أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - فى سوريا.. العجلة بدأت تدور














المزيد.....

فى سوريا.. العجلة بدأت تدور


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدرك الغرب أخيرا أن إستمرار الصراع فى سوريا سوف يؤدى بالضرورة الى إطالة عمر داعش وتحولها الى تهديدهم فى عقر ديارهم، لقد أيقن الجميع أن الحسم العسكرى بات من المستحيلات بعد أن أنهكت جميع الأطراف وتحول خطر داعش الى أماكن عديدة إقليميا ودوليا وخاصة بعد تفجيرات باريس وهجوم سان برناردينو بكاليفورنيا ما دفع بالجميع لأول مرّة الى الإنخراط فى عملية سياسية جادة لمحاصرة ذلك التمدد، فالسعودية التى هى غارقة فى حرب مأزومة باليمن مع سقوط رهانها على أمريكا وتركيا التى تعيش أزمات داخلية معقدة وقد تكثفت أكثر بعد إسقاطها للطائرة الروسية وليس الوضع الروسى بأفضل كثيرا بينما قررت الولايات المتحدة نفض أيديها من صراعات الشرق الأوسط بعد تفاقم أزمتها الإقتصادية.
تعيش سوريا منذ أكثر من 4 سنوات مأساة أشبه بالميثالوجيا الإغريقية من قتل عشوائى لمئات الالآف وتدمير البنية التحتية منذ أن تحولت الإنتفاضة الشعبية السلمية المطالبة بالحريات والكرامة فى مارس 2011 الى صراع مسلح ذو أبعاد طائفية مرتكزا على قمع النظام من جهة والى التدخل الخارجى الإقليمى والدولى من تمويل وتدريب وإمداد المعارضة التكفيرية بالأسلحة من جهة أخرى، فى الجانب الآخر فإن إيران من خلال كتيبة القدس والحرس الثورى وحلفائها فى العراق "كتائب أبو الفضل العباس" و "حزب الله" إتخذت قرار التدخل فى سوريا لمساندة نظام الأسد، وأخيرا قرار روسيا التدخل بكل قوتها الى جانب الجيش الوطنى السورى والنظام، وإندفاع فرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول غربية أخرى للإعلان عن إرسال قواتها لمحاربة داعش.
مازال النظام الدولى الجديد فى مرحلة تشكل، ولكن الثابت أنه قد بدأت مرحلة الخروج من الأحادية القطبية الى عالم متعدد الأقطاب فلم تعد أمريكا بقيادة الليبراليين الجدد تتخكم منفردة فى مصائر الشعوب وإندفاعها لتحطيم الكيانات القومية خاصة دول الطوق المحاذية لإسرائيل لتظل وحدها الدولة القومية القوية بالمنطقة وذلك من خلال الحرب بالوكالة أو الحروب البديلة التى يمكن أن تحقق ما عجزت عنه تلك الحروب المباشرة من تمزيق المجتمعات العربية وإرجاعها الى أصولها البدائية والعرقية والقبلية الأولى، بل علينا أن ندرك أن قوى جديدة فاعلة بدأت فى المنافسة الحقيقية للدور الأمريكى فى المنطقة والعالم من بينها بالطبع الصين وروسيا.
من خلال ذلك التنافس بين الغرب وروسيا على ضرب داعش فإن هناك مصلحة مشتركة فى تصفية التنظيمات الإسلامية المتطرفة مع الإدراك بأن ذلك لن يتأتى الاّ عبر الحل السياسى فى سوريا، من هنا بدأ التقارب الروسى- الأمريكى فى تسوية إستمرار بقاء الأسد خلال المرحلة الإنتقالية بما يعنى محاولة إطفاء الحريق السورى وإخراج اللعبة من يد اللاعبين الإقليميين، وتوصل الطرفين من خلال لقاءات عديدة الى ضرورة أن تبدأ المفاوصات لفتح الطريق أمام مرحلة إنتقالية يشارك فيها النظام والمعارضة وتغيير الدستور تمهيدا لإجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة تحت إشراف الأمم المتحدة مع الإتفاق على شكل النظام القادم وضرورة أن يكون علمانيا، رغم ذلك سوف تستمر التجاذبات بين جميع الأطراف خصوصا حول الموقف من الأسد ومؤتمر المعارضة السورية بالرياض فى 8 ديسمبر الحالى خير شاهد على ذلك.
فى الرياض حاولت السعودية مبكرا "بالتنسيق مع واشنطن" حرف المؤتمر لتبنى وجهة النظر التى تعتمدها بدئا من الدعوة لذلك الإجتماع الذى ضم تنظيمات مسلحة تكفيرية تسعى لإقامة دولة إسلامية على غرار داعش والقاعدة مثل (جيش الإسلام، أحرار الشام، فيلق الشام، جيش اليرموك، سيف الشام، ثوار سورية، شباب السنة، تجمع أحمد العبدو، الجبهة الجنوبية، حركة شباب السنة في بصرى الشام، جبهة ثوار سوريا التي يقودها أبو أسامة الجولاني) "وجميعهم يشاركون جبهة النصرة فى جيش الفتح الإسلامى"، بينما أعلن "هيثم منّاع" الممثل للجنة مؤتمرالقاهره رفضه المشاركة بسبب حضور منظمات إرهابية معروف تنسيقها المسبق مع القاعدة وداعش، وقد توافق المشاركون على رحيل نظام الأسد بكافة رموزه وخروج القوات المحتلة الإيرانية والروسية وحلفائهم من سوريا دون الإشارة الى عشرات الالآف من الإرهابيين المدعومين من تركيا والسعودية ودول الخليج بينما تم إستثناء "الإتحاد الوطنى الكردستانى" الذى يضم قوات حماية الشعب العدو اللألد لداعش مراعاة لخاطر الحليف التركى، ربما كان الإنجاز الوحيد لهذا المؤتمر هو تجميع قيادات سياسية وأخرى عسكرية ميدانية على نفس الطاولة لأول مرّة، ومن المفارقات أن يعلن إتفاق جميع القوى بالرياض على مدنية الدولة السورية "متجاوزين ما تم الإتفاق عليه قبلا من علمانية الدولة"، علما بأن شعار مدنية الدولة يعد فى حقيقته خادعا وتلاعبا لفظيا سبق لتيار الإسلام السياسى فى مصر تمسكه به بينما كانوا يضمرون تفسيرهم الخاص بأن ما يقصدونه بالمدنية هى دولة الرسول بالمدينة.
رغم التباينات والتناقضات الكثيرة حول مؤتمر الرياض والإختلافات الجذرية حول ما تمخض عنه ولكننا ننتظر رحلة طويلة من الصراع السياسى فى لقاء واشنطن ومؤتمر جينيف 3، ولكن الحقبقة الثابتة أن عجلة الحل بدأت فى الدوران.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار .. وذلك الدرس المؤلم
- المرابطون .. تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وشمال إفريقيا
- عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - فى سوريا.. العجلة بدأت تدور