أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف














المزيد.....

حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 17:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
جعفر المظفر
يريد الإرهابيون ان لا يمس احد نبي الإسلام بسوء, لكنهم في الوقت نفسه يرتكبون بإسمه أعمالا لا يمكن السكوت عنها, فإن تجرأ أحد على السخرية من النبي بسبب أعمالهم الإجرامية فإنهم حتما سيكونوا آخر من يحق لهم الدفاع عنه حتى ولو باللسان فكيف سيكون الحكم عليهم وهم يرتكبون المجازر الوحشية.
الواقع أن هناك الكثير من جوانب النفاق على الجانب الإسلامي وكثير من اللف والدوران يوم يتطلب الأمر معالجات حقيقية. الإسلامويون يؤكدون على ضرورة الإتفاق على حرمة الأديان وعلى ضرورة وجود نص قانوني دولي يحرم التجاوز على المقدسات, لكن كثيرا منهم ينظرون إلى أتباع كل الديانات الأخرى بأفكار أفضلها تلك التي تعتبرهم أهل ذمة. وهناك الكثير من النصوص التي تعتبر أتباع تلك الديانات كفارا, وإن لا دين على الأرض إلا الإسلام, وبينما يحتضن الغرب مئات من الجوامع ويوطن الملايين من المسلمين ويتعامل معهم قانونيا وأخلاقيا كأصحاب الأرض, ومنهم متطرفين يشتمونه من على منابرهم يوميا, ويوم يحتج المسلم اللاجئ ضد ما يدعيه ممارسات عنصرية ضده فإن أكثر أنظمته الإسلاموية الحالية, حتى تلك التي تدعي الإعتدال تعمل تحت شعار إطردوا الكفار من جزيرة العرب, وتكاد البقية من المسيحيين أو الصابئة أن تصبح جزءا من جنس منقرض, أما اليهودي فقد أصبح مفردة غرضها الشتيمة.
عينة من ذلك الجنوح نراه بالعين المجردة وهو يحدث يوميا على الأرض السورية والعراقية . قوافل الإيزيدين والمسيحين الذين هجروا من أراضيهم وبيعت نساؤهم وأطفالهم كرقيق وجواري تشير بالعشرة إلى مواقع الخلل. ويوم يدين المسلم المعتدل تلك الجرائم فهولا يذهب ولو قليلا إلى حيث مكان العلة لكي يشخص خطأ الفقه بعد أن شخص خطأ التصرف. وهل ستفيده بعد ذلك دعواه أن الإسلام دين رحمة وعدالة ومساواة وهو لا يحاول الخروج جديا من مأزق "أن يؤخذ كله أو يترك كله" ويبقى في المساحة عينها التي تترك لأفكار التطرف أن تأخذ احقيتها أيضا في تقديم الإسلام كما تراه فَتُفعِّل ما شاءت من آيات الجهاد وأحكام الشريعة.
بغياب الخروج من الدين السياسي اولا وتحريمه دستوريا من خلال دولة علمانية وثقافة سياسية غير متأرجحة أو متذبذبة أو منافقة سيجد المسلم المعتدل أن بإمكان المسلم المتطرف أن يأتي له في لحظة واحدة بعشرات الأيات والأحاديث والمشاهد والسير النبوية والصحابية التي تؤكد على أن إضطهاد الكافر حلال وسبي النساء وإستعباد الرقيق هو حق لا يجوز مخالفته أو التفريط به. ولكي نقف إلى جانب ضد آخرمعناه أن نقسم القرآن إلى قسمين, قسم الرحمة الذي يمكننا من الوقوف مع المعتدلين وقسم العنف والقمع الذي يمكننا من الوقوف مع المتطرفين, اي أن يكون لدينا قرآنين يأخذ المعتدل أحدهما ويترك الآخَر للآخر, وهذا غير معقول.
ولا يتميز القرآن في هذا عن كل الكتب السماوية الأخرى, غير ان بقية الأديان لا ترفع شعار الإلتزام بالشريعة, وقد توفرت لمجتمعاتها فرصة الخروج من عنق الزجاجة حينما أقرت الإلتزام بالنظام العلماني وأعلنت في دساتيرها بشكل واضح تحريم العمل السياسي في الدين والعمل الديني في السياسة. لكن أغلب دساتير الدول الإسلامية حتى تلك التي قدمت نفسها كدول علمانية ما زالت عاجزة عن الخروج كليا من حالة القرآن دستورنا, أو لا تمتلك شجاعة الإفصاح الدستوري عن حالة الفصل كليا ما بين الدين والدولة.
ومثل ذلك فإن إغلاق باب الإجتهاد ومصادرة العقل مقابل النقل وتحريم تأويل النص بما يتفق مع معطيات اللحظة هو إخراج أمة من عالم, أو محاولة دفن العالم في مقبرة هذه الأمة. وحينما تقول للمسلم المتطرف هناك روح الإسلام سوف يرد عليك ولكن هناك الشريعة, فتحس حينها أنك عاجز عن المطاولة ولو أبعد قليلا من لحظة الرد.
إن مأزقنا التاريخي في حقيقته ليس في الإسلام التكفيري بل في الإسلام المعتدل الذي يبقينا في مساحة الصراع الإسلاموي ليجعلها مفتوحة على مصراعيها لثقافات تكفيرية تمتلك مثله حق تفسير الإسلام بالطريقة التي تعتقد بصوابيتها, لكنها تمتلك أكثر منه وسائل ونصوص وثقافة تساعده على أن يسحب الإسلام لصالحه, وقبله فهي تمتلك الشجاعة لتعلن عن موقفها دون نفاق.
وأرى أن إدانة ما يسمى بالإسلام السياسي المعتدل يجب ان تسبق إدانة الإسلام المتطرف, إذا لم يسعى الأول إلى الخروج بإسلامه من دائرة النفاق واللف والدوران التي وضع نفسه فيها وأخذنا معه أيضا.
وفي عالم اليوم فإن المسلمين السياسيين وفقهاء الإعتدال ليسوا وحدهم المنافقين, بل نرى السياسيين الغربيين أنفسهم يتقدمون صفوف النفاق تلك ويشجعونها على التكاثر حينما يضعون ايديهم في يد الإسلام السياسي ويقررون أن الحل هو في الوقوف مع المعتدل وليس في الخروج كاملا من مساحة الإسلام السياسي.
أما لعبة النفاق فتتصاعد حين يأتي وقت إلقاء الكرات في مرمى الخصوم إذ تراهم يعيبون على المسلمين ثقافتهم التكفيرية ويتناسون دورهم في دعم حركاتها السياسية, ثم ليكون أفضل ما يقدموه هو عقد الصفقات التاريخية مع ما يسمى بالتيارات الإسلامية المعتدلة. لقد حدث ذلك في العراق حينما إنحازت الإدارة الأمريكية لتيار الإسلامويين ضد ما تبقى من التيار العلماني واغلقت بالتالي كثيرا من فرص وإمكانات تطوره. ثم وقفت بشكل واضح مع حكم الإخوان في مصر وجعلت من قطر عاصمة للربيع الإسلامي وأعلنت دعمها لأمة إسلامية على الطريقة التركية, وقبل ذلك فإن الغرب لم يتردد في دعم وتسليح التيارات التكفيرية في حربه ضد الإتحاد السوفيتي. وهو إنطلاقا من سلوك النفاق هذا لا اراه متردد عن دعمه إينما وجدت المصلحة.
إن النفاق في يومنا الحالي يتحمله فريقان, الأول إسلامنا المعتدل والثاني سياسيو الغرب الذين يبذلون كل جهدهم لإبقاء العالم في مساحة صراع الحضارات, وهي مهمة يقدر الغربيون أنها لن يكتب لها النجاح إذا خرج المسلمون من ساحة الصراع ما بين إسلامهم السياسي المعتدل وإسلامهم التكفيري وتواجدوا في ساحة تدين الإثنين معا من واقع ان أحدهما ينجب الآخر.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية
- إيران والمالكي
- ما مر عام والعراق ليس فيه مِيوْ
- صناعة الفرح
- مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي
- ركضة طويريج لهذه السنة
- المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام
- هنود عبدالجبار محسن
- جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف ...


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف