أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه














المزيد.....

والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه*
جعفر المظفر
في البداية أعجبتني طريقة الدكتورة حنان الفتلاوي في حوارها مع السيد بليغ ابو كلل**. لقد حرصت هذه السيدة على ان تحاور جليسها بمنطق من جعل الدستور والديمقراطية حَكَمْين حاسمين, ولهذا فإنها أظهرت ميلا قويا لكي توكل إليهما فصل الخطاب.
وأحسب أن عيني لم تكن باردة عليها تماما, ففي لحظة إنفعال واضحة سرعان ما أوقعت الدكتورة نفسها في مازق الخروج على روح الحوار الديمقراطي حين اشارت إلى أن السعودية وداعش قد أفرحهما خبر تكليف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الوزارة, ودَعَتنا بالتالي لمعرفة حجم ونوع التآمر الذي يتعرض له سيدنا المالكي, أو تاج رأسنا المالكي, كما يقول لنا أنصاره حينما يردون على إنتقاداتنا لسياساته الخاطئة.
سنفهم من إشارتها تلك إنها أتت, إن لم يكن لغرض التشكيك بالعبادي, فلغرض توضيح حجم المؤامرة الدولية والإقليمية التي إجتمعت على المالكي وسلبت منه حقه الشرعي في الولاية الثالثة. والسيد المالكي نفسه كان سبق الدكتورة الفتلاوي على خط دعشنة خصومه حينما أعلن أن (المؤامرة) ضده قد قام بها (داعشيو السياسة), وهو توصيف شمل هذه المرة حلفاء المالكي في التحالف الوطني نفسه الذين تحولوا إلى ذلك لمجرد رفضهم التجديد لولايته مرة ثالثة, بعد ان ظل هذا التوصيف موجها بالأساس للنيل من الخصوم, وأيضا من الأصدقاء إذا ما سولت لهم أنفسهم ان يتحولوا إلى منافسين. وإن المتابع لتوجهات المالكي ومجموعته الإعلامية يلاحظ أنهم أكثر الناس إستعمالا لكلمة المؤامرة مما يشير إلى ان هذه المجموعة هي تآمرية بذاتها وترى الآخرين من منظار رؤيتها لنفسها أو أنها مصابة بمرض نفسي إسمه عقدة الضحية, أو أنها عاجزة عن أداء عمل إيجابي مما يجعلها تدور داخل دائة مغلقة من السلبية المفرطة, وأجزم أن هذه المجموعة تضم الصفات الثلاث في آن واحد.
ان كلام السيدة الفتلاوي عن الفرحة الداعشية السعودية لم يكن زلة لسان ابدا ولا كانت غلطة شاطر وإنما هي أتت لكي تعبر تعبيرا صريحاعن ثقافة اساسية يراد منها تسقيط الخصوم والمنافسين على السواء.
ولعل السهولة التي جرى من خلالها دَعْشنة العبادي وسَعْدنته, وهو أحد أعضاء حزب الدعوة الكبار, تؤكد على أن كثيرا من المُدعَشَنين والمُشَيطَنين لم يكونوا أبدا كذلك, مما يؤكد الحاجة إلى بحث ملفات جميع السياسيين المنافسين أو الخصوم الذين تم التعامل معهم بهذا الإسلوب التسقيطي الإبتزازي الشيطاني.
إن الدعشنة والسعدنة والقطرنة والتركنة هي مفردات لثقافة سياسية مارقة, وهي طريقة لشل الخصوم والإيغال في إرهابهم وكم أفواههم. وإذا كنا لسنا بصدد إغفال دور الدول الثلاث, قطر والسعودية وتركيا, وتدخلها في ساحات إقليمية متفرقة فإننا نرى أن الكلام عن ذلك يشترط على قائله ان يكون بنوايا وأفكار وممارسات وطنية صادقة تساعده على الحفاظ على إستقلالية بلده مثلما تجنبه الوقوع في مأزق التبعية لأحد مراكز الصراع الإقليمي بما يؤلب عليه غضب المراكز الأخرى.
إن المتآمر الحقيقي والأساسي على العراق هو من جرَّد العراق من ثوبه الوطني ومن مقومات إستقلاله الحقيقية, أما المثل العراقي فيقول (اللي ما يفتح زنبيله محد يعبيله), ويوم إتجه النظام الطائفي الدعوجي إلى جعل الساحة العراقية ساحة تابعة إلى إيران ووقف مع النظام السوري وقفة لا يمكن تفسيرها إلا كونها عبارة عن إعلان رسمي للإنتماء التبعي إلى أحد طرفي الصراع الإقليمي فهوإنما فقد حقه في إتهام القوى الإقليمية الأخرى بالتآمر ضده, لا بل ومنحها حق التدخل بشأنه الداخلي بأية وسيلة كانت.
إن هؤلاء ينطبق عليهم المثل الذي يقول (ألقاه فى اليم مكتوفا وقال له .. إياك إياك أن تبتل بالـماء) وهم بهذا اما متشاطرون يعتقدون باننا مجموعة من الجهلة السذج أو مرضى نفسيا مصابون بعقدة الضحية, فيوم تدفع بلدك لكي يكون في الوسط من ساحة الصراع الإقليمي المحتدم وتجعله تابعا للسياسة الإيرانية او حليفا لها سيسقط حقك في إستخدام مفردة التآمر والتلاعب بها على مزاجك وهواك.
وأجزم أن من أول ما يجب ان يقدم عليه رئيس وزرائنا الجديد هو إسقاط هذه الثقافة الدونية التي تقوم على إتهام كل مناوئ ومنافس ومعارض بتهم جاهزة ومعدة لغرض الترهيب والإبتزاز, مثلما أن عليه التوجه لتحسين علاقات العراق مع جيرانه العرب والإقليمين بمنطق التعاون الإيجابي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدعشنة من داعش والسعدنة من السعودية
**http://www.iraq273.com/viewcontent/?c_id=1045



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرهان على البيشمركة
- بين سكين داعش وسيكارة التحالف الوطني
- تغيير المالكي .. أين المشكلة ؟
- هزيمة ما قبل الهزيمة
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
- خطبة الوداع
- الطبعة العراقية لنظرية المؤامرة
- فؤاد معصوم رئيسا لدولة فاقدة العصمة
- الشيعة والسنة والكورد وحوار حول قدسية الجغرافيا وقدسية الإنس ...
- المكونات والأقليات
- 14 تموز .. ثقافة جلد الذات
- لعلي حينما أعشق
- حينما يكون عدو عدوي .. عدوي
- كركوك, هل ستكون كويت البارزاني
- الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي
- الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا
- في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مرعب لجدار غباري في القصيم وخبير يوضح سبب ا ...
- محكمة استئناف أمريكية تلغي حكما قضائيا حول إعادة موظفي -صوت ...
- رئيس كوبا يعتبر فرصة زيارة الساحة الحمراء في التاسع من مايو ...
- الشرطة البريطانية تعتقل 5 أشخاص بينهم 4 إيرانيين للاشتباه بت ...
- إعلام حوثي: القصف الأمريكي يعاود استهداف مديرية مجزر في محاف ...
- يديعوت أحرونوت: تقرير واشنطن بوست بشأن تنسيق نتنياهو مع والت ...
- الاحتلال ينسف المباني السكنية في رفح ويكثف قصف خان يونس
- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه