أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العدو الآجل والعدو العاجل .. تركيا وداعش إنموذجا














المزيد.....

العدو الآجل والعدو العاجل .. تركيا وداعش إنموذجا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الأهمية بمكان معرفة من يقف وراء تأسيس داعش على شرط أن لا تستخدم عملية التقصي هذه في تهميش حقيقة أن قضية إستخدام داعش وتوظيفها في عملية الصراعات البينية بات لها الأهمية الأخطر.
الواقع أن هذا هو الذي يجري حاليا, إذ غالبا ما ما يتم التعتيم على جهات وأخطار التوظيف من خلال صرف النظر للبحث عن الجهة المؤسسة لا غير. وغالبا ما تؤدي صعوبة وضع اليد على جهة التأسيس إلى عجز عن إدراك أن اضرار التوظيف والإستخدام قد تكون أشد خطورة من الأضرار التي تتسبب بها جهة التأسيس ذاتها.
والأمر يشبه إلى حد كبير العلاقة ما بين تصنيع السلاح وجهة الإستخدام, فالبحث عن هوية المُصَّنِع لا يلغي حقيقة أن الذي يستخدم ذلك السلاح هو الذي يجب ان يحاسب على الجريمة وليس صاحب المصنع أو الذي يسوقه.
إذا طبقنا هذه الحقائق على داعش وجهة التأسس وجهات الإستخدام والتوظيف فسنجد أن قوى سياسية وأنظمة متعددة باتت تستخدم داعش بأشكال قد تكون غير مباشرة في ساحة الصراعات البينية الضدية فيما بينها, وربما سنفاجئ بحقيقة ان الغالبية العظمى من القوى والأنظمة لها يد حقيقية في دعم داعش أوتسهيل أمورها لإعتقادها بأن خصمها هو العدو العاجل في حين ان داعش ليست سوى عدوا آجلا.
مثال على ذلك تركيا التي تعتقد أن داعش قد تكون عدوا آجلا لكن الأكراد المتمردين على سلطتها هم العدو العاجل فيكون من مصلحتها أن تقف مع العدو الآجل ضد العدو العاجل.
إن الجهة التي تقف وراء تأسيس داعش أصبحت طلسما يراد الوصول إلى كشف أسراره, فهناك إتهامات بوجود صلة أساسية مع داعش من قبل جهات أجنبية يقال أنها أصلا وراء طلسم التأسيس,فهناك أمريكا اولا والصهيونية ثانيا كما أن السعودية وقطر متهمتان بدعم وتمويل الإرهاب, أما المعادين لثقافة نظرية المؤامرة فهم يدعونا إلى الإهتمام حصرا بالحقيقة التي تقول أن داعش قد ولدت أصلا من رحم الإسلام وأن لا ننشغل في البحث عنها خارج مساحة هذا الرحم.
ثم يأتي من يذكرنا بمعطيات الساحة السورية قائلا أن داعش هي بالأساس صناعة مخابراتية لنظام بشار الأسد الذي أراد من وراء إبتكارها شق الساحة المعادية له وتشويه صورتها لدى الغرب, وهناك من يذكرنا بحادثة هروب السجناء, الذين كان معظمهم من الأسماء الإرهابية المعروفة, وكيف أن، تلك الجادثة قد أرَّخت لظهور داعش على الساحة السورية, ثم كانت حادثة هروب السجناء المعروفة من سجني ابو غريب والتاجي مناسبة لإتهام المالكي بأنه وراء دعم داعش لإرباك الساحة العراقية بكل ما يجعلها مهياة لكي تكون جزءا لا يتجزء من ساحة إقليمية باتت تفرض أحكامها على سياقات الصراع إضافة إلى أن ذلك قد أتى في سياق معركته المركزية لتجديد ولايته لمرة ثالثة, ومن الطبيعي أن يمتد ذلك ليشمل فرضية أن تكون إيران ذاتها من يقف وراء وجود داعش, ولم تخفِ مجموعة بعث الدوري في العراق تعاونها مع داعش الذي سهل للأخيرة موقعة إحتلالها لمحافظة نينوى, فبعد أن تم الإعلان عنه من قبل اصحابه لم تعد هناك حاجة إلى متابعة مهمة الكشف عن أسراره, ففي العراق تدهورت إلى حد كبير أخلاقية العمل السياسي ولم يعد غريبا أن نكتشف أن شكل الصراع البيني بين القوى قد اضاع عليها قدرة التعرف على الحد الأدنى لأخلاقيات العمل السياسي.
إن المواجهات البينية في المنطقة صارت اشبه بدوري إقليمي ودولي ومحلي لكرة القدم, أما داعش فتبدو وكأنها الكرة التي يتلاعب بها الخصوم لتسجيل الأهداف ضد بعضهم البعض, إذ لا أحد ظل في إهتمامه أن يتقصى عن جهة تصنيع الكرة أو الجهة التي تقف وراء الإتيان بفكرة الدوري, فبعد تصنيع المُخترع يكون من الإستحالة حصر تصنيعه أو إستعماله بصاحبه.
ذلك سيزيد من غموض عملية البحث عن الجهة الحقيقية المركزية التي تقف وراء تأسيس داعش لا بل ويقلل من قيمة إكتشاف هويتها, وفي إعتقادي فإن معرفة تلك الجهة وتحديد حصريتها يجب أن لا يجري كما قلت لحساب تهميش الأخطار التي تأتي من خلال عملية الإستخدام والتوظيف المخابراتي الواسعة الأطراف, بل أرى أن أهمية الأخيرة باتت تتقدم على أهمية الأولى, حتى أن البحث في الأخيرة قد صار يأتي وكأنه نوع من أنواع الجدل البيزنطي.
وهناك العديد من مشاهد الإستخدام هذه التي لو تتبعناها لتناقص إلى حد كبير عدد الأبرياء من هذه العلاقات الإستخدامية الإجرامية التي لا يمكن تبريرها مطلقا من خلال الإدعاء بميكافيلية السياسة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نووية إيران
- الصفوية إيرانيا .. الصفوية عراقيا
- الصفوية .. فارسية المولد عراقية بالتبني
- علي غيدان وتبرئة المالكي من وزر إحتلال نينوى .. (عصفور كفل ز ...
- البحث عن قاتل علي بن أبي طالب
- علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية
- مصطفى الصوفي في رحلتة الى ايران .. قراءة أولى
- دوا كحة
- يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شي ...
- كما في الطبيعة, كذلك في السياسة : الوباء وباء
- ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي
- قراءة في حادثة إختطاف جثمان طارق عزيز
- كذبة إسمها المصالحة الوطنية
- بوش يعتذر
- الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري


المزيد.....




- حادثة غريبة.. سرب من النحل يهاجم قطيعًا من الدجاجات ليسقطها ...
- لحظات مرعبة.. نيران تلتهم منطاد هواء ساخن يحمل أشخاصًا فتسقط ...
- خاص يورونيوز: بيلاروسيا تفرج عن سجناء سياسيين من بينهم زعيم ...
- من الملاجئ إلى قبرص: شبان يروون لحظات الخوف في إسرائيل
- المؤرخ جوني منصور: كيف يُكتب -تاريخ واحد- للفلسطينيين؟ وهل م ...
- تونس: الحكم على الرئيس السابق منصف المرزوقي بالسحن لـ22 عاما ...
- الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأ ...
- كارينثيا.. جوهرة النمسا الجنوبية وأرض البحيرات والجبال
- ماكرون: سنسرّع المفاوضات مع إيران لتفادي تفاقم الحرب
- أميركا تحرك الشبح -B-2-.. هل بدأ التحضير لقصف -فوردو-؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العدو الآجل والعدو العاجل .. تركيا وداعش إنموذجا