أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السياسى؟















المزيد.....

على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السياسى؟


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن الإسلام السياسى قد صبغ المرحلة الماضية بصفته حركة رجعية إستمرت لبضعة عقود رغم تسميتهم لها بالصحوة الإسلامية، تلك الظاهرة التى شهدت صعودها فى أعقاب هزيمة 1967 وعمّقت وجودها فى سبعينات القرن الماضى مع تولّى "أنور السادات" الحكم وتحالفه القصير مع الإسلاميين والإفراج عن المحبوسين من الإخوان والسماح لرموزهم بإرتقاء المنابر وإصدار جريدتهم "الدعوة"، كما أنه شجّع وبارك التيارات الإسلامية فى الجامعات لمواجهة خصومه من اليساريين والناصريين وجنّد قيادات فى الدولة والتنظيم السياسى إبتداءا من محافظ أسيوط "محمد عثمان إسماعيل" وصولا الى "عيسى شاهين" بالأسكندرية، وسمح للجماعة الإسلامية بالجامعات بالنشاط العلنى وتغاضت أجهزته عن إستعمالهم العنف ضد خصومه، ومن الجامعات خرجت قيادات إخوانية مثل عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان وعشرات غيرهم لينضموا للجماعة ويجددوا دماء الإخوان فيما عرف بالإحياء الثانى، ولم يمر عام على حرب إكتوبر التى عبر فيها الجيش المصرى "الذى أعاد بناؤه عبد الناصر" القناة تحت نداء "الله أكبر" لتتم محاولة تنظيم صغير منشق عن الإخوان القيام بإنقلاب عسكرى بدئا من الإستيلاء على الكلية الفنية العسكرية، بعدها توالت محاولات التنظيمات الجهادية كالتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية و تنظيم الجهاد "عبد السلام فرج" الذى نجح فى إغتيال السادات نفسه.
تواكب مع صعود الإسلام السياسى مجموعة من السلوكيات والظواهر الإجتماعية والسياسية إرتبطت عضويا بمظاهر خارجية كالملبس والممارسات المناهضة للمرأة والمختلف دينيا وخصوصا الأقباط ومعاداة الفنون والإبداع وإستبدال عادات مستقرة فى وجدان الشعب لقرون طويلة كالإحتفال بأعياد الميلاد والسبوع وشم النسيم والكريسماس وغيرها بتقاليد وعادات صحراوية دخيلة كعقيقة المولود وتقصير الثوب للرجال والحجاب والنقاب للنساء بدعوى أنها أعمال صالحة تنتمى للصدر الأول والنقاء البيوريتانى لمجتمع المدينة، وفى الحقيقة كان الإسلاميون يعتبرون إنتشار مثل تلك المظاهر وتغلغلها دليلا على قوتهم السياسية وسيطرتهم الإجتماعية والإديولوجية وهذا ما حدث على أرض الواقع فعلا، تحضرنى هنا مقولة الراحل "نصر حامد أبو زيد " (إن المشكلة الأكبر ليست فى إنتشار منظمات الإسلام السياسى ولكنها تكمن فى تبنى السواد الأعظم من المجتمع لتلك الأفكار التى تحملها).
لقد ساعدت مجموعة من التغيرات الخارجية فى نمو وتغلغل هذه الظاهرة يمكن تلخيصها بالتالى:
1- السقوط المدوى للأنظمة القومية التى تبنت قضايا الوحدة العربية وتحرير فلسطين وإقامة ما يسمى بالإشتراكية العربية وهزيمتها الخطيرة فى 1967والتى مازالت تداعياتها تتوالى حتى الآن.
2- إنتصار الثورة الإيرانية الإسلامية فى 1979 وتأسيس حكم الملالى وآيات الله والحماس لتصدير الثورة الإسلامية الى دول الجوار والدعم المادى والعسكرى والإعلامى للتيارات الراديكالية فى العالم العربى.
3- التدخل العسكرى السوفييتى فى أفغانستان ونفرة قوى الإسلام السياسى وعلى رأسهم الإخوان المسلمين للجهاد ضد الكفّار وتحالف الأنظمة الرجعية فى السعودية ومصر وباكستان معهم فى تلك الحرب المقدسة تحت إدارة وتسليح وتدريب المخابرات المركزية الأمريكية.
4- سقوط وتفكك الإتحاد السوفييتى بعد هزيمته فى أفغانستان وإحتلال الولايات المتحدة لمركز القطب الأحادى، وبذا تكون شعوب العالم الثالث وحركات التحرر الوطنى قد فقدت حليفا هاما يدعم تحررها وإستقلاليتها.
5- الغزو الأمريكى لأفغانستان والعراق ودعاية الإسلاميين أنه عدوان صليبى غربى على بلاد المسلمين والدعوة لإستنفار القوى الإسلامية لمواجهته.
6- تكرر الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وفلسطين وبروز دور المقاومة الإسلامية كحماس وحزب الله.
كل تلك العوامل ساعدت بشدة على نمو وإنتشار تيار الإسلام السياسى فى مختلف أوساط المجتمع وإحكام سيطرتهم على عقول وأفئدة معظم طبقاته وخاصة الطبقة الوسطى، لقد ووضعت ثورة 25 يناير قوى الإسلام السياسى فى صدارة المشهد ونقلتها من صفوف المعارضة الى كراسى الحكم ولكنها سرعان ما إنكشفت فكان الخروج الثانى للمصريين فى 30 يونيو لإقصاء الإخوان من السلطة.
شهدت مجموعة من التطورات المجتمعية بدئا من ثورة 25 يناير نهوضا ملحوظا لدور المرأة وخروج الشباب القبطى من أسوار الكنائس الى الفضاء الرحب لشارع الثورة، ورغم أن فترة صعود الإخوان وحلفائهم من جماعات الإسلام السياسى مثلت تراجعا محدودا فى دور القوى المدنية الاّ أن المرأة والأقباط إستمروا فى المقاومة وتقديم التضحيات، وبعد 30 يونيو وإنطلاق السعار الإخوانى وتحول معظم شبابهم الى موجات عنف جهنمية ضد الجيش والشرطة والكنائس والشعب عموما قد أدى الى مزيد من عزلتهم جماهيريا وساعد فى تغير المزاج الشعبى ضدهم وبدأ الإنقلاب الشعبى عليهم متمثلا فى مظاهر مختلفة من المقاومة كظاهرة خلع الحجاب وعودة المهرجانات والكرنفالات ومناقشة بعض ما كان يعتبر من المسلمات الدينية والفقهية والإنفضاض عن رجال الدعوة والهجوم عليهم.
تم ترجمة ذلك عمليا فى إنتخابات الجولة الأولى لمجلس النواب فى محافظات الصعيد وغرب الدلتا حيث تم إكتساح "حزب النور" ممثل الجبهة السلفية وإخراجه من المشهد السياسى، وشهدت تلك الجولة حضورا لافتا للمرأة والأقباط متمثلا فى التالى:
1- سجلت النتائج نجاح قائمة " فى حب مصر" القريبة من الرئاسة إنتصارها فى القائمتين " محافظات الصعيد" و غرب الدلتا "الأسكندرية والبحيرة ومطروح" والتى تمثل معقل السلفيين وأملهم الأكبرفى الفوز.
2- كشفت النتائج عن فوز 30 سيدة على القائمة ومشاركة عدد كبير على الإعادة فى المقاعد الفردية منهن على سبيل المثال الكاتبة الصحفية "نشوى الديب" المرشحة عن الحزب الناصرى بإمبابة والتى حصدت أكبر عدد من الأصوات بدائرتها و "شادية محمد" بنفس الدائرة وكذلك "نرمين أحمد بدراوى" عن الحوامدية – أبو النمرس، و " أسماء الحكيم" من العمرانية، و "إيمان محمود" من منشأة القناطر، و "مها الكاشف" بالبدرشين، و "هيام حلاوة" بدائرة أوسيم والوراق، و "سناء برغش" بالبحيرة، وهن من بين 20 سيدة تخضن جولة الإعادة بما يمثل تغيرا ملموسا فى الذهنية المجتمعية من المرأة خاصة فى الصعيد الجوانى.
3- تظهر نتائج الجولة الأولى فى محافظة المنيا "إحدى قلاع الإسلام السياسى" عن وجود 10 مرشحين أقباط فى جولة الإعادة فى سابقة ليس لها وجود.
4- السقوط المدوى لحزب النور السلفى فى القائمة وعلى مستوى المقاعد الفردية حيث سيشارك له فى جولة الإعادة 22 مرشحا فقط "يقف المصريين لهم بالمرصاد"، وخرج الحزب من 5 محافظات دون وجود أى ممثل له فى الإعادة هى سوهاج وأسوان والأقصر والمنيا والجيزة ونتيجة لهذا السقوط فقد أعلن أحد قيادات الحزب أنهم يفكرون فى الإنسحاب من الإنتخابات نهائيا.
لكل ذلك ولأسباب أخرى كثيرة ومعبّرة يمكن أن نقول مطمئنين أن شمس الإسلام السياسى بدأت فى الأفول..ولكن المشوار ما زال طويلا.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة
- البيان التأسيسى لتحالف قوى اليسار بالأسكندرية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السياسى؟