أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام














المزيد.....

المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 15:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لفترة طويلة ونحن نسمع أن هناك مؤامرة صهيونية إمبريالية وصليبية ضد الإسلام حتى كدنا نصدق ما سمعناه, بل لعل الكثيرين منا فعلوا ذلك, ولعل هذا هو أحد أهم اسباب مآسينا الحالية. ونظرية الإيحاء هي أن يجعلوك تصدق ما يريدون منك أن تصدقه.
ماذا يحدث حينما نسقط ثقافات تاريخية قديمة على مراحل لاحقة تغيرت فيها أساسيات الصراع العالمي بشكل كلي؟ يحدث أننا سنجابه عدونا الذي إستحدث وسائل وأدوات وأفكار حديثة بجعبة من الأسلحة القديمة المستهلكة, وسنجد أنفسنا نحارب البنادق الأوتاماتيكية بالسيوف والرماح وبثقافة وأد البنات.
جانب أساسي من تلك المشكلة مغذى بواقع إن ثقافتنا "الحاماضوية" ما أتت من فراغ ولا كانت سقطت من الفضاء, بل هي نتيجة صراع قرون بين أمم كان الدين فيها هو سيد اللحظة وخالقها. ولقد تغيرت الدنيا بشكل حدي وحاسم غير أننا نحن الذين لم نتغير, بل صرنا على العكس من ذلك نتبارى بالعودة إلى الماضي باشكال وسياقات مختلفة.
بالنسبة للغرب, الذي كان مسيحيا, فهو على مستوى الدولة لم يعد كذلك, وإنما هو تأسس على لحظة إفتراق تاريخية تركت الدين للكنيسة وجعلت الدولة حصة للجميع. والغرب بهيئته الحالية نتاجا لثورة على الفكر والمؤسسة الدينية ذاتها. وما لدينا اليوم هو غرب علماني حقق تقدمه العلمي والسياسي والإجتماعي من خلال إنتصاره على المؤسسة الدينية المسيحية, ومن خلال إطلاقه لمنظومة من الأفكار والنظريات العلمية التي أوكلت لها عملية بناء الغرب الجديد, فإذا كان هو الذي إنتصر على تلك المؤسسة فكيف يحارب, بإسمها ومن أجلها, دينا آخر.
هؤلاء لم يعد يخوضون الصراع بمنطق دين ضد دين لكي يكون محركهم هو كيف يمكن أن ينتصروا على الإسلام والمسلمين. وفي الحقيقة فإن آخر ما يهمهم هو إنتصار دين على آخر. لقد تغيروا كثيرا وصاروا يحاربون بأفكار ووسائل أخرى لا علاقة لها بحروب المبشرين.
بل لعلنا نراهم لا يدخلون علينا بالتآمر على إسلامنا, وإنما هم يتآمرون علينا بإسلامنا.
مراجعة بسيطة لمشهد الصراعات الحالية تؤكد على أن المؤامرة لم تعد على الإسلام كما يفسره الموروث الفكري للصراعات في فترة الأمم الدينية, وإنما صارت تتحرك من خلال الإبقاء علينا مسلمين بالمعنى الذي يبقينا خارج العصر وبالشكل الذي يضمن تفعيل كل موروث صراعاتنا الطائفية التي قدر لها أن تتراكم منذ يوم السقيفة, وبما يضع إسلامنا على خلاف مع عصر العلم والمعرفة.
لا أبدا ليست هناك مؤامرة ضد الإسلام وإنما هناك مؤامرة بالإسلام علينا .. فقط أعيدوا دراسة المشهد العراقي بعد سقوط النظام السابق لكي تتعرفوا بدقة على إتجاه التآمر وعناوينة الضمنية. لقد كان هناك حرصا على تغليب كفة الأحزاب الدينية الطائفية على الحركة العلمانية, وما كان مقدرا لتللك الحركات فرض هيمنتها على الشارع العراقي لولا نوايا وأعمال صهيوأمريكية مبيتة ساعدتها على ذلك. وحينما توجهت أمريكا لتدعم نظام الأخوان المسلمين في مصر فإنها كانت تعلم تماما أن هؤلاء بصدد إلقاء القبض على الدولة المصرية العريقة وتحويلها إلى دولة قروسطية يدعمها إسلام تركي يطمع بدوره إلى الهيمنة على المنطقة من خلال دعم حركاتها الإسلاموية.
وحينما يجري الحديث عن وجود مؤامرة فعليكم أن تستعرضوا كثيرا من الأحداث الهامة التي جرت في العصر الحديث, ولتكن بدايتنا الدعم اللامحدود للدولة الوهابية السعودية, مرورا بالتخلي عن الشاه وترك إيران للمؤسسة الدينية, ثم المساهمة في بناء المنظومات التكفيرية للحرب في أفغانستان ضد الإتحاد السوفيتي, ومرورا بالوقف المنحاز للإسلام الطائفي في العراق وبناء دولة المكونات المشوهة على حساب خذلان التيارات العلمانية, ثم الموقف المفضوح المساند لحكم الأخوان في مصر والوقوف ضد الثورة المصرية التي تكفلت بإسقاط حكمهم. وبطبيعة الحال لن يمر هذا الحديث دون أن يقف بإهتمام أمام العلاقة مع دولة قطر التي هي في حقيقتها ليست أكثر من قاعدة عسكرية وإعلامية لأمريكا وإسرائيل, والتي جرى العمل معها أيضا لجعل الساحة السورية تحت هيمنة قوى إسلامية مشبوهة ساهمت إلى حد كبير في تحويل الثورة السورية عن مساراتها الصحيحة وألقت بها في مأزق تاريخي ليس من السهولة الخروج منه.
والحل ليس أن يتخلى المسلمون عن إسلامهم كديانة وإنما أن يتخلوا عن عصر الدول الدينية. أن يفصلوا بين دينهم ودولتهم. ان يدخلوا إلى العصر ويقاتلوا باسلحته ويتعرفوا على حقيقة ان التآمر عليهم يبدأ من خلال إعادتهم إلى الإسلام السياسي ومنعهم من بناء الدولة العلمانية المتحضرة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنود عبدالجبار محسن
- جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف ...
- من الذي إنتصر .. الفتلاوي أم اللهيبي
- زراعة الأدمغة
- التاريخ بعين بصيرة
- هذا ما حدثني به رسول الله حول إسلام أبي سفيان ونهج الخليفة أ ...
- إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقاف ...
- إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة
- عزرائيل العراقي
- ملالا يوسف .. كل نوبل وأنت بخير
- أدب الشتيمة
- صورة الفقيه وصورة الخليفة
- للتاريخ فم, ولكن أين هي فتحات التصريف
- الحرب الأمريكية ضد داعش ولعبة الإستغماية
- النفاق الدولي والعربي في محاربة داعش
- العثمنة والفرسنة ونحن الذين بينهما
- سامي المظفر .. ليس لأنه إبن عمي, وطاهر البكاء .. ليس لأنه صد ...
- يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين
- ذاكرة الطيور
- الصيد الطائفي الثمين


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام