أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة















المزيد.....

اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يزرع الريح يحصد العاصفة، كثيرون هم من زرعوا الريح فى اليمن لتهب عليهم عواصف كثيرة من بينها عاصفة الحزم، فقد تحالفت السعودية مع على عبد الله صالح طويلا وتآمرت على ثورة الشعب اليمنى لتضمن له خروجا آمنا على أن يبقى فى اليمن ولكنه إعتمد على ولاء الجيش الذى حوله على مدى طويل الى جيش موالى له ولأسرته وتآمر مع أعداء الأمس "الحوثيين" لينقض على الدولة، أيضا هؤلاء الحوثيين القادمون من صعدة سكت عنهم النظام السعودى والرئيس اليمنى" منصور هادى" والأمريكان طويلا وغضّوا البصر عن تزودهم بالسلاح من إيران بحجة مواجهة حزب الإصلاح ممثل الإخوان فى الشمال والقاعدة فى الجنوب ولكن الحوثيين لم يقنعوا بالدور المرسوم لهم وطمعوا فى السيطرة على كامل اليمن فلم يكن أمام الأطراف الأخرى الاّ مواجهتهم بعاصفة وحزم.
الأزمة فى تجليها الأخير بدأت عنما إتفقت "السعودية والإمارات وهادى" مع الحوثيين "بعد 6 جولات من الصراع مع الحليف القوى للسعودية على عبد الله صالح إبتدءا من 2004 ودخولهم مع السعودية الحرب فى نجران فى 2009" وجاءت محاولات هذا الثلاثى مع الحوثيين لدعمهم لتدمير قوة الإخوان وظهيرهم العسكرى اللواء "على محسن الأحمر" وكان الإتفاق أن يسمح لهم بإجتياح عمران وحاشد والإقتراب أكثر من صنعاء، وقد بدأت تلك العملية بتصفيتهم للمعهد العلمى "سلفى" فى دماج والخاص بحزب الإصلاح اليمنى ثم الدخول فى مواجهة مباشرة مع آل الأحمر فى عمران ولكن نجاحهم فى ذلك وظروف المعركة أغراهم بالتقدم نحو صنعاء صانعين تحالف قبلى وسياسى واسع ومستغلين الظروف الإقتصادية الصعبة وإضطرار هادى لرفع أسعار مشتقات النفط مما أدى الى موجة واسعة من الإحتجاجات قادها وهندس لها الحوثيين ورفع ذلك سقف مطالبهم من الرجوع عن تلك القرارات الى طلب إقالة الحكومة ورفض مخرجات الحوار الوطنى ووثيقة الدستور مع الإبقاء على الرئيس هادى وإستخدامه كورقة لفرض رؤيتهم، وتصاعد الصراع بعد إستقالة حكومة باسندوه إثر دخولهم صنعاء وبعد إستيلاء الحوثيين على التليفزيون وإقتحامهم للقصر الرئاسى ووضع الرئيس قيد الإقامة الجبرية، تلا ذلك هروب الرئيس هادى الى عدن ونقل عاصمة للحكم اليها، وبدأ زحف الحوثيين وجيش صالح الى عدن ودخلوا أجزاء منها بالفعل وأطلقوا الصواريخ على المقر الرئاسى مما أدى الى هروب هادى من القصر وتوجيهه نداء إستغاثة، وإزاء هذا الوضع المتدهور بما يشكله من مخاطر على السعودية من الإستيلاء على كامل اليمن بدأت عاصفة الحزم التى كان الهدف الرئيسى منها هو تحجيم الصراع فى اليمن داخل حدوده وعدم إمتداد تأثيره الى دول الخليج التى تملك أقلية شيعية نشطة.
بينما أعادت عاصفة الحزم رسم تحالفات جديدة بالمنطقة بعد أن رسّخت السعودية كقوة إقليمية قادرة على تشكيل وقيادة تحالف إقليمى لمواجهة الخطر الإيرانى وإستخدام الدول المشاركة فى التحالف كبيادق على رقعة شطرنج تستطيع تحريكها للمشاركة فى الضربات الجوية دون أن يكون لها رأى فيما يحدث من بدأ العاصفة أو إنتهائها، وأعادت تلك العاصفة رسم التحالفات الإقليمية بالمنطقة وبدأ تقارب جيوسياسى بين السعودية وتركيا " خصوصا بعد ظهور تردد النظام المصرى فى الدعم اللامحدود للسعودية فى هذا الصراع وعزوف باكستان عن المشاركة بعد تصويت البرلمان بالبقاء على الحياد" ليمتد ذلك التحالف الى الملف السورى"، كما أكدت العاصفة أن الحوثيين قوة لا يستهان بها فى اليمن وأن الضربات الجوية غير قادرة بالقطع على حسم الحرب بل أنها أعطت لها "بشكل أو بآخر" الشرعية فى موقع الدفاع عن اليمن ضد عدوان خارجى، وجاءت خسارة مصر من الحرب فى وضعها من قبل السعوديين على هامش الصراع وتبخر إدعاء النظام أن بإستطاعته حماية الخليج والمنطقة وتهافت شعار "مسافة السكة" وقلصت دور مصر فى القيام بمفاوضات جادة بين المتخاصمين فى اليمن، كما أضعفت الرغبة المصرية فى تشكيل "قوة عربية مشتركة" لمكافحة الإرهاب، وأظهر الصراع إعتبار السعوديين أن إيران هى العدو الرئيسى وليس داعش وكشف عن تقارب يتطور حثيثا مع الإخوان المسلمين فى اليمن وسوريا والضغط على مصر لتغيير سياستها تجاههم وهذا تطور جديد ومثير بعد أن وضعت السعودية " قبل رحيل الملك عبد الله" الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية ومعهم دولة الإمارات العربية المتحدة.
الجميع يسعى الآن جاهدا للنزول من فوق الشجرة، فالسعوديون الذين أشعلوا هذه الحرب هم أول من يعرفون أنه لا يوجد حل حاسم لها بالإضافة الى الكلفة المدنية العالية من الضحايا " أكثر من 3000 قتيل" وتدمير معظم المنشآت الأساسية والخدمية وكلما طالت الحرب وزادت الخسائر فإنها تضغط بشكل درامى على الضمير الإنسانى وتكسب الحوثيين زخما جديدا، وفى ظل تراجع بعض دول التحالف عن حماسها للعملية التى دخلتها فى الأغلب لأسباب ذاتية فى معظمها، كالكويت التى تسعى لرد دور السعودية فى تحريرها من صدام، بينما البحرين تخشى من الأطماع الإيرانية ولا تنسى الدور السعودى من خلال تحريك قوات درع الجزيرة دفاعا عن نظامها، بينما مصر تدرك عمق أزمتها الإقتصادية و ولا تنكر موقف السعودية ودول الخليج معها وهكذا بقية تلك الدول، ربما يكون ذلك سببا منطقيا لمحاولة السعودية تقصير زمن الحرب فكلما طال أمدها لا تضمن إستمرار تماسك هذا التحالف كما أنها لم تستطع حتى الآن تحقيق إنتصار ملموس يرغم الحوثيين على الجلوس على مائدة المفاوضات أو التراجع عن بعض الأرض التى إستولوا عليها، بينما الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى يمارس حكمه من المنفى بالرياض ولا يوجد له ظهير بالداخل يمكنه من العودة لعدن حتى الآن، وما يسمى باللجان الشعبية يبدو حتى الآن أنها ليست موحدة وبدون قيادة ميدانية ولا تحظى بدعم شعبى أو قبلى مؤثر، فى المقابل فإن الطرف الآخر "صالح والحوثيين" بالرغم من صمودهم الاّ أنهم فشلوا فى نقل الحرب الى الحدود السعودية كما زعموا وفقدوا الكثير جدا من أسلحتهم وعدد كبير من مقاتليهم بينما حليفتهم وداعمهم الرئيسى إيران تخشى التدخل المباشر لعدم وجود نقاط إتصال بينها وبين اليمن وللحصار البحرى العربى الأمريكى من جهة ثانية ولرغبتها فى إتمام الإتفاق النووى مع 5+1 وتخفيف الضغوط الإقتصادية عليها، وتحتاج أمريكا الى مشاركتها لصد داعش فى العراق مما يعطى لها أفضلية فى هذه المفاوضات.
يقف الإخوان المسلمين موقفا مترددا من التأييد غير المشروط للتحالف السعودى ويحاولون إنتهاز الفرصة لفرض شروطهم بأن تضغط السعودية على النظام المصرى لتخفيف الضغط الأمنى عليهم والإفراج عن بعض قادتهم من السجون، هذا بالإضافة لمساومتهم السعودية للعودة عن قرار وضع الإخوان على قائمة الإرهاب (يحدث ذلك فى الوقت الذى يجرى فيه صراع داخل تنظيم الإخوان بين القيادات التقليدية التى تدعو للمهادنة والإلتزام الظاهرى بالسلمية حرصا على إعادة تواصلها بالمجتمع المصرى وتعديل صورتها فى الخارج بينما يتمسك شباب الإخوان بعمليات العنف والمواجهات الجهادية الإنتقامية من نظام الحكم ومؤيدوه ويتماهون مع التنظيمات السلفية الجهادية فى سيناء)، فى الطرف الآخر تسعى تركيا وحزب "العدالة والتنمية فى ظل تراجعه الإنتخابى" الى مزيد من العلاقات مع السعودية والإخوان ودول الخليج خاصة فى الملف السورى بينما يرغب فى زيادة التعاون مع إيران فى الملف الإقتصادى الذى تسعى تركيا لرفع التبادل التجارى بينهما الى 30 مليار دولار سنويا وهذه معادلة صعبة التحقيق.
فى النهاية تبقى إسرائيل هى الرابح الأكبر فى ظل تلك الصراعات والتحالفات المعلنة والمستترة محاولة أن لا تتدخل مباشرة فى هذه الصراعات طالما يتقاتل العرب مع بعضهم وينشغلون فى مشاكلهم الداخلية بعيد عما كان يعرف بالصراع العربى الإسرائيلى الذى تأخر وضعه كثيرا كأولوية فى أجندة الأنظمة وربما الشعوب العربية بينما تبقى عينيها مفتوحتين على إيران خوفا من تقاربها مع أمريكا بعد التوصل الى إتفاق نووى نهائى فى نهاية الشهر الحالى والتحسب من كون إيران تتصنع التقية حتى تصل الى غرضها بإمتلاك القنبلة الذرية.
فى الطب كان أساتذتنا ينصحوننا أثناء الولادة الطبيعية بعدم التعجل بالتدخل والإنتظار بمبدأ Wait and see وها نحن ننتظر لنرى ماذا سيحدث.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة
- البيان التأسيسى لتحالف قوى اليسار بالأسكندرية
- الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية
- دروس الماضى والتدخل فى اليمن
- بهدوء..حول اتفاق المبادئ لسد النهضة
- حول نتائج الإنتخابات الإسرائيلية وتبخر وهم حل الدولتين
- قوانين الإستثمار ..تكريس للتبعية وانحياز للرأسمال الدولى
- بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين
- الحبل السرى بين الإخوان وداعش
- موقعة الحرة ..دواعش بنى أمية
- داعش ...والجذور المؤسسة
- الجماعات الإرهابية فى ليبيا .. الواقع والمآلات
- اليمن على شفير الصوملة
- الراسمالية المتوحشة.. وما بعد العولمة


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة