أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين














المزيد.....

يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين
جعفر المظفر
أنا, كما أكثريتكم, أؤمن أن المرحلة الحالية ليست مرحلة تحقيق الأمنيات الإستراتيجية, ومثلكم دعوت إلى حكومة (لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه), لكني لا أخفي عليكم إنني شعرت وأنا أرى النواب الثلاثة للرئيس كمن خرج من مشاهدة فلم هندي وهو معجب بإمكانية مخرج الفلم وكاتب قصته على حبك النهاية السعيدة التي تم فيها تزويج قاتل والد الفتاة بهذه الأخيرة التي قتلت توا الأخ التوأم لحبيبها,ثم بدأ الإثنان يغنيان بينما الجمهور هو الذي يتمرغل على الأرض.
ربما يكون بإمكان مخرج الفلم الهندي أن يقنعنا أن القتل كان تم عن طريق الخطأ, أو أنه أراد أن يعلمنا أن التسامح في الموقف الصعب هو الدرس الأول الذي علينا أن نتعلمه حتى نبدأ من جديد, ولكني واثق أن هذا المُخرِج لو رأى بالأمس نفس المشهد الذي رأيته لشعر أن هناك ثمة مُخرِج آخر يفوقه حنكة وبراعة ولفضل بعدها أن يتفرغ لبيع البهارات بدلا من صناعة الأفلام.
إن الذي يراجع مسيرة الأربعة سنوات الأخيرة على وجه التخصيص سوف لن يحتاج إلى مستوى عال من التفحص لمعرفة من كان بين الرجال الثلاثة المسؤول الرئيس عن تدهور الأوضاع العامة في البلد وصولا إلى وقوع نينوى تحت هيمنة داعش, وهي هزيمة لو طلب من ذلك المخرج الهندي أن يحبك مثلها لما إستطاع إلى ذلك سبيلا.
وهل سيعبر وجود السيد المالكي في منصبه الجديد غير إقرار بهزيمة السياسة التي كان قد إختطها بكل العزم والوضوح والصراحة, فأين هو منصب المسؤول التنفيذي الأول في الدولة والقائد العام للقوات المسلحة مع كل مشاهد الهيمنة الأخرى على مؤسسات الدولة ومقدراتها عن منصبه البروتوكولي الجديد الذي جعله شخصا بوظيفة ذات تأثير هامشي إذا ما تمت مقارنتها بوظيفته الأولى.
كان السيد المالكي قد إهتم كثيرا, وخاصة في السنوات الأربعة الأخيرة من حكمه, بشيطنة الكثير من السياسيين, وفي المقدمة منهما النجيفي وعلاوي نفسه, فيما ظل الأخيران في موضع الدفاع عن النفس. لقد تخلى عن إتفاق أربيل الذي رمى لحل إشكالية السلطة بعد إنتخابات عام 2010 وسعى بعد ذلك إلى محاصرة علاوي جاعلا من مراكزه الإعلامية منابر لمحاربة الرجل وتكفيره, أما النجيفي فكاد أن يحصل معه نفس ما حصل مع الهاشمي الذي جعله المالكي بمثابة قطة ليلة الدخلة على دولة أرادها أن تكون دولته بلا منافسين مزعجين.
وبالإمكان الإستماع إلى من يقول أن الهاشمي كان أخطأ على العديد من المستويات غير ان معالجة قضيته كانت معالجة مافيوية بإمتياز, فالرجل الذي أُتهم بالإرهاب سمح له بمغادرة مطار بغداد بينما ألقي القبض على ثلاثة من مرافقيه, وصار الهدف الواضح ليس نصرة العدالة والإقتصاص من الإرهاب وإنما التشهير بالرجل وإسقاطه سياسيا. ونفس المعالجات المافيوية كان قد جرى الأخذ بها يوم إتبع المالكي سياسة التهديد بفتح ملفات الخصوم والمنافسين, وهي سياسة من الواضح أنها كانت تسعى لخدمة طموحاته السلطوية ولا تسعى أبدا لتخليص الدولة من المساوئ والشرور. وتكفي طريقة التعامل مع مشعان الجبوري لكي تؤكد على غياب الثابت الأخلاقي عن سياسة أريد لها أن تكون قذرة في الكثير من مشاهدها.
السنوات الأربعة الأخيرة التي قضاها المالكي في موقع القرار الأول كانت سنوات حرب على كل الأصعدة, وربما يكون من حقه الإعتزاز بها والإعلان بأنها كانت تأسست على رؤيا إستراتيجية ترى الدولة بمنظار غير ذلك الذي يراه الخصوم والسياسيون, لكن الذي يجب إقراره أن من المعيب حقا أن يجري ضبط نتائج تلك المعارك على طريقة اللاغالب واللامغلوب, فسنوات حكم المالكي في الحكم قد أدت إلى الكثير من الكوارث الدامية التي وضعت البلد على شفير الهاوية, بل لعلها وضعته فيها.
ولم يبقى أحد في هذه الدنيا لم ينصح المالكي بالتخلي عن سياسته المدمرة والتي لم يكن من المقدر تفسيرها بمعزل عن الظن أن المالكي لم يكن يملك سبيلا للبقاء في السلطة سوى سياسة التأزيم, ثم الظن أيضا بأن أمر التأزيم هذا لا ينعزل عن نوايا محور إقليمي تقوده إيران هدفها جعل الساحتين السورية والعراقية واحدة على مستوى طبيعة الصراع وأهدافه وترتيب قواه بعيدا عن المصلحة الوطنية العراقية.
إن طبيعة نهج التأزيم المدمر ذاك ومستواه كان تأسس على قاعدة (يا قاتل ويا مقتول), وحينما يفشل هذا النهج فإن العدل يقتضي على الأقل عزل المسؤول عن هذا الفشل عن كل صلة له بمؤسسات الدولة, إن لم يرافق ذلك المتابعات القضائية اللازمة.
ندري ان الوضع الحالي يتطلب الإنصراف لمواجهة داعش, وأن الوضع ما كان تغير لولا دخول أمريكا على الخط, وسيجعلنا ذلك نستوعب لعبة تجميد الصراعات البينية والأخذ بسياسة خذ وإعطي, وندري أن في المنصب إغراء لا يقاوم, وإن وجود السيد المالكي في منصبه الجديد هو محاولة لترضيتة لتجنب صراعات عُرِف عنه الإبداع في إثارتها, كما أن ذلك سيجعله على يقين بانه محروس بقوة المنصب الرئاسي, وإن طريقة الترضية التي تم من خلالها غلق أبواب الجحيم على العراقيين التي كان بشر بها لو لم يتم التجديد له يمكن لنا ان نقنع بالترضية مرغمين, لكن الذي نتعجب منه هو قدرة المالكي على إتحافنا بالجديد المثير للدهشة, فبعد إلتزام أكيد بسياسة يا (قاتل يا مقتول) التي نتج عنها شيطنة الخصوم, وفي المقدمة منهم علاوي والنجيفي, رأيناه يستدير فجأة ليمتدح هذين الخصمين اللدودين جاعلا الأول رجلا للمهمات الصعبة والثاني رمزا وطنيا ليجعلنا بذلك في وضع الدهشة والذهول, حتى كأن السنوات الثمانية الماضية كانت سنوات عسل ولم تكن سنوات تدمير.
لو ان المالكي ظل على تمسكه بصحة نهجه وأعلن عن رفضه لأي منصب في الوضع الجديد, معلنا أنه سيكون في إنتظارهم حينما تثبت الأيام صحة ذلك النهج لكان نال منا الإحترام الذي لا يتقاطع حتما مع كراهية ذلك النهج, فإحترام الشخص لا يوجب عليك بالضرورة أن تحبه أو أن تتفق معه على نهجه, بل لعله يلزمك به حينما يكون مبدئيا وأخلاقيا بتصريف تلك المبدئية حتى وإن كانت نقيضة .



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الطيور
- الصيد الطائفي الثمين
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا
- لولا علي لهلك عمر (3)
- قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)
- الوهابية التكفيرية اشد خطر على السنة العراقيين مما هي على ال ...
- والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه
- الرهان على البيشمركة
- بين سكين داعش وسيكارة التحالف الوطني
- تغيير المالكي .. أين المشكلة ؟
- هزيمة ما قبل الهزيمة
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
- خطبة الوداع
- الطبعة العراقية لنظرية المؤامرة
- فؤاد معصوم رئيسا لدولة فاقدة العصمة
- الشيعة والسنة والكورد وحوار حول قدسية الجغرافيا وقدسية الإنس ...
- المكونات والأقليات
- 14 تموز .. ثقافة جلد الذات
- لعلي حينما أعشق


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين