أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا














المزيد.....

حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس المعنى أننا نبحث أو نرحب بالشقاقات أو التقسيم فى أثيوبيا كحل لمشكلة سد النهضة التى تهددنا، ولكنها محاولة لفهم أبعاد ما يحدث فى هذا البلد الذى إرتبط بنا عبر التاريخ وإمتدت الحضارة الفرعونية لتشكل مرفأ على ضفافه وربطت الحضارة المسيحية بين شعبيه ووصلت قوات الخديوى إسماعيل المصرية الى أهم مدنه صانعة إمتدادا جغرافيا ما زالت آثاره باقية حتى الآن.
تتنوع الإثنيات والعروق فى أثيوبيا لدرجة يصعب حصرها حيث يسجل بها أكثر من 70 جماعة قومية لها أصول وأديان ولغات مختلفة ولعل من أهمها:
1- الآمهرة : يمثل الأمهرة بالإضافة الى التيجراى حوالى ثلث سكان الإقليم ويسكنون الهضبة الوسطى "الحبشة" ويعتبر الأمهريون السادة الأصوليين بدولة إثيوبيا وثقافتهم السائدة ويشكلون أغلب الطبقة الأرستقراطية فى البلاد ويعتنقون المسيحية الأرثوذكسية ولغتهم الأمهرية وهى اللغة الرسمية لأثيوبيا.
2- التيجراى: وتعد الإثنية المقابلة للأمهرية وتتشابه معها كثيرا وخصوصا فى إعتناق الأرثوذكسية ويتحثون اللغة التيجرانية ولهم "كما لمعظم القبائل" إمتدادت إفريقية ويعتبرون أنفسهم المنافس الأكبر للمهرة.
3- الأورومو: وهى أكبر إثنية فى أثيوبيا وتمثل حوالى 40% من مجموع السكان ويعتبرون أكبر تجمع قبلى بأثيوبيا ولهم لغتهم الخاصة "الأورومية" ومعظمهم يعتنقون الإسلام 60% على المذهب الشافعى، والمسيحيين يشكلون 30% بينما يشكل الوثنيين 10% ويتوزعون فى مختلف أنحاء البلاد.
4- الإثنيات الأخرى: ويشكلون أقليات مختلفة الأوزان وأهمهم السيدامو والشنكيلا والأوجادين والعفر والكوراج والفلاشا وغيرها.
ساهم الأورمو بفعاية فى الثورة الشعبية التى قامت لإسقاط النظام الإمبراطورى، وبعد سقوط النظام الشيوعى فى أثيوبيا بقيادة "مانجستو هايلاميريام" من خلال ثورة شعبية ضمت معظم القبائل وعلى رأسهم قبائل التيجراى بزعامة "ميلس زيناوى" متحالفة مع الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا بقيادة " أسياس أفورقى" المدعومة من معظم الشعوب العربية وبعض القبائل الأخرى تولى زيناوى الحكم وسمح بإنفصال أريتريا وحاول تدعيم نظامه فى الداخل ولحم التناقضات بافتعال صراعات خارجية مع مصر حول مياه النيل وتوثيق علاقاته مع إسرائيل وقد نجح فى تحويل سد النهضة الى قضية قومية تجمع حولها معظم الأثيوبيين، وعقب رحيل زيناوى تولى "هيلا ميريام ديسالين" (الذى ينتمى الى قبيلة "ولايتا" الصغيرة فى الجنوب ومن الأقلية البروستانتينية) الحكم مع إستمرار تمسكه بمنهج زيناوى فى تصعيد الخلافات مع مصروالتركيز على إستكمال سد النهضة مع تصعيد النعرة القومية فى أثيوبيا متواكبا مع الحديث الفارغ من المضمون حول علاقة الصداقة المصرية الأثيوبية كنوع من المراوغة.
لاشك أن أثيوبيا بتشكيلها الحالى تمثل فسيفساء قبلى غير مستقر "كما هو الحال فى السودان ومعظم الدول الإفريقية"، وتشكل قبائل التيجراى الممتلكة للسلطة الآن حوالى 10% فقط من إجمالى السكان ومن المفارقات أن المنطقة المقام عليها سد النهضة تسكنها أقلية عرقية "بنى شنقول" وتطالب بالإنفصال عن أثيوبيا وتعادى النظام القائم هناك، بينما تتواصل الإنتفاضة الشعبية لقبائل الأورومو والتى تقابل بالقمع العنيف من قبل السلطة وتستمر المظاهرات فى قلب العاصمة "أديس أبابا" رافعة الأعلام المصرية وصور عبد الناصر بينما أعلنت قبائل أخرى الإنضمان الى الإنتفاضة منها الأوجادين وبنى شنقول بينما أعلن البرلمان الأثيوبى موقفا متعاطفا مع المتظاهرين، وكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية "أمنستى" و "هيومان رايتس ووتش" أن السلطات الأثيوبية تمارس القمع والتعذيب والإعتقالات ضد المتظاهرين، ومن المعروف أن قبائل الأورومو يرتبطون بمصر عاطفيا ويعتبرون أن لهم أصول نوبية، وقد بدأت هذه الإحتجاجات فى منطقة "جينكى" التى تبعد عن أديس أبابا بحوالى 50 ميلا وكانت مطالبهم فى البداية رفض الإستيلاء على أراضيهم وضمها للعاصمة ومصادرة الغابات لصالح المستثمرين الأجانب، بينما هم يطالبون الآن بحق تقرير المصير والإنفصال عن أثيوبيا بقيادة "جبهة تحرير الأورومو التى تأسست عام 1973 ويرأسها حاليا داوود أبسا" بينما يقول الناطق الرسمى الحكومى أن ما يحدث ما هو الاّ عمليات تخريب وإرهاب مدفوعة بمؤامرة خارجية.
على الرغم من مرور أكثر من قرن على ضم الإمبراطور "منليك الثانى" إقليم أورومو الى امبراطورية أثيوبيا ما يزال الأروميون يحتفظون بلغتهم وموسيقاهم وثقافتهم المستقلة ويعتبرون أنفسهم من نسل " أرم بن كوش بن حام بن نوح" ويعتبرون أن النجاشى هو جدهم الأكبر، كما يقاطعون مدارس الحكومة ومحاكمها ويلجؤون الى القضاء العرفى ويعلون من شأن الأزهر الشريف وتتبنى الجبهة الموقف المصرى من سد النهضة ويقللون من قيمة السد الإقتصادية ويعتبرون إقامته موقفا سياسيا فى محاولة للسيطرة على مياه النيل، وكان الطلاب الأروميون هم أول من أطلق شرارة الثورة ضد النظام الإمبراطورى فى 1974 وانضم إليهم الفلاحون فى ثورة عارمة ضد الإقطاع الأثيوبي بينما إستمرت ثورة الأورومو ضد العنف والإضهاد منذ 2005 وحتى الآن بقيادة جبهة تحرير أورومو التى تتخذ من أسمرة مقرا لها ضد النظام الحاكم الذى يصادر أراضيهم ويقمعهم بشدة، وقد سقط فى الإنتفاضة الأخيرة التى بدأنت منذ حوالى الشهر أكثر من 75 قتيلا حتى الآن ومازالت ثورتهم مستمرة بينما أعلن الجيش الأثيوبى حالة الطوارئ القصوى وقطع الكهرباء والإنترنت عن المناطق الثائرة فى المقابل قرر الثوار تعطيل الدراسة فى الجامعات وقطع جميع الطرق المؤدية لسد النهضة وهددوا بالزحف الى السد لتحطيمه كما هددوا باجتياح أديس أبابا.
ختاما فإنه يجب أن تتخذ الحكومة المصرية منتهى الحكمة مما يحدث فى أثيوبيا الآن وعدم التورط فى تأييد ما يجرى هناك وأن تنتظر تطور الأحداث بعد أن تم سد جميع المسارات التفاوضية حول سد النهضة وتبين ميوعة وتواطؤ الموقف السودانى.. لننتظر ونرى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير جنكيز- فار -المراوغ- والموقف البريطانى من الإخوان
- محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب
- فى سوريا.. العجلة بدأت تدور
- اليسار .. وذلك الدرس المؤلم
- المرابطون .. تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وشمال إفريقيا
- عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا