أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش















المزيد.....

العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرّت العلاقات بين مصر وأمريكا بسلسلة من التذبذبات منذ بداياتها المبكرة عام 1832بفتح قنصلية أمريكية بالأسكندرية، ولكن حدثت طفرة فى هذه العلاقات فى أعقاب ثورة يوليو 1952 حيث ربطت بين أمريكا والضباط الأحرارعلاقات قوية أقرّت بموجبها الولايات المتحدة قانون المساعدات رقم 480 لسنة 1953 فيما عرف بالنقطة الرابعة فى محاولة منها لوراثة الإستعمار البريطانى " سياسة ملإ الفراغ"، وسرعان ما إصطدمت تلك العلاقات برفض أمريكا تسليح مصر ورفضها بعد ذلك تمويل السد العالى نظرا لسياسة نظام يوليو المقاومة للأحلاف العسكرية بالمنطقة وإنتهاج مصر سياسة الحياد الإيجابى وتوجهها القومى العروبى وتوقيع صفقة الأسلحة العسكرية مع الإتحاد السوفييتى وما تلا ذلك من إنحياز الى المعسكر الإشتراكى متواكبا مع الإنحياز الأمريكى المطلق للجانب الإسرائيلى، "مع تحسن نسبى فى عهد كيندى وسماحه بعودة معونات غذائية محدودة وخصوصا القمح فى 1961"، ووصلت تلك العلاقات الى قمتها الصراعية عام 1967 حين تآمرت أمريكا مع إسرائيل لضرب مصر فيما عرف أمريكيا "بإصطياد الديك الرومى" فقررت مصر قطع العلاقات الديبلوماسية مع واشنطن فى أعقاب هزيمة 67، وأعاد السادات تلك العلاقات عام 1974 وحوّل تلك العلاقات الى صيغة إستراتيجية بدأت بطرد الخبراء السوفييت فى 1972ثم بقراره الإنفراد بتحقيق السلام مع إسرائيل تحت رعاية أمريكية والتى توجت بتوقيع معاهدة السلام فى 1979 وبلغ حجم المعونات الأمريكية فى المجالين العسكرى والمدنى أكثر من 71 مليلر دولار بين عامى 1984 و2011 خصص معظمها لتسليح وتدريب الجيش المصرى مع بعض إعانات لتحسين البنية التحتية ومساعدات غذائية من القمح الأمريكى، ومع بزوغ الألفية الثالثة بدأت الولايات المتحدة فى تخفيض تدريجى لحجم المعونة حتى توقفت تماما بعد ثورة 30 يونيو ضد الإخوان وفض إعتصامى رابعة والنهضة، وقرر أوباما وقف التدريبات العسكرية المشتركة "النجم الساطع" وإرتبط ذلك بالأساس بالغضب الأمريكى الناتج عن إستثمارها الضخم وطموحها الكبير فى إقامة أنظمة حكم من التيار الإسلامى المعتدل بالمنطقة "الإخوان المسلمين" لا تضاد مصالحها ولا تعادى إسرائيل وخوف الأمريكان من إتجاه الحركات الإسلامية للعنف إذا أغلقت أمامها أبواب التحول الديموقراطى السلمى.
لاشك أن التحولات التى حدثت بالعالم والمنطقة فى العقود الأخيرة كثيرة ومكثفة وساهمت بشدة فى تراجع العلاقات الأمريكية- المصرية على وجه الخصوص ومنها:
1- الإنهيار المفاجئ للإتحاد السوفييتى فى نهاية الثمانينات وخروجه من دائرة الصراع العالمى وما ترتب عليه من هيمنة القطب الواحد الأمريكى وتقلص الحاجة للدور المصرى.
2- نمو ظاهرة الإرهاب الدولى وظهور تنظيم القاعدة وقيامه بالعديد من العمليات التفجيرية ضد المصالح الأمريكية " توجت بأحداث 11 سبتمبر 2001 ضد برجى مانهاتن"، وما تلا ذلك من غزو أمريكى لأفغانستان والعراق والتورط العسكرى الأمريكى بالمنطقة وإنفجار التنظيمات الجهادية فى مواجهته، وقد كافأت الإدارة الأمريكية وقفة مصر معها فى معركة تحرير الكويت "إرسل مبارك 35000 عسكرى مصرى للمشاركة فى عاصفة الصحراء" وذلك بإسقاط ديونها العسكرية والضغط على حلفائها للتنازل عن معظم ديونهم لمصر.
3- تقلص إعتماد أمريكا على النفط العربى بعد تطويرها إستخراج النفط الصخرى من أراضيها ووصولها الى ما يقرب الإعتماد الذاتى على منتوجها والإتجاه الى عملية تصديره.
4- ساعدت التطورات التكنلوجية المتسارعة فى تقليص إعتماد الغرب وأمريكا على القواعد الثابته لعملياتها كما حدث فى ضرب الناتو لليبيا فلم يحتاج لقواعد إنطلاق من مصر أو إسرائيل، بل أن روسيا الآن توجه صواريخها جوا من بوارجها فى بحر قزوين الى مواقع المعارضة فى سوريا.
5- إستمرار والمزيد من تقلص الدور المصرى فى المنطقة منذ عهد مبارك وحتى الآن وتعمق هذا التقلص بعد ثورة يناير وما تلاها من تدهور إقتصادى وأمنى وضعف عملتها الوطنية وحاجتها للدعم الخارجى وتقديم التنازلات، هذا رغم نمو النعرة الشوفينية " التى تعقب الثورات عادة " لدى المصريين مثال ذلك الإهتمام بمظاهر سطحية حول إذا ما كان أوباما هو الذى طلب مقابلة السيسى أولا، مع تصاعد الحديث عن القوة الناعمة لمصر.
6- فى ذات الوقت فإن القاهرة كرّست إعتمادها على الدعم الإقتصادى الخليجى لمواجهة وقف الدعم الأمريكى والغربى والذى فاق حتى الآن مبلغ 30 مليار دولار " فى حوالى سنتين" متجاوزا بكثير حجم المعونة الأمريكية.
7- المحاولات المصرية المتسارعة لتنويع مصادر تسليحها وتكثيف مشتريات السلاح للجيش من طائرات وبوارج بحرية وحتى حاملتى الهليوكوبتر "الميسترال" لتعويض تقلص دورها الإقليمى والدولى "رغم الظروف الإقتصادية الخانقة" وذلك فى سباق محموم لإثبات إمكانياتها العسكرية التى لا يمكن تجاهلها فى الحرب على الإرهاب وكدولة إقليمية قوية.
8- فى ظل تنامى ظاهرة الإرهاب وإحتلال داعش لمناطق شاسعة من العراق وسوريا وتمددها فى اليمن وتهديدها لتونس ومصر ودول عربية أخرى فقد سقطت نظرية الصراع العربى الإسرائيلى ولم تعد إسرائيل مهددة فى أمنها فى ظل إنشغال العرب بمشاكلهم الداخلية والحرب ضد الإرهاب، قد يكون ذلك هو السبب فى السماح للجيش المصرى للدفع بكامل أسلحته الى المنطقة "ج" من سيناء والسقوط العملى لإتفاقية كامب ديفيد.
9- دخول أطراف جديدة فاعلة فى المنطقة كإيران " بعد إتفاقية 5+1" والسماح لها بدور أكبر فى العراق وسوريا مع تنامى الدور التركى (كعضو فى الناتو) وإستفادة أمريكا من قربها من المناطق الساخنة للصراع، وكذلك دخول قوى إقليمة أصغر كحكومة كردستان العراق.
لابأس من تحويل مصر لثقلها الدولى شرقا الى موسكو وبكين وربما الهند فإن ذلك يكسبها دورا أثقل ولكن ذلك لا يعادل فى الواقع الدور السابق لمصر إقليميا ودوليا، وقد يكون ذلك أحد الأسباب فى تغيير موقف أمريكا من نظام 3 يوليو وإعلان عودة المساعدات العسكرية وتسليم مصر 8 مقاتلات حربية من طراز F-16 "وهي دفعة جديدة من هذه المقاتلات تُسلم لمصر" بعيدًا عن إفراج الولايات المتحدة قبل هذا الحدث بأشهر عن 10 مروحيات أباتشي بعد تجميد تسليمهم فترة من الزمن وكذلك مجموعة من الزوارق الحربية إضافة إلى الحديث عن تزويد مصر بأجهزة رقابة للحدود، فيما يبدو أن أمريكا توجه تلك المعونات لمكافحة الإرهاب في سيناء وضبط الحدود وهي جوانب تُسمى في العلوم الأمنية جوانب دفاعية، وبالتالي نستطيع فهم ما ستطلبه الولايات المتحدة من مصر الفترة القادمة في القضايا الأمنية في المنطقة وبالطبع سيكون على رأس هذه المتطلبات الاستمرار في التعاون الاستراتيجي مع إسرائيل، ولكن ما يعرف عن العلاقات الإستراتيجية بين مصر وأمريكا قد ولّى زمنه وتبقى علاقات المصالح فقط بين الطرفين رغم التصريحات الإعلامية ...وليس كل ما يلمع ذهبا.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش