أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة














المزيد.....

في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الوقت الذي اكدنا فيه على ضرورة أن لا تسلك حكومة المالكي سلوك من يقدم المناطق (السنية) هدية لداعش, ووقفنا ضد سياساته الطائفية وعدم إستجابته للمطاليب المشروعة التي قام الإعتصام من أجلها, وذلك إيمانا منا, ليس بمشروعية أغلب هذه المطالب فحسب, وإنما أيضا بحقيقة ان عدم الإستجابة لها والتعامل معها بالمرونة المطلوبة سوف يعطي الإرهاب, وداعش في مقدمته, فرصة ان تكون هي بديل المعتدلين, في هذا الوقت عينه نطالب الأخوة من مقاتلي العشائر وأهلنا في المحافظات العراقية (السنية) ان أن يقفوا ضد داعش وان يقطعوا دابرها قبل ان تتغول وتكون لها الكلمة الفصل.
لسنا بحاجة إلى من يقرأ لنا الطالع, فبالأمس حينما هيمنت القاعدة على كثير من المناطق الغربية أضطر أهلها على التحالف مع الجيش الأمريكي, وجرى تأسيس الصحوات من أجل القضاء على العدو المشترك بعد ان كان رجالها أعداء للإحتلال ومقاتلين ضده. واليوم فإن القصة نفسها تعاد روايتها وإن على مستوى المبادئ العامة.
إن وحوش داعش سوف تجعل الكثيرين يتمنون العودة للتحالف مع المالكي وتدفعهم لتفضيل السخونة والمرض على الموت. وبعد ان كان المالكي شيطانا رجيما في نظرهم سيتحول إلى شيطان رحيم.
نعلم أن الكلام ليس بصعوبة المواقف, في ساحتها وفي ساعتها, ونعلم أن سياسي تلك المناطق المعتدلين ربما فقدوا بعض أوراق المبادرة امام تقدم داعش ومبايعة الكثيرين لها على اساس صلاحيتها لأن تكون حالة البديل القادر على المواجهة الحقيقية, ولكننا نعلم أيضا كم هي داعش مجرمة, ليس بحق الشيعة وحدهم وأنما بحق كل العراقيين والإنسانية جمعاء, وأن هذه الداعش, حينما تتخطى مرحلة المسكنة, سوف تعمل على ان تتطاير رؤوس السنة قبل رؤوس الشيعة, وحتى أن الرؤوس الأولى ستكون أكثر من الثانية.
وإن لنا في الساحة السورية خير دروس وعبر, حتى كأنها مرآة صالحة تصلح ان يرى العراقي فيها صورته بنفس الأبعاد وإن تكن بشكل معاكس.
أن مسؤولية الخصوم عن هذه الحالة قد تكون مشتركة, إن لم يكن على صعيد توفير بيئة خلق الأزمة, فعلى صعيد المبادرة لتقديم الحلول لها, ونعلم أن المسؤولية لا تتوزع بالتساوي لأن الجزء الأكبر هنا إنما يقع على عاتق الحكومة الطائفية التي توفر كل البنى التحتية والمضامين السياسية للفتنة والإقتتال بين أبناء الشعب الواحد وتضعف كثيرا إمكانات الوقفة الواحدة ضد الأعداء المشتركين . إن القتال ضد داعش والنصر عليها يتطلب بداية التوجه الجدي والسريع من قبل مجاميع الحكم للحيلولة دون ان تتحول المناطق (السنية) إلى حواضن لها . وما نراه هو العكس من ذلك تماما فبدلا من أن تلجأ الحكومة إلى تعميق جسور الإتصال مع هذه المناطق والإعلان الصريح عن حسن النوايا راينا ان التعبئة قد إتخذت مسارا طائفيا لن يصب في النهاية سوى في مصلحة داعش التي تشكل في حقيقتها العدو المشترك لكل العراقيين.
بل إنني أكاد أبصر داعش وكأنها تشرب نخب إنتصارها الكبير بعد أن أفلحت في تسريع وتفعيل التحشيد الطائفي يشاركها في ذلك كل الطائفيين على الجهة الأخرى الذين يتقنون التخويف بها كواحد من أهم أسلحة التحشيد حول سلطتهم الطائفية البغيضة.
والآن فإن على الحكماء من الطائفتين أن يتصرفوا سريعا لعمل كل ما من شأنه أن يصب في مجرى إيقاف هذا التداعي, ولو من خلال الكلمة الطيبة الصادقة. وأرى أن المرجعية الشيعية ممثلة بالسيد السيستاني تتحمل المسؤولية الأكبرفي هذا الإتجاه.
إن تقديم تفسير للفتوى الأخيرة بما يتناغم مع النوايا الطيبة ليس كافيا وليس مجديا أيضا وإنما صار لازما إعادة صياغتها بمفردات وروحية ومعان متفحصة للواقع العراقي ولنوعية ردود الأفعال التي تؤسس لها.
وهذا يتطلب الذهاب إلى أمام من اجل حل اسرع وأفضل, ويقتضي ذلك ضرورة الإعتراف بداية بأن السيد السيستاني لا يمثل في النهاية فقهيا سوى الجماهير الشيعية الملتزمة بتقليده, فإن كان من حقه الإفتاء بالجهاد فإن تلبية دعوته سوف لن تتحقق عمليا إلا بين صفوف الشيعة أنفسهم, فالفتوى في النهاية هي أمر ديني غير ملزم سوى للمقلِدين, وإن ذلك يجعل الطرف الثاني في المعادلة غائبا كليا عن تاثير الفتوى وعن هدفها وساحتها وقد يجعلها تعمل على النقيض من نواياها الطيبة المفترضة.
إن معنى ذلك أن تتحرك المرجعية بإتجاهين, أولهما فتح حوار مباشر مع المرجعيات والقيادات الدينية والسياسية السنية, وقبل ذلك إعلان موقف وصريح لإدانة كل الأخطاء الحكومية التي ادت إلى هذه الكارثة والعودة للتراجع عنها وحث الحكم على تلبية الحاجات الأساسية لأهل المنطقة الثائرين على الظلم والتهميش السياسي والدفع بإتجاه إجراء مصالحة حقيقية لا يمكن أن تتم ما لم تتغير عقلية ومنهج الحكم الطائفي.
وقد يكون الحلم بإمكانات تغيير جذري على معادلة الحكم الطائفية صعب على التحقق, لكن أهم ما يجب العمل من أجله في هذه المرحلة إيقاف التداعي الذي يبدأ من خلال زرع الثقة بالنوايا الطيبة والعمل سريعا من أجل تحقيقها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه
- مرة ثانية .. الصفر التاريخي
- خوزية موخيكا
- الصفر التاريخي
- إسعف فمي .. قصة قصيدة, وبعض قصة عن شاعرها العظيم وعنا
- قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية
- حينما يكون إسم ابيك عبدالزهرة
- مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد


المزيد.....




- بالصور.. سيارة تصطدم بمبنى مطار مانيلا في الفلبين وتقتل طفلة ...
- فيديو لكلب يلاحق موظفة توصيل في شارع بكاليفورنيا ينتهي بمأسا ...
- الجيش السوداني: طائرات مسيّرة انتحارية تستهدف منشآت في بورتس ...
- المعركة ضد الحوثيين .. لماذا هي الأكثر تكلفة لأمريكا حاليا؟ ...
- هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من علاج جميع الأمراض؟
- مصرع شخصين في حادث مروع بمطار مانيلا (صور+فيديو)
- الجيش السوداني: قوات الدعم السريع تنفذ أول هجوم بالمسيرات عل ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن وصفارات الإنذار تد ...
- الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته ف ...
- هجوم روسي على كييف وأوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة بزورق مسيّر


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة