أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي














المزيد.....

في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هاجر الأخوة الكلدان إلى مشيغن قبل غيرهم من العراقيين بسنوات طويلة وسكنوا ولاية مشيغن وتجمعوا في مناطق معينة كما هو شأن الأقليات في بداية الوصول.. بدأت ترددي على ديترويت في السبعينات أثناء فترة دراستي العليا فلي فيها أخوة من الكلدان كنت قد تعرفت عليهم في بغداد قبل هجرتهم وآخرين تعرفت عليهم بعدها.. ذات مرة حضرت حفلا أقاموه وغني فيه سعدون جابر أغنيته الشجية المعروفة (اللي مضيع وطن) ورأيت حينها الكثير منهم يبكون وصار بعضهم كأنه في مجلس عزاء وليس في حفلة رقص وطرب . همست في إذن صديق إلى جواري : أكثر هؤلاء يزداد حبا للعراق حينما يغادرونه إلى بلد الهجرة ويشتغل لديهم الإحساس الوطني بأقصى طاقته.
لا يختلف إثنان على أن السبب الأساسي لهجرة الكلدان كان إجتماعيا بسبب عنصرية التعامل معهم من قبل عامة المجتمع العراقي, أما السبب الإقتصادي فقد كان ثانويا, لكن ردة الفعل ضد غيرهم من العراقيين لم تكن تبرز لأن أغلب العراقيين من حولهم كانوا من غير المهتمين بالقضايا الدينية ولا يمثلون خطابا دينيا قد يثير في نفوسهم ذكريات ماضيهم في العراق او يستفزهم ولو قليلا. بالنسبة لي كانت بيوتهم مفتوحة وكان البعض منهم يصر على إستضافتنا في داره طيلة فترة بقائنا في ديترويت التي قد تستمر لأكثر من أسبوع.
لكن الأمور قد تغيرت بعدها, فعزلة الكلدانيين عن غيرهم من العراقيين زادت بعد وصول الهجرات ذات الهوية السياسية الإسلاموية. مدينة كبيرة مثل ديربورن أصبحت حكرا على المسلمين وخاصة من شيعة العراق وجنوب لبنان, هؤلاء شكلوا بدورهم مدنا مغلقة على ثقافاتهم ونقل الكثير منهم عاداتهم وتقاليدهم إلى أمريكا ولم يغيروا منها شيئا حتى أن نسبة منهم لم تتعلم الإنكليزية بعد مرور ما يقارب الربع قرن على وصولهم إلى أمريكا.
في شارع (وارن) الذي يمتد لمسافة تتجاوز عدة كيلومترات تشعر وكأنك في مدينة من مدن الجنوب العراقي. الجوامع حصلت على حصتها إلى جانب الحسينيات إلى جانب المراكز الدينية كمركز كربلاء والزهراء. أما الأسواق فعَدِّد ولا حرج مثل الرافدين وأسواق الجبوري. ومن الطبيعي أن تكون للمطاعم حصتها وأن تشتم رائحة الكباب من على مسافة بعيدة وأن ترى الدخان المتصاعد من قدور الباجة وهو يغريك على دخولها خاصة إذا كنت قد إرتويت توا من مشروبك الكحولي المفضل وبدأ بلعومك يذكرك ب باجة الحاتي.
الأمور لم تعد على حالها .. ثمة ما ينذر بالمزيد من الفرقة والتباعد بين الكلدان والمسلمين .. آخر القصص أن أخوتنا لم يكتفوا بما لديهم من جوامع وحسينيات ففكروا ببناء جامع في منطقة تسكنها الغالبية الكلدانية. والأمر يهدد بتصاعد الخصومة وربما سنسمع غدا أصواتا تقول (هيهات منا الذلة) وأخرى تقول (طالع لك يا عدوي طالع من كل بيت ومن كل شارع). أما أولاد الحلال فمطالبون بتشكيل وفد لإصلاح الحال بين الطرفين على أن لا يكون فيه طرفا من الحكومة العراقية, لأن عملية الإصلاح قد تأخذ قرنا من الزمن يكون فيها الأحمر العراقي قد وصل إلى الركاب



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحشد الشعبي .. حذاري من التعميم والتعويم ومطلقات التقييم ...
- دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.
- شهيد الجرف المالح
- الدعوة لتشكيل قيادة موحدة وعلنية للتظاهرات
- علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
- في الدين والسياسة والميكافيلية
- تقرير لجنة الزاملي الخاص بضياع نينوى
- رسالة من الجماهير العراقية في فرجينيا وواشنطن العاصمة
- المالكي في ضيافة خامنئي
- الإصلاح , إيمان به أم من أجل منع الإنفجار.
- حينما يدخل الميل في المكحلة ستثبت الرؤيا ويقوم الدليل
- أزمة الكهرباء هل هي أزمة تقنية أم أزمة سياسية
- الطائفية الرقمية
- المالكي والسعودية
- العدو الآجل والعدو العاجل .. تركيا وداعش إنموذجا
- نووية إيران
- الصفوية إيرانيا .. الصفوية عراقيا
- الصفوية .. فارسية المولد عراقية بالتبني
- علي غيدان وتبرئة المالكي من وزر إحتلال نينوى .. (عصفور كفل ز ...
- البحث عن قاتل علي بن أبي طالب


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي