أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - غسان أبو المولدة














المزيد.....

غسان أبو المولدة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غسان أبو المولدة
جعفر المظفر
كنت أتوقع أن تشمل قرارات مؤتمر البيئة العالمي الذي إنعقد مؤخرا في باريس قرار إدانة لكل مؤسسة أو دولة تسعى لإستعمال المولدات الكهربائية الخاصة كبديل عن منظومة الكهرباء الإعتيادية التي نسميها الكهرباء الوطنية, ويوم تركت لمخيلتي رسم صورة لمندوب الشعب العراقي الذي كان وراء ذلك الإقتراح أظنني لم أتعبها كثيرا حينما تركت لفرشاتي ان تنقل على الورق ملامح صورة لشاعر عراقي متميز هو الدكتور سعد الصالحي,الرجل الذي يعود له فضل الترميز للحالة العراقية الراهنة من خلال تجسيدها يوميا على صفحة تواصله الإجتماعي بكتابات تعبر عن صلة الرمز الذي إخترعه, غسان ابو المولدة, مع المأساة العراقية التي أراها لا تتوقف إلا لغرض أن تستجمع قواها لكي تبدأ من جديد.
على باب القاعة التي إنعقد فيها المؤتمر تخيلت (غسان ابو المولدة) وهو يحمل لافتة تندد بدعوة الشاعرمؤكدا على أن المولدة وما يدخل فيها وما يخرج منها هي أحد أفضل الإنجازات التي حققتها حملة (تحرير العراق) تلك التي بشر بها وزير خارجية أمريكا (بيكر) في إجتماع جنيف مع طارق عزيز يوم وعد بإعادة العراق إلى عصر الكهوف.
لكن الحجة التي يستند عليها الشاعر بشأن الأضرار التي يلحقها غسان ابو المولدة بالبيئة العراقية هي حجة قوية, إذ هو لا يقف امام علاقتها بالصحة الجسدية وإنما هو كما أحسبه يتجاوز ذلك إلى جعلها رمزا للتلوث الذي تعرضت له البيئة السياسية والأخلاقية والإجتماعية والثقافية بشكل عام.
ونعرف أن قضية الرمز وإستخداماته التعبيرية غالبا ما تبرز في أدب الكثير من القصصين والفنانين والشعراء, وهي عملية ليست بالسهلة ابدا لأنها تدلل على قدرة خالق الرمز على إبداع يتلخص في براعة تجميعه لصور الحالة الخاضعة للنقد في هيئة واحدة .
السياب يعرف الرمز بأنه طاقة إلهامية تهبط على الشاعر عندما يفتقد الألفاظ, هو إشارة حسية أو حادثة أو كلمة ما إلى شيء عقلي أو باطني يختاره الشاعر كي يؤثر في نفس المتلقي. ولعل أهم ما يسعى إليه الأديب من خلال قضية الترميز هو طلب التداعي الحر للمعاني و السعي لتكثيف الصورة بكلمات قليلة. أما أدونيس فيعرفه بأنه «اللغة التي تبدأ حين تنتهي لغة القصيدة أو هي القصيدة التي تتكون في وعيك بعد قراءة القصيدة، انه البرق الذي يتيح للوعي أن يستشف عالما لا حدود له.
قضية الترميز في الفن تذكرني باحد عمالقة الكاريكتير العربي ألا وهو الرسام الفلسطيني الشهيد ناجي العلي الذي إغتاله مجهول في لندن عام 1987 الذي كان صاحب إختراع الشخصية الكاريكتيرية الرمزية الأبرز عربيا (حنظلة) صورة للفلسطيني المعذب الذي أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973م وعقد يديه خلف ظهره، وهو ظَهْرٌ قرأنا عليه بعد ذلك صور الأحداث الماساوية التي واجهت وطننا العربي بعد إنتهاء آخر الحروب النظامية مع إسرائيل التي أذنت ببدء حروب الداخل الطائفية.
وبينما يبدو (حنظلة العلي) تعبيرا عن اليأس الذي إنتاب الرسام الشهير من الأوضاع العربية فإن (غسان أبو المولدة) الذي رسمه شاعرنا الصالحي يعبر عن مرحلة مركبة من التلوث الذي أنجبته مرحلة ما بعد الإحتلال.. هناك أولا التلوث السياسي الذي أنجب هذه الظاهرة والذي يعبر عن نفسه من خلال تصدر مجموعة السياسيين الذين نهبوا البلد وحولوه إلى أرض خراب وهناك أيضا التلوث الإجتماعي الذي انجبه النظام الطائفي العرقي الذي إتقن جيدا فن تقطيع أوصال المجتمع العراقي بسكين الصراعات الطائفية والقومية وهناك أيضا التلوث الأخلاقي الذي جعل الأمانة والنزاهة قيما من الماضي, أما التلوث الثقافي فنراه واضحا من خلال هيمنة ثقافات ريفية وصحراوية وجاهلية متخلفة على ثقافة المدينة والتحضر.
إن غسان أبو المولدة كما أقرأه من خلال كتابات الصالحي هو رمز للتلوث التي يتعدى هيئته البيئوية التقليدية لكي يجسد مجموعة التلوثات العراقية التي اتى بها الإحتلال والنظام السياسي الذي اعقبه



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا نموت في الأرض الحرام
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (1)
- أرقام حنا بطاطو ... الرقم سمكة
- سوريا والعراق .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي
- هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد
- قضية المهاجرين المسلمين إلى الغرب
- الله ليس جنرال حرب
- القضاء علىى الإرهاب بالطائرات أشبه بالقضاء على الإيدز جويا.
- شهداء باريس .. الرقم سمكة
- البكاء عند أسوار سنجار
- نقلا عن فلان
- السيدة (العاصي) الزوجة الثانية أو الثالثة للجلبي .. حروب الم ...
- الشعب .. ما هو الشعب
- معركة الجوامع لا الشوارع . عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم ...
- من أجل أن لا نفشل أمام الأغراب
- غدا تبدأ الهجرة المعاكسة
- سوريا واليمن .. بين الشرعية الأخلاقية والشرعية الدستورية
- لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)
- علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - غسان أبو المولدة