أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد














المزيد.....

هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما حدث مع الطائرة الروسية التي اسقطتها الصواريخ التركية هو أكثر من قضية دفاع عن سيادة بلد. نعرف أن كثيرا من قوانين اللعبة السيادية تصير مرنة في ساعات وساحات الحروب خاصة حينما تكون هناك مساحات جوية ضيقة. أمريكا تغاضت عن حادثة قصف العراق لسفينة المراقبة ستارك في أثناء الحرب العراقية الإيرانية وموت ما يقارب السبعة وثلاثين بحار على متنها لأن حساباتها أبعد من أن تجعلها تقع في فخ إسمه هوس السيادة.
منذ اليوم الأول للدخول الروسي على ساحة الحرب العالمية في سوريا وأنا أراقب الجهة التي ستأتي منها تلك الضربة والطريقة التي ستتم بها.
لقد قلبت روسيا الطاولة على كثير من القوى ووضعت مسار تلك الحرب في إتجاه آخر. السكوت عن هذا التدخل وعدم إحتواء نتائجه وتحجيمها على الأقل لا يجعل روسيا طرفا مفاوضا في تلك الحرب وإنما يسجلها كمنتصر., وهي مسألة ستعيد ترتيب القوى ليس على الساحة السورية لوحدها وإنما إقليميا وحتى عالميا, والبقاء في ساحة التأسيس على المصالح الإقتصادية والعسكرية كدوافع للتدخل الروسي يهمل العامل الأهم الذي يتأسس على التطلع لعودة قطبية تتمكن روسيا من خلالها على العودة إلى عصر جديد لتقسيم العالم بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي.
تركيا من ناحيتها تخوض من خلال الساحة السورية معارك مركبة ومتداخلة. القيصر العثماني هو في مواجهة جدية مع القيصر الروسي الذي دخل على الساحة السورية, ومن خلالها على الساحة العربية, ليسلبها لقمة الصياد. وداعش هي كرة قدم من الحديد الصلب وليست بمواصفات جلد الفيفا, كل من يركلها تدمى قدميه, لكن لا مناص فقواعد اللعبة ليست سهلة, وموسم الألعاب الأولمبية ما زال منعقدا على أراضينا, وإلى أن يتم الإتفاق على إقامته في ساحات أخرى علينا أن نتكلف بمصاريف التغطية. من ناحية ثانية هناك حزب العمال ومشاريع الدولة الكردية النقيض اصلا لمشروع الدولة العثمانية الأخواني, وهناك أيضا عرب تركيا والأرض المستقطعة من سوريا أصلا. تركيا خسرت مصر يوم سقط حكم الأخوان على يد الجماهير المصرية الرافضة لسرقة مصر من حقها في حياة لا يوفرها الجهلة, وهي تراهن على أن تحسم من خلال الملعب السوري اولمبياد الكرة لصالحها, ومن الخطأ ان نحسب ان الأتراك يقاتلون بالنيابة عن الناتو أو عن أمريكا, بل لعل الأمر يجب حسابه بشكل معاكس تماما. تركيا هي التي تتطلع لأن تزج الناتو في حربها على الساحة السورية, كذلك تفعل السعودية. حماية إسرائيل مطلوبة أوروبيا لكن ليس إلى الحد الذي تتمزق منطقة بكاملها إلى هذا الحد وتهدى للإرهاب. ما أريد أن اقوله هو هذا, في الحرب على الساحة السورية تركيا لا تقاتل كذَنَب وإنما كرأس ولا تقاتل بالنيابة وإنما تلعبها بخبث المتمرس, لصالحها بدرجة أساسية, وهي ليست من الغباء والسذاجة بحيث تورط نفسها إلى هذا الحد لأجل تنفيذ مخطط الآخرين. أمر كهذا سوف يجعلها مستعدة, لو نجح مسعاها لزج الناتو, لتكراره مرات, ولو أن روسيا لم تنذرها بما يكفي ليجعلها تتردد كثيرا عن تكراره, أما حديث أوباما عن الرد السيادي التركي فهو حديث لمثقف قانوني وليس لمثقف سياسي.
بوتن لم يحسبها جيدا حينما وصفها بالخطوة الغادرة فهل سيحسن التصرف إزاءها ؟!
إنه على الأقل يعرف تماما أن القضية ليست قضية سيادة بل هي قضية قيادة في نزاع حول من ستكون له الغلبة في الساحة السورية.
أما حديث بوتن عن الغدر التركي فهو شبيه لقول شيخ قبيلتنا السابق في بغداد (لقد غدر الغادرون), ولا أظن أنه يكشف عن عمق في التفكير, على الأقل فيما يخص بدوافع الطرف التركي وأهدافه.. العملية كانت مبيتة تماما وكانت متوقعة جدا, إنما طريقة التنفيذ كانت متعددة الوجوه الإحتمالات.
بحجم ما يتطلبه ردع الضربات التركية القادمة سيأتي الرد الروسي وأفضل ما فيه أن لا يأتي كرد فعل, فإن هو أتى بهذا المعنى فسوف يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد..



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية المهاجرين المسلمين إلى الغرب
- الله ليس جنرال حرب
- القضاء علىى الإرهاب بالطائرات أشبه بالقضاء على الإيدز جويا.
- شهداء باريس .. الرقم سمكة
- البكاء عند أسوار سنجار
- نقلا عن فلان
- السيدة (العاصي) الزوجة الثانية أو الثالثة للجلبي .. حروب الم ...
- الشعب .. ما هو الشعب
- معركة الجوامع لا الشوارع . عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم ...
- من أجل أن لا نفشل أمام الأغراب
- غدا تبدأ الهجرة المعاكسة
- سوريا واليمن .. بين الشرعية الأخلاقية والشرعية الدستورية
- لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)
- علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية
- الطائفية في العراق .. فصل الخطاب
- الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.
- صراع الحضارات .. فخ منصوب فلا تقعوا فيه
- في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن
- الناسخ والمنسوخ ... حل أم معضلة
- شرف ما بين النهرين وشرف ما بين الفخذين


المزيد.....




- صرخة أنجتها من الموت.. لحظات تحبس الأنفاس لطفلة كادت تُدهس أ ...
- ليدي غاغا تلهب أجواء شاطئ كوباكابانا بالبرازيل في حفل مجاني ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: نستدعي عشرات آلاف الجنود لتوسيع الح ...
- إعلام عبري: ضباط وجنود احتياط إسرائيليون يرفضون بشكل كبير ال ...
- بعد استهداف مطار بن غوريون.. نتنياهو يهدد الحوثيين بضرب اليم ...
- عاصفة رملية تضرب العاصمة العراقية بغداد وتثير قلق السكان
- استئناف الرحلات الجوية في مطار بورتسودان بعد استهدافه بطائرا ...
- وسط تصاعد الفوضى في غزة.. حماس تعدم متهمين بالسرقة
- نتنياهو: سنرد على استهداف الحوثيين لمطار تل أبيب في الوقت وا ...
- ترامب يستبعد ترشحه لولاية ثالثة في 2028 ويؤكد تركيزه على -أر ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد