أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى















المزيد.....

داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من رحم الإخوان المسلمين ولدت جميع التنظيمات التكفيرية فى مصر والعالم وتحديدا فإن "سيد قطب" يعتبر الأب الروحى لها حيث أنه بلور خلاصة الفكر التكفيرى فى موسوعة الظلال وكثفها فى معالم فى الطريق، وتعبير "الإسلام السياسى" يعد حديثا نسبيا منذ تم إطلاقه فى السبعينات ويمكن تقسيم مراحل تطوره الى ثلاث أولها خلال عقدى السبعينات والثمانينات حيث توالدت التنظيمات السلفية الجهادية تباعا فى ظل ما عرف وقتها بالصحوة الإسلامية Islamic Resurgence وجاءت المرحلة الثانية بداية من عقد التسعينات ودخول صدام حسين الكويت وتخللها الغزو الأمريكى للعراق وأفغانستان وحتى قيام ما عرف بثورات الربيع العربى ثم المرحلة الثالثة التى بدأت مع تلك الثورات وما زالت ممتدة الى الوقت الحالى، المرحلة الأولى شهدت ظهور تنظيم صالح سرية ومحاولته الفاشلة للإستيلاء على الكلية الفنية العسكرية والتحرك لإسقاط السادات 1974 وبعدها محاولة مصطفى شكرى "تنظيم التكفير والهجرة" 1977، بينما تحرك "جهيمان العتيبى" وتنظيمه لإحتلال الحرم المكى وخاض معركة شرسة مع القوات السعودية، وبإنتصار الثورة الإسلامية فى إيران 1979 فقد أعطت زخما قويا للحركات الإسلامية المتشددة ليتجذر العنف فى مصر بنشاط "الجماعة الإسلامية" فى الصعيد و"تنظيم الجهاد" فى الدلتا الذين نجحا فى ضربة حظ فى إغتيال أنور السادات "6 اكتوبر 1981" (من خلال خلية مشتركة اسسها وقادها المهندس "محمد عبد السلام فرج" صاحب "الفريضة الغائبة والذى إستطاع ضم "حالد الإسلامبولى" للخلية) لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع الدامى مع النظام الجديد الذى أعقب السادات، وجاء التدخل السوفييتى فى أفغانستان مشكلا فرصة لتيارات الإسلام الجهادى لدخول الحرب ضد السوفييت متعاونة مع الأمريكان والأنظمة الرجعية العربية لمدة 10 أعوام لتنتهى بإنتصار الجهاديين وهزيمة الإتحاد السوفييتى وإنسحابة مما أسرع فى النهاية بتفككه فى بداية التسعينات.
المرحلة الثانية والتى بدأت مع عقد التسعينات والصراع بين أمراء الحرب فى أفغانستان وظهور تنظيم "طالبان" الذى أسسته المخابرات الباكستانية بدعم أمريكى وتحالفه مع الأفغان العرب بقيادة تنظيم القاعدة التى بدأت سلسلة هجمات ضد الوجود العسكرى فى السعودية وبعد أن تم تشكيل "قاعدة الجهاد للقتال ضد النصارى واليهود" بإتحاد بين المال الخليجى "أسامة بن لادن" وبين المجاهدين المصريين والعرب "أيمن الظواهرى" لتبدأ سلسلة عمليات تفجيرية ضد المصالح الأمريكية فى العالم (ضرب المدمرة الأمريكية إس إس كول فى خليج عدن وتفجير السفارتين الأمريكتين بدار السلام ونيروبى) وجاءت عمليتهم الكبرى فى مانهاتن 2001 بتدمير برجى التجارة العالميين وقتل 3000 مدنى لتبدء حملة أمريكية ضارية ضد التنظيم وإحتلال أفغانستان ثم الغزو الأمريكى للعراق وإنتقال بؤرة الصراع الى دول الإقليم من خلال تمدد القاعدة بتشكيل جماعة "التوحيد والجهاد" فى العراق بقيادة "ابو مصعب الزرقاوى" تلميذ أسامة بن لادن و تنظيم "طالبان 2 " فى أفغانستان ونشأة تنظيمات القاعدة العابرة للحدود Transnational Movements وقيامها بعمليات إرهابية فى لندن وباريس ومدريد، وتجذر القاعدة الى الشمال الإفريقى وتحول محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه الإقتصادية الى مجمل العالم وتوجه التنظيمات التكفيرية لعمليات تفجيرية فى جنوب سيناء (شرم الشيخ ودهب وطابا) خلال أعوام 2004 – 2006 وغيرها من العمليات.
جاءت الثورات العربية فى نهاية العقد الأول من القرن الجديد لتعلن عودة تنظيمات الإسلام السياسى الى الساحة ممتطية ظهر تلك الثورات " بعكس كثير من الأدبيات التى إعتبرت نجاح الثورتين السلميتين فى مصر وتونس فى الإطاحة برأس كلا النظامين فى الدولتين يؤرخ لنهاية العنف المسلح فى مواجهة الثورات السلمية وحركة الجماهير" من خلال مختلف أطياف الإسلام السياسى من الإخوان والسلفيين والسلفية الجهادية فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها وتصدرها للمشهد السياسى ووصولها لسدة الحكم فى كل من مصر وتونس وإنتقالها من المعارضة بشعارها التعبوى الأثير لديهم "الإسلام هو الحل" الى الحكم بمشاريع فاشلة كمشروع النهضة فى مصر وأدى الى إنكشاف واقعها المهترئ وبنيتها وهياكلها التنظيمية والفكرية الضعيفة وأشعل الغضب الجماهيرى ضد مماراساتها ومحاولتها الهيمنة على السلطة وقامت الثورة ضدها فى مصر وإستطاع الشعب المصرى عزل محمد مرسى بعد عام واحد وإسقاط المشروع الإخوانى وفشل حزب النهضة فى الحفاظ على الأغلبية فى تونس وهو ما أشعل الصراع بين تلك التنظيمات التكفيرية والحكومات فى بقاع متعددة كشبه جزيرة سيناء وليبيا وسوريا والعراق والشمال الإفريقى، ففى سيناء نشط تنظيم أنصار بيت المقدس وفى ليبيا أنصار الشريعة والقاعدة فى الجنوب اليمنى والدولة الإسلامية بالعراق وغيرها، بعدها خرج الى الوجود تنظيم داعش ممثلا فى دولة الخلافة بسوريا والعراق وتحول عدد من التنظيمات التكفيرية لخلع بيعتها للقاعدة والتحول لمبايعة داعش كتنظيم أنصار بيت المقدس الذى غير إسمه الى ولاية سيناء وحدث ذلك أيضا فى بلدان عديدة.
يجب فهم الخلافات التنظيمية والإعلامية والعملياتية بين تنظيمى القاعدة وداعش والتى من أبرزها:
1- قدرة داعش الفائقة على إستقطاب وتجنيد العديد من الشباب من مختلف بلدان العالم وخاصة الأوربيين و الداخلين منهم حديثا الى الإسلام.
2- تحول داعش من الوضع المقاوم فى فضاء العالم فكريا وتنظيميا الى إحتلال رقعة من الأرض وإعتبارها دولة للخلافة ودعوة الشباب المسلم من كافة أنحاء العالم للهجرة اليها.
3- إعتماد داعش على زيادة مداخيلها من مصادر محلية وأهمها الإستيلاء على مواقع النفط فى سوريا والعراق والإستمرار فى إستخراج البترول وتسويقه بالسوق السوداء.
4- من أبرز نقاط الإختلاف فى مفهوم داعش عن القاعدة هو الموقف من تجنيد النساء فى العمل الجهادى وإستطاعتهم تجنيد وضم العشرات من الفتيات المسلمات من أوروبا وأمريكا وإستراليا الى صفوف التنظيم.
5- النجاح السريع لداعش فى خلق بيئة حاضنة من المسلمين السنة وخاصة فى العراق وسوريا واليمن والسعى لتحويل الصراع الى شكل مذهبى وإعتبارهم المدافع الصلب عن السنة فى مواجهة الشيعة الروافض.
6- تزايد إهتمام داعش بالوسائل الإلكترونية وصناعة الأفلام فى الدعاية والتجنيد وتشمل القدرة على إختراق المواقع المعادية لهم.
7- إستخدام داعش لأساليب عسكرية صادمة ووحشية مثل عرضهم لعمليات الذبح والحرق وتدمير التماثيل "الأوثان" بتقنية فنية عالية مما يلقى فى صفوف خصومهم الرعب وفرارهم أمام إجتياحاتهم، وإستخدامهم لعمليات القتل الجماعى وسبى النساء كوسيلة للحرب النفسية.
8- إعتماد داعش على أساليب قتالية غير معهودة ودمج نماذج مسلحة عالمية يسارية المنشأ " الفيتكونج فى فيتنام والحركات المسلحة فى أمريكا اللاتينية مثالا" فى تكتيكاتهم العسكرية وتنظيرهم لذلك بكتاب "إدارة التوحش" بما يتضمه من الإنهاك وشوكة النكاية وكتاب "فقه الدماء" وغيرها.
9- سرعة تحول "دولة الخلافة" الى رمز زمان- مكانى جاذب للشباب المتطرف وهيمنتهم على المشهد السياسى الإسلامى وتحولهم الى بؤرة جذب مغناطيسية للكثير من شباب الإخوان والسلفيين والمساهمة فى تحويل معظمهم الى إستخدام العنف "الصراع الدائر فى أوساط الجماعة حاليا شاهدا على ذلك" ونجاح داعش فى تحويل بعض الشعارات القطبية ك"الحاكمية" و "الولاء والبراء" لواقع على الأرض فبينما يخفت نجم القاعدة وجاذبيتها وقدرتها على التجنيد يزداد وميض نجم داعش.
بسقوط تيار الإسلام السياسى فكريا وتنظيميا وحركيا فإن الظهور المفاجئ والصادم لتنظيم داعش وسيطرته السريعة على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وإستخدامه فى ذلك لأبشع أساليب العنف والوحشية يشبه عملية إحداث صدمة كهربية لإنعاش القلب defibrillation الذى أوشك على التوقف للإسلام السياسى، ولكنها فى الحقيقة تمثل حالة رعب للأنظمة المهيمنة فى العالم العربى من جهة وصداعا لدعاة اليسار والليبرالية والحداثة من جهة أخرى وقلقا كبيرا لدى بقية جماعات الإسلام السياسى من جهة ثالثة، ولكن يقينا فمحاولتهم تلك الى زوال ولن تنجح فى النهاية فى تثبيت أقدامها بالمنطقة فهم كالجسم الغريب الذى يغزو البدن المريض Antibody لكنه قادر على مقاومته وطرده خارجه بعد صراع قد يطول وبالضرورة سيمر ذلك الجسم بفترة نقاهة حتى يستعيد صحته كاملة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة
- البيان التأسيسى لتحالف قوى اليسار بالأسكندرية
- الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية
- دروس الماضى والتدخل فى اليمن
- بهدوء..حول اتفاق المبادئ لسد النهضة
- حول نتائج الإنتخابات الإسرائيلية وتبخر وهم حل الدولتين
- قوانين الإستثمار ..تكريس للتبعية وانحياز للرأسمال الدولى
- بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين
- الحبل السرى بين الإخوان وداعش
- موقعة الحرة ..دواعش بنى أمية
- داعش ...والجذور المؤسسة
- الجماعات الإرهابية فى ليبيا .. الواقع والمآلات
- اليمن على شفير الصوملة
- الراسمالية المتوحشة.. وما بعد العولمة
- دولة الرفاه الإجتماعى


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى