوذين الى ملإ هذا الفراغ بإدعاءاتهم الزائفة كما تقول حكمة فرنسية " إن المؤمنيين يحاولون وضع الله بين ثغور المعرفة" باعتبار أن الهيستريا والصرع سببها مس من الجن الأرضى وفى ذلك سوء أدب مع الله فمتى نتحرر من ربقة الجهل والخرافة، ذكرت عالمة الدين المستنيرة "امنة نصير" هذه الدعوات حول زمزم بقولها " إن بعض مستجدات الحياة تعمل على تغيير طبيعة موارد الحياة ومنها المياه، وأن المشكلة تكمن فى الشيوخ الذين يتداولون ذلك خشية أن يشاع أنهم يخالفون أحاديث الرسول"، وفى المقابل ذكر أحد المشايخ علانية أنه أدى الحج عام 1992 وعندما حاول الشرب من ماء زمزم فإنه لم يستطع إكمال شربته لشدة ملوحته" وذكر أن مجموعة من الباحثين حللوا عينة من مياه زمزم فوجدوها تفوق النسبة المسموحة ب 28 ضعفا ولا ينقض ذلك من إعتبار البئر كان عذبا قبل 14 قرنا من الزمان.
ختاما فلسنا ملزمين أن نبحث عن مبررات بعيدا عن الحقائق العلمية لأوامر الله ونواهيه ولكن على المؤمن أن يقول "سمعنا وأطعنا" وليس لتطويع القرآن للعلم الحديث كما يفعل زغلول النجار مثلا بالخوض فى أسباب تلك الأوامر الربانية والسعى لإثبات صحتها وفوائدها بالعلم الحديث.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة
- البيان التأسيسى لتحالف قوى اليسار بالأسكندرية
- الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية
- دروس الماضى والتدخل فى اليمن
- بهدوء..حول اتفاق المبادئ لسد النهضة
- حول نتائج الإنتخابات الإسرائيلية وتبخر وهم حل الدولتين
- قوانين الإستثمار ..تكريس للتبعية وانحياز للرأسمال الدولى
- بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين
- الحبل السرى بين الإخوان وداعش
- موقعة الحرة ..دواعش بنى أمية
- داعش ...والجذور المؤسسة
- الجماعات الإرهابية فى ليبيا .. الواقع والمآلات
- اليمن على شفير الصوملة
- الراسمالية المتوحشة.. وما بعد العولمة
- دولة الرفاه الإجتماعى
- حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى
- تجاهل إضراب الحديد والصلب..جريمة


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم