أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بوش يعتذر














المزيد.....

بوش يعتذر


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم اصدق ان الرئيس الأمريكي بوش الإبن إعترف حقا بجريمة إحتلال العراق, وإعترف إنني لحد الآن غير متيقن أن ذلك قد جرى بالفعل. كالعادة حرصت على متابعة المصادر التي نشرته فوجدت أن أغلبها يعتمد على مقابلة للرئيس السابق كانت قد أجرتها معه الإعلامية الشهيرة اوبرا وينفري والتي تدور في معظمها حول الكتاب الذي يزمع إصداره قريبا والمتعلق باهم القرارات التي كان إتخذها في اثناء فترة رئاسته التي إستمرت لولايتين وزعتا على ثمانية سنوات كانت حافلة بأحداث جلل أهمها العدوان الإرهابي على نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وثانيهما غزو أفغانستان وإسقاط نظام طالبان الذي كان يقوده الملا القاعدي عمر, والذي كان بن لادن في ضيافته, أما ثالثهما فكان قرار غزو وإحتلال العراق وإسقاط, ليس النظام السياسي لصدام فقط وإنما الدولة العراقية برمتها, وهي دولة كانت قد تأسست في اعقاب الحرب العالمية الأولى, وواجهت الكثير من رياح التغيير والعواصف السياسية الدولية والإقليمية, وإنتقلت من النظام الملكي إلى الجمهوري , في ظل أنظمة مدنية علمانية كان حرص شعبها ومواطنيها على أن يجري التغيير الإجتماعي والسياسي من داخل مؤسساتها كدولة وليس كما حصل في عام 2003 حيث تاسس الغزو على الإطاحة بتلك الدولة, وليس نظامها السياسي فقط, ومن ثم توغل في داخلها لإقامة كيان مسخ يعتمد على المحاصصات الطائفية والمحسوبيات العائلية والجهوية بشكل قلما نجد له نظيرا في العالم الحديث.
وقلت . إنني لحد الآن غير متيقن, ليس لأن الخبر قد تأكد نفيه, ولا لأنني لم أتابعه كفاية, وإنما لأن أهميته الفائقة ومجمل الكوارث التي تأسست عليه, إضافة إلى ما يعنيه على صعيد طريقة إتخاذ القرارات في واحدة من أهم المؤسسات الخطيرة في العالم, تجعلنا حقا نتحرك في مساحة الصدمة, بفعل ما يكشفه ذلك من مشاهد مأساوية على أمن العالم برمته, مما يستدعي بدوره سلسلة من المراجعات التي لا بد وان تستهدف طبيعة عمل المؤسسة السياسية الامريكية ذاتها ثم يصل إلى بدوره إلى ضرورة الشروع في مراجعة الكوارث التي تأسست عليه والذهاب فورا إلى معالجتها بشكل يمنع إرتكاب أخطاء تاريخية بهذا الحجم أولا ويعمل على إصلاح تداعياتها ثانيا, وحيث يكون من الضرورة بمكان المساهمة الفورية في إعادة إحياء مشروع الدولة العراقية المدنية كدفعة أولى على طريق تسديد الفواتير التي ترتبت على الغزو والإحتلال, ثم الإلتفات الجدي إلى بناء حالة متقدمة لطريقة بناء وإتخاذ القرات الأمريكية السياسية والعسكرية ذات المساس بالأمن العالمي.
وأجزم ان ما أتطلع إليه لا يخرج مطلقا عن خانة الأحلام, ذلك ان تصور إمكانية ان يمتد الإعتراف الشخصي لكي يدرس على ضوء أن الخطأ كان قد تحول بالنتيجة من خطأ شخص إلى خطأ دولة إنما يعني بالضرورة الإعتراف بما ترتب عليه من تداعيات خطيرة كان في مقدمتها الخسائر الباهضة التي تحملها الشعب الأمريكي نفسه, سواء على صعيد الخسائر البشرية أو على صعيد الإنهيار الإقتصادي وصولا إلى تدهور سمعة المؤسسة الرئاسية الأمريكية نفسها, والأمر بطبيعة الحال سيمتد بالحتم إلى البحث في كيفية تعويض الشعب العراقي الذي سرق منه الإحتلال دولته ووحدته وأمنه وجعله تحت رحمة نظام سياسي طائفي فاسد ومارق.
إن مؤسسات الضمير في كل أنحاء العالم, وما تبقى من تكوينات عراقية وطنية مطالبة حقا بالوقوف أمام مشهد الإعتراف الرئاسي الأمريكي, لمنع ذلك الإعتراف من الوقوف في حدود فضيلته الشخصية وسحبه إلى مساحة التداعيات الخطيرة التي ادى إليها, بشكل يكفل منع تكراره أولا, مثلما يكفل أيضا معالجة آثاره السلبية القاتلة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن


المزيد.....




- تحليل لـCNN.. لماذا تعتبر الصفقات التجارية بين الدول -صعبة ل ...
- فليك يُشعل الكلاسيكو ويدعو برشلونة لفرض هيمنته أمام مدريد
- بيسكوف: روسيا ستدرس مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما
- المهندس محمد جودت: الذكاء الاصطناعي قد يحل كل مشاكل البشرية. ...
- هذا ما كشفته التحقيقات الإسرائيلية بشأن إخفاقات 7 أكتوبر
- حلفاء أوكرانيا يعرضون هدنة ويهددون روسيا بعقوبات قاسية
- مظاهرات في بوروندي للاحتفال بالانتخابات التشريعية والبلدية
- المغني الأوغندي بوبي واين يعلن عزمه الترشح للرئاسة
- عشرات القتلى والجرحى بقصف الدعم السريع سجن الأبيض وهجمات أخر ...
- القسام تبث مقطعا مسجلا لأسير إسرائيلي يهاجم سارة نتنياهو


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بوش يعتذر