أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية















المزيد.....

الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو الأفق ملبدا بالغيوم قياسا على ما يحدث الآن فقد إنطلق الشيطان من القمقم ليبطش بمعظم دول المنطقة والحادث فى اليمن الآن ليس الاّ المشهد الأخير، لقد أدت حالة الغليان بالمنطقة خلال السنوات الأربع الماضية الى تفكك النظام الإقليمى بدرجة كبيرة، والقوى العظمى والمؤثرة لديها إنشغالاتها ومشاكلها الداخلية والإقليمية مما أدى لتدنى إهتماماتها بالمنطقة وبسبب انفتاح سوق النفط العالمى وزيادة المعروض على الطلب واكتفاء أمريكا ذاتيا من البترول بواسطة النفط الصخرى، فلم تعد الأزمات البترولية المتكررة فى منطقة ما تنذر بكارثة إقتصادية عالمية ولكن ما يحدث فى دول الشمال أكثر وأفدح تأثيرا على الجنوب، وتركت دول الإستعمار التقليدية مجتمعات الجنوب تتصارع فيما بينها وتتطاحن داخليا بالفوضى الغير خلاقة، ولعل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ومن قبلها العراق دليلا على ذلك وحرصها عن عدم التورط بريا بالمنطقة واستبدالها جيوشها بقوة صغيرة تدريبية واستشارية وببعض الضربات الجوية تاركة الصراع لقوى محلية لها أهداف إقليمية كإيران وتركيا وإسرائيل والسعودية ومنظمات جهادية أهمها الآن الدولة الإسلامية "داعش" والحوثيون فى اليمن مشكّلة أدوات للصراعات الإقليمية على رأسها السعودية التى تعتبر نفسها حامية السنة من خلال التفسير الوهابى للإسلام وإيران باعتبارها حامية الشيعة وولاية الفقيه.
المنطقة تتجه سريعا الى التطرف الدينى والطائفى التى تشبه الحالة التى جرت فى أوروبا من حرب دينية ضروس بين الكاثوليك والبروتستانت فى القرنين الرابع والخامس عشر ولم تنته الاّ بإدراك الطائفتين أن الحل الوحيد هو التسامح الدينى والاحترام المتبادل للتعددية والمعتقدات الدينية فيما يعرف بسلام ويستفاليا عام 1648 ، وبنفس التقدير فإن للخلاف السنى الشيعى جذور تاريخية تمتد من وفاة الرسول والصراع حول الأحقية بالخلافة وتجذر ذلك الخلاف بعد وفاة عثمان والحروب بين الأمويين وعلى وابنائه واتباعه فيما بعد لقرون طويلة تداولت السلطة فى دولة الخلافة بين الشيعة والسنة وقامت دول على أساس ذلك الخلاف كالبوهيين والغساسنة والفاطميين وإن كانت الغلبة تاريخيا للسنة فى معظم البلدان العربية بينما معقل الشيعة الأساسى فى إيران، وقد بقيت الأحوال هادئة حتى قيام الثورة الخومينية فى إيران التى أشعلت نيران الصراع مجددا، وذلك بإعادة الخومينى وتأصيله لمفهوم ولاية الفقيه ووضع فقرة فى الدستور الايرانى تؤكد على أن المذهب الشيعى الاثنى عشرى هو المذهب الرسمى للجمهورية الاسلامية وعمد النظام الجديد فى إيران الى تصدير الثورة لجميع الدول الاسلامية معتمدا فى المقام الأول على تنشيط الطائفة الشيعية بتلك الدول وبناء أحزاب مرتبطة بالحرس الثورى "الباسدران" والباسيج كحزب الله فى لبنان وحركة الحوثيين "أنصار الله" فى اليمن وغيرها بالعراق وسوريا وباقى الدول العربية وإحتضان ايران لحركات سنية مقاومة كحركة حماس والجهاد الاسلامى فى فلسطين والتقرب بدرجة أدنى الى منظمات جهادية متطرفة كالذين دبروا لإغتيال السادات "تسمية شارع فى طهران بخالد الإسلامبولى" والتقرب للاخوان المسلمين فى مصر وبدئا من استغلال مقاومة "الإسلاميين" للوجود السوفييتى فى أفغانستان لتأكيد هذا الدور.
كان الطرف الأكثر تأثرا وخوفا وإحساسا بالخطر من ثورة الخومينى ودعمها للأقليات الشيعية هم الأقرب والأكثر تماسا معها وعلى رأسهم دول الخليج العربى ما دفعهم لتأسيس تحالف بينهم "مجلس التعاون الخليجى" للدفاع ضد هذا الخطر الذى لم تخف فيه إيران أطماعها فى تلك المنطقة وخاصة فى دول الأغلبية الشيعية كالبحرين والعراق، كما حاولت إيرن التماس المباشر مع القضية الفلسطينية عبر إعلانها "يوم القدس العالمى" وإنشائها لما يسمى ب" فيلق القدس" العسكرى وقوامه من المتطوعين الشيعة، والعمل على تفكيك تلك المجتمعات المكونة من فسيفساء المذاهب والطوائف والعروق لإحداث إختراقات مباشرة فيها بتبنيها شعارات إسلامية وقومية حادة كالموت لإسرائيل والشيطان الأكبر وتشجيع المنظمات المتماسه مع الكيان الصهونى للدخول فى مغامرات عسكرية ضده يكون نتيجتها رد فعل غاشم يطول المدنيين والبنية التحتية تظهر من خلاله بالداعم الأوحد للقضية الفلسطينية وتظهرتخاذل الأنظمة العربية وتحتفل كل مرة بتحقيق النصر على إسرائيل، وتحرص ايران على إقامة علاقات مباشرة مع الشعوب والمنظمات المتطرفة قفزا على الأنظمة القائمة وفى مواجهتها فى معظم الأحيان، معتبرة أن الشيعة مضطهدين فى دول الخليج بينما العكس من ذلك يدعى الآخرين أن أصحاب المذهب السنى مضطهدين داخل إيران.
أضافت الثورات العربية فى تونس ومصر واليمن وسوريا والبحرين وليبيا مادة متجددة لذلك الصراع، فسرعان ما ركبت التيارات الإسلامية تلك الثورات محاولة فرض شكل دينى عليها ما شجّع قيادات إيرانية أن تعلن أن تلك ثورات إسلامية متأثرة بالثورة الأم فى إيران، وقد يكون ذلك صحيحا فى البحرين التى قادت الطائفة الشيعية الإحتجاجات بها مع مشاركات فردية من الطائفة السنية بما إستفز الآخرين ولم تتوانى السعودية ودول الخليج من التدخل سريعا بواسطة قوات "درع الجزيرة" لإحتلال ميدان اللؤلؤة "معقل الثورة" بالمنامة وإخماد تلك الثورة مسجلة ضربة موجعة لإيرن الراعى الرسمى للثورة بالبحرين مما أجج الصراع السنى الشيعى بالمنطقة، الأمر الذى حدا بإيران للرد بقوة فى اليمن من خلال الشيعة الزيديين بقيادة الحوثيين "الذين تحولوا الى المذهب الإثنى عشرى" وفى سوريا بمناصرة الأقلية العلوية وفى لبنان بمزيد من الدعم لحزب الله كما إنتهزت الحرب ضد داعش بالعراق لتدفع بالشيعة المدعومين بالحرس الثورى لتكوين قوات الحشد الشعبى لقتال داعش.
طرفان هم الأكثر قلقا من إمتلاك إيران لقنبلة نووية أولهم إسرائيل والثانى هى دول الخليج، نعرف اسباب القلق الإسرائيلى من أن تصبح إيران دولة نووية فى ظل المعلن منها ودفعها لحماس وحزب الله للتحرش بها وتأكيدات إيران المتتابعة برغبتها فى محو إسرائيل من خريطة الشرق الوسط، ولعل ذلك سر تخوفها الشديد من الإتفاق النووى الإيرانى الأمريكى "طالبت إسرائيل من أمريكا أن يتضمن الاتفاق بندا يتم بموجبه إعتراف إيرن بحق إسرائيل فى البقاء ولكن أيران رفضت"، بينما خشية دول الخليج من أن يؤدى هذا الإتفاق الى إطلاق يد إيران فى المنطقة بتواطؤ أمريكى "خاصة بعد رفع العقوبات" لتكون أكثر حرية فى ممارسة دور الهيمنة والتسلط ولعب دور شرطى الإقليم فهم أكثر خوفا ليس من إيران النووية بقدر خوفهم من إيران الطائفية التوسعية، المشكلة أن ذلك الصراع ينعش آمال تنظيمات جهادية متطرفة كالقاعدة وداعش الذين يعتبرون أنفسهم حماة السنة ضد أعدائهم الشيعة ويساعدهم لتكوين حاضنة شعبية، ورغم أن الصراع بدأ منذ الحرب الأفغانية التى تم خلالها تفجير مساجد شيعية فى حيرات وإشتد فى أعقاب الحرب من خلال عمليات التفجيرات المتبادلة فى باكستان لكنه تحول الى ما يشبه الحرب الأهلية فى العراق بعد الإحتلال الأمريكى وانتقل الى حرب حقيقية فى اليمن.
أخيرا فإن الصراع السياسى بالمنطقة يتم بنكهة طائفية وذلك ما قد يجعله يطول، فالحرب لاسباب سياسية أو مادية يمكن أن تنتهى بالمفاوضات والتنازلات والمواءمات ولكن الحرب الدينية إذا إستعرت فلا يمكن إطفائها، إن الخلاف العقدى بين السنة والشيعة لا يعدو كونه مفتعل أكثر منه حقيقى، ويدور حول بعض القضايا التى قد يحتملها المذهب الواحد فقضية الإمامة لدى الشيعة تقابلها قضية الخلافة لدى السنة وتحديد الامام فى آل البيت ونسل على من فاطمة الزهراء يقابله تحديده فى قبيلة قريش لدى السنة وعصمة آل البيت عند الشيعة يقابلها عصمة صحابة الرسول لدى اهل السنة، ولكن المشترك هو الأهم فالطرفين يؤمنون بأن الله واحد ومحمد رسول الله ويصلون ويصومون ويحجون ويأتون الزكاة، أليس ما يحدث بينهم من صراع نوع من العبث..إن لم يكن العبث بعينه..



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس الماضى والتدخل فى اليمن
- بهدوء..حول اتفاق المبادئ لسد النهضة
- حول نتائج الإنتخابات الإسرائيلية وتبخر وهم حل الدولتين
- قوانين الإستثمار ..تكريس للتبعية وانحياز للرأسمال الدولى
- بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين
- الحبل السرى بين الإخوان وداعش
- موقعة الحرة ..دواعش بنى أمية
- داعش ...والجذور المؤسسة
- الجماعات الإرهابية فى ليبيا .. الواقع والمآلات
- اليمن على شفير الصوملة
- الراسمالية المتوحشة.. وما بعد العولمة
- دولة الرفاه الإجتماعى
- حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى
- تجاهل إضراب الحديد والصلب..جريمة
- الحركات اليسارية فى الخليج العربى
- ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة
- هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية