أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يوم تنجح العملية ويموت المريض














المزيد.....

يوم تنجح العملية ويموت المريض


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 25 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم تنجح العملية ويموت المريض
جعفر المظفر
ليست نينوى وحدها التي ضاعت من العراق بل ساحة الفردوس أيضا.
لا ادري لماذا نعتقد أن وجود الموصل تحت هيمنة ابو بكر البغدادي هو ضياع لها من العراق ونظن أن المدينة التي ترفع صورة خميني وخامنئي ما زالت عراقية.
وقلت: وطنيا كلا الضياعين واحد, بمعنى تأثيرهما بالنهاية على بقاء وطن معرف بهويته الوطنية وتركيبته الإجتماعية وثقافته السياسية كالوطن العراقي أو السوري او الليبي. أما على صعيد الحسابات الأخرى, أي بما تقره برامج أحزاب إقليمية وما تأسست عليه وما تسعى له فالأمر لا شك يختلف كثيرا, وأجزم أن تفاصيل الموقف, وليست مبدئيته وأهدافه النهائية , بحساب أضرارها على وتضادها مع المشروع الوطني, هي التي باتت تحدد موقف الكثيرين مما يدور على الساحة العراقية أو السورية أو على اية ساحة عربية أخرى ذات نفس المتشابهات.
ماذا يعني ذلك بالضبط: إنه يعني أن الأكثرية باتت ضد داعش لأن تفاصيل موقفها على الصعيد الإنساني طغت على مبدئية أهدافها السياسية التاريخية التي لا تَفْرق كثيرا عن ما يتصف به أضدادها النوعيين من خارج ساحات الدول الوطنية المُنْتَجة ما بعد الحرب العالمية الأولى, إضافة إلى ان الشحن الدولي قد جعل داعش وحش الشاشة, وأراه قد أفلح في تأجيل معارك تاريخية بين وحوش اخرى كان يمكن أن تكون في مواجهة بعضها, ويكون جميعها في مواجهة المشروع الوطني, لو أن داعش لم تدخل إلى ساحة صراع الداينصورات, ولم تنتفخ أو يجري النفخ فيها بشكل جعل منها وحش الشاشة دون منازع.
نحن إذن نتحدث عن ممارسات داعش الوحشية الإجرامية أكثر مما نتحدث عن مشروعها السياسي الذي يرمي إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية, ففي نهاية الأمر, وعلى صعيد التضاد مع المشروع الوطني وكياناته العربية المتفرقة يبدو أن الأمر لا يختلف كثيرا حينما تجري المقارنة بين هذا المشروع وآخر يمثله نقيضه السياسي النوعي ألا وهو مشروع دولة الفقيه, أو آخر كان على أبواب أن يؤسس له إخوان مصر وتونس وتركيا وحماس, لولا وقفة الشعب المصري الأصيل والدور العظيم الذي سيسجله التاريخ لقائده السيسي الذي أفلح في إيقاف سقوط المشروع الوطني في عموم المنطقة وليس في مصر وحدها.
وها نحن نعيش مرحلة تداخلت فيها الأوراق كثيرا بحيث لم تعد هناك قدرة حقيقية على إيجاد تعريف شافي ووافي لمعنى العمالة والتبعية وحتى الخيانة. ويوم يجري تعريف هذه المفردات على ضوء معطيات المراحل الوطنية السابقة ووفق مفاهيمها السياسية والقانونية فإننا سنواجه بما يصح أن نسميه الفقه العميل أو التابع او حتى الخائن, وسنجد أن أحزابا وحركات سياسية برمتها, بدلا من أفراد, باتت تتحرك في ساحة ذلك الفقه, بشقيه المتضادين سياسيا, لكن المتآخيين على صعيد عدائهما المشترك لمشروع الدولة الوطنية الذي بتنا على ابواب أن نشهد موته السريري.
المشكلة التي لدينا الآن أن القانوني بات على تضاد كامل مع السياسي, وبالأمس القريب كان السياسي قد أنتج القانوني الخاص به, فيوم كان يوضع العميل في قفص الإتهام فإن القاضي لا يجد صعوبة تذكر في إيجاد المادة القانوينة التي تدينه, أما اليوم فإن كثيرين من الذين يحاربون داعش هم شركاء لها في تدمير دولة المشروع الوطني, ويقف في مقدمة هؤلاء دعاة دولة الفقيه وأتباعها من العراقيين الذين ياتوا يرفعون دون حياء صورا لقادة هم أعداء فقهيين وسياسيين لوطنهم العراق.
ويوم غد, وبفقه كهذا, حين يقدر للعراق أن ينتصر على داعش, فإن العملية ستنجح لكن المريض سيموت.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام
- العلمانية عراقيا .. حاجة بقاء وليست حاجة تطور فقط
- بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يوم تنجح العملية ويموت المريض