أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية














المزيد.....

الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أفكر بجدية, وبحزن, وأنا أبحث عن تفسير مقنع لحالة اليسار الذي ألمس تشرذمه الثقافي من خلال مطالعتي لمداخلات وكتابات وردود نسبة لا باس بها من عناصره. نحن كنا إعتقدنا أن أصحاب الثقافة الماركسية, والشيوعيين في مقدمتهم, هم أبعد الناس عن التأثر بهذه الثقافة الضحلة لطبيعة تفكيرهم الطبقي الأممي البعيد عن العنصرية, لكن المتابعة جعلتني أكتشف أن نسبة منهم قد أخذتهم الطائفية بعيدا عن ثقافتهم العلمانية الإنسانية رغم محاولة البعض تغليف إنحيازاته بعناوين مثل محاربة الإرهاب والإنتصار للمظلومية, وحيث يدعو إلى عدم رؤيتها, اي الإنحيازات, بعيون الرصد الطائفي بل بعيون إنسانية صافية لا تقترب من خلال قضية الطوائف في العراق سوى إقتراب مضغوط بحقيقة الواقع السياسي الحالي الذي قد يفرض إنحيازا موقوتا ومحصورا بحالته.
من ضمن ما إهتديت إليه أن البعض من هؤلاء لم (يتطيفنوا) في فترة لاحقة بفعل صعود الثقافة الطائفية, وإنما كانوا طائفيين بالأصل, بل أن إنتماءاتهم منذ البداية سواء, كانت شيوعية أو قومية, كان أحد دوافعها الرئيسة هو الإنحياز الطائفي اصلا.
الشيعي الشيوعي المتطيفن حالليا كان إعتقد حينها, أثناء إحتدام الصراع القومي الشيوعي, وخاصة ذلك الذي جرى في الأعوام التي تلت سقوط النظام الملكي, أن الشيوعية هي التي بإمكانها أن تحمي طائفته من خطر التعويم القومي السني الداعي إلى تأسيس الدولة العربية الموحدة, وهذا الأخير كان يعتقد ان التيار القومي والإنتماء العروبي هو الذي ينقل (السنة) من خانة الأقلية إلى خانة الأكثرية.
وهكذا رأيت ان الإنتماء السياسي للبعض كان في الأساس طائفيا, في فترة كان الصراع فيها قد جرى بين الشيوعيين والقوميين ولم يكن دعاة الفكر السياسي الإسلامي قد إحتلوا بعد خانة التأثير لكي يكون لهم دور السبق في تحديد الإنحيازات, أي ان الحركة السياسية حينها, والموزعة بين جناحها القومي وجناحها الشيوعي, هي التي كانت الحضن الذي إستقبل تلك الإنحيازات.
ولقد ظلت هذه الطائفية مثل خلية نائمة, ونتيجة لتأثير الثقافة الماركسية مثلا وللتفاعل الإجتماعي داخل الحزب تراجعت هذه الطائفية بنسب تبعت تأثير درجة الثقافة ذاتها وحصانة التفاعل الإجتماعي, فرأيناها لدى البعض وقد ظهرت في السنين الأولى للهيمنة الطائفية بينما تأخرت عند البعض لأن إستداعائها من العمق كان بحاجة إلى فترة أطول. وبينما رأينا كيف أن النوع الأول من هؤلاء الأشخاص قد إعتاد في هذه الفترة أن يتحدث بصوت طائفي عالي ومباشر فإن البعض الآخر يستعمل التورية التي لا تفلح أبدا في منع الرائحة الطائفية من تسميم الهواء الإنساني المفترض من حولها.
أتذكر أن تأسيس الشيوعيين من الأكراد العراقيين لحزب شيوعي خاص بهم قد اثار ضجة حينها لأن البعض كان إعتبره قد دخل من باب الردة القومية العنصرية التي تشكل خروجا على الفكر الماركسي الأممي, فهل بتنا في إنتظار خطوة بهذا الإتجاه, ولكن بالمنحى الطائفي, كأن يكون هناك حزب شيوعي شيعي وحزب شيوعي سني ؟!
في البداية, وفي إشارة لوجود الثقافة الطائفية داخل صفوف الحزب الشيوعي, بدأ الأمر على شكل نكتة تقول أن حزبا جديدا قد تشكل بعد إندماج الحزبين, الدعوة والشيوعي, في حزب واحد اسموه حزب (شدعوة !) لكن تبين فيها بعد أن من أطلق تلك النكتة ومن فهم معناها وضحك لها كان يدرك أنها ليست نكتة مجردة وإنما كانت أتت في الحقيقة تعبيرا عن طبيعة الإنحيازات الطائفية التي بدأت تطفو على سطح الثقافة الشيوعية لتتخذ لها مكانا مؤثرا على سطح ومضمون الخطاب والسلوك اليومي المباشر لبعض الشيوعيين.
الامر محزن بلا شك, فالعلمانيون من غير الشيوعيين, وأنا منهم, ما زالوا يراهنون على الدور الكبير الذي يجب ان يلعبه الشيوعيون على صعيد حماية وتعميق الثقافة العلمانية المعادية بشدة للثقافة الطائفية. ولا شك أن هذه المراهنة لم تأتي من فراغ, وإنما لأن الثقافة الماركسية تحمل في مضمونها وخطابها المباشر موقفا عدائيا للأمراض الإجتماعية وفي مقدمتها الطائفية نفسها, وحينما يمرض أعضاء من الحزب الشيوعي بهذا المرض الخطير فلا بد أن يكون الحزن حزنين, واحد على الحزب نفسه, الذي نراهن عليه كونه قلعة علمانية متينة, وآخر على العلمانية ذاتها التي بدأت تعاني من هذا الإختراق الطائفي الخطير.
وفي الحالتين الحزن الأكبر هو على العراق نفسه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية