أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جعفر المظفر - غدا تبدأ الهجرة المعاكسة














المزيد.....

غدا تبدأ الهجرة المعاكسة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 17:12
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


غدا تبدأ الهجرة المعاكسة
جعفر المظفر
العديد من بلدان القارة الأوروبية شهد في العقود الأخيرة تحولات اساسية ذات علاقة بالموقف من حقوق الإنسان وحرية التعبير وقيم التحرر حتى كدنا نعتقد بأن هذه القارة المتحررة الديمقراطية المتجددة ليست هي نفسها القارة التي كانت قد ساهمت بإستعباد الناس والشعوب والأوطان على إمتداد المعمورة ولقرون طويلة.
إن أهم ما حظيت به تلك البلدان هو صعود حكومات إستحقت التوصيف على أنها ذات طابع تقدمي ليبرالي بينما شهد العديد منها تراجع أكيد لهيمنة قوى اليمين والعنصرية. ويمكن الإشارة إلى ان قضية الهجرة والمهاجرين كانت إحتلت أمكنة متقدمة في برامج الصراع بين تلك القوى, وصار للموقف الإيجابي من هذه القضية أثرا في تعزيز جبهة الحركات المعادية للعنصرية بينما تراجعت مكانة الأحزاب والحركات المعادية لقضايا الهجرة والمهاجرين.
في المرحلة الحالية بدأت الأمور تسير بإتجاه عكسي فثمة تحفظ كبير على قضية الهجرة والمهاجرين بدأ يتراكم بإتجاه سلبي بحيث أن الأحزاب التي إستثمرت موقفها الإيجابي من هذه القضية بدأت تواجه موقفا صعبا, وهذا الأمر ربما سيؤدي في القريب العاجل إلى تحول خطير في المزاج الشعبي الأوروبي قد ينتج منه تراجع ينال من حزمة الأفكار والبرامج الإنسانية اللبرالية التي شهدت رواجا لها بين صفوف العامة, اي ان المجتمع الأوروبي بدأ يشهد عودة ملحوظة إلى أفكار يمينية ذات منحى عنصري.
ثمة اسباب مركبة ومتداخلة أدت إلى ذلكلعل الأخطر منها تزايد عدد المهاجرين من حاملي الثقافة الإسلاموية المتفارقة اصلا مع البنية الفكرية والسلوكية لتلك المجتمعات.
لقد كانت الهجرات العربية السابقة خاصة بالبحث عن فرص عمل افضل, اما الهجرات الحالية فهي هجرات سياسية بإمتياز حيث حمل المهاجرون معهم كثيرا من أمراض مجتمعاتهم مما أدى إلى بروز ظواهر إجتماعية وثقافية مدانة أدت بدورها إلى عودة محققة لثقافات عنصرية معادية بدأت تأخذ منحى الكراهية الواضحة للمهاجرين وللمجتمعات التي أتوا منها
في دول أوروبية متعددة صارت هناك خشية حقيقية على النسيج والثقافة الإجتماعية أدت بدورها إلى عودة واضحة لثقافات وسياسات عنصرية واضحة باتت تبشر بشكل جلي بعودة ثقافة الكراهية لكل ما هو عربي وإسلامي, وهكذا يكون المهاجرون هم العربة التي تركبها قوى (اليمين العنصري) نحو عودة هيمنتها على الحياة السياسية في أوروبا. لكن من الحق التساؤل هل صحيح ان ما يحدث في المجتمعات الأوروبية هو عودة حقيقية عن الثقاقة اللبرالية اليسارية إلى الثقافة العنصرية أم أن علينا أن نحسبها كمحاولات طبيعية تأتي من باب الحفاظ على الذات التي باتت تهددها ثقافة متخلفة واضحة هي في حقيقتها إمتداد أكيد لثقافة عنصرية إسلاموية متخلفة حملها معظم المهاجرين معهم دون أن يبدوا إستعدادا كافيا للتخلي عنها ودون أن يتحركوا بإتجاه الإندماج مع مجتمعاتهم الجديدة.
إن تشريحا لمجتمعات المهاجرين تؤكد على أن نسبة كبيرة من هذه المجتمعات باتت مؤلفة من المسلمين والعرب. وليس الرقم هو الدافع الحقيقي وراء الحركة المعادية للهجرة التي تتخذ شكل المعاداة الحقيقية للعناصر العربية والإسلامية أكثر من إمتدادها الضدي إلى عناصر أخرى بل انه التناقض الهوياتي الثقافي هو الذي جعل الحكاية تبدو معكوسة تماما بحيث بات سهلا أن يحسب الإرتداد العنصري واليميني على ثقافة المهاجرين بدلا من أن نحسبها على المجتمعات المضيفة.
هذه الظاهرة نستطيع أن نلمس بكل سهولة علاقتها اللصيقة بمجتمعات العرب والمسلمين وليس بغيرها من القوميات والأديان المهاجرة الأخرى. إن المهاجرين من المجتمعات الهندية والصينية واللاتينية والروسية, بوذية ومسيحية ويهودية وحتى ملحدة, هي أكثر إستعدادا لحالات الإندماج والتآخي مع المجتمعات الأوروبية, أما المجتمعات الإسلاموية فهي التي لا ترفض الإندماج أو التعايش فحسب وإنما تثير أيضا إشكالية التناقض والتباين والإنعزالية الواضحة حتى في حالتها الأخف تضادا.
اليوم أو في الغد القريب سيواجه المهاجرون محنة تجعلهم في مرمى الكراهية فلا هم من أوطانهم القديمة ولا هم من أوطانهم الجديدة.
إن المثقفين بين صفوف المهاجرين مطالبون بالوقوف الجدي امام هذه الإشكالية لغرض أن لا يخسروا المشيتين فيركبوا البحر مرة أخرى.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا واليمن .. بين الشرعية الأخلاقية والشرعية الدستورية
- لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)
- علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية
- الطائفية في العراق .. فصل الخطاب
- الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.
- صراع الحضارات .. فخ منصوب فلا تقعوا فيه
- في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن
- الناسخ والمنسوخ ... حل أم معضلة
- شرف ما بين النهرين وشرف ما بين الفخذين
- ثقافة الدولنة ونظرية المؤامرة والموقف من قضية الهجرة
- العبادي ليس راسبوتين العراق وعصاه ليست قادرة على أن تخلق الم ...
- في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي
- عن الحشد الشعبي .. حذاري من التعميم والتعويم ومطلقات التقييم ...
- دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.
- شهيد الجرف المالح
- الدعوة لتشكيل قيادة موحدة وعلنية للتظاهرات
- علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
- في الدين والسياسة والميكافيلية
- تقرير لجنة الزاملي الخاص بضياع نينوى
- رسالة من الجماهير العراقية في فرجينيا وواشنطن العاصمة


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جعفر المظفر - غدا تبدأ الهجرة المعاكسة