أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي














المزيد.....

الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما نتحدث عن الإنتخابات وعن فرص العراق الضائعة التي أهدرها السيد المالكي بسياساته الطائفية والتأزيمية يدخل على الحوار أخوة يراهنون على أن صندوق الإنتخابات سوف يؤكد من خلال فوز المالكي على هزيمة خصومه, وبذلك فهم فرحون بهذا النوع من الغلبة.
هؤلاء لايدخلون على النصر سوى من خلال بوابة تمزيق الخصوم والمنافسين ولا يحسبون مقدار الضرر الذي يلحقه نصر كهذا بوحدة الصف ووحدة الهدف. ففي هذه المرحلة والتي قبلها, والتي تليها, فإن القائد الوطني الحقيقي هو الذي ينتصر للوطن من خلال عمل جاد لتحقيق وحدة الصف ووحدة الهدف الوطني السياسي, وكان من المؤسف حقا ان بروز زعامة المالكي قد تأكد من خلال قدرته التفريقية وليس قدرته التجميعية والتوحيدية, وصار من شان سياسة كهذه أن تدفع العراق إلى مزيد من الفرقة والتخلف.
فإن كان هذا هو تعريفهم للنصر فكيف يا ترى سيكون تعريفهم للهزيمة.
وأجزم أنهم هنا مخطئون من واقع تعريفهم لنوعية النصر الذي ننشده.
فهم هنا يتحدثون عن نصر لـ (مالك الوطن) ولا يتحدثون عن نصر لـ (وطن المالكي).
النصر الأول ليس سوى نصر شخص أو فئة, وقد يأتي على حساب الوطن, أما النصر الثاني فهو نصر وطن حتى لو أتى على حساب الشخص.
فإن أتى من خلال الشخص للوطن .. فأهلا بكليهما, الوطن والشخص, كائنا من كان هذا الشخص, حتى لو كان إسمه المالكي.
إن مراجعة بسيطة وسريعة لسياسة المالكي في سنوات حكمه الثمانية أكدت على أنه كان يستحصل إنتصاراته من خلال تمزيق جبهات خصومه وشيطنة هؤلاء الخصوم, أما مؤيدوه فكانوا يصفقون لمشاهد النصر تلك دون أن يحسبوا اي حساب لما يمكن أن تفرزه معركة تمزيق وشيطنة الخصوم من أضرار فادحة على مستوى الوحدة الوطنية, هدفا وصف.
لقد إستطاع المالكي أن يمزق صفوف العراقية مثلا وأن يشيطن زعماءها ويقضي على البعض منهم بتهمة الإرهاب . وحسب مناصرو المالكي أن ذلك يأتي دليلا على صفات الحذاقة والبراعة التي يتحلى بها. وأظنهم ليسوا مخطئين بما يتعلق بصفة البراعة هذه, غير أنهم مخطئون بكل تأكيد بما يتعلق بطريقة واتجاه تصريفها, فلقد أستخدمت لصالح الشخص وليس لصالح الوطن. وبهذا فإن معنى الهزيمة الوطنية هنا قد يجد نفسه في إنتصار شخص بذاته ولذاته, وسيكون مسهلا وصف نصر كهذا على طريقة أن العملية نجحت لكن المريض قد مات.
أما مع أخوته الأعداء من داخل التحالف السياسي الشيعوي فقد إنشغل المالكي بشكل رئيسي بتفعيل زعامته التمثيلية للشيعة على حساب هؤلاء الأخوة وذلك من خلال تنشيط الفعاليات الطائفية في الشارع العراقي وفتح المعارك التي من شأنها أن تقدمه كمدافع مؤتمن على مصالح الطائفة. وتأتي طريقته في القضاء على إعتصام الأنبار للتاكيد على أنه كان بحاجة إلى عدو وليس إلى صديق, ولذا فقد كان تأزيم الموقف بدلا من معالجته مشهدا من مشاهد القصة المعروفة وهي الحاجة إلى نصر (خارجي) لتحقيق الغلبة في ساحة (داخلية).
وبكل تأكيد فقد أتت تلك المعارك على حساب وحدة المجتمع العراقي لا لحسابه
والحال أن الديمقراطية في مرحلة إعادة بناء الدولة هي سلاح خطير قد يستعمله الشخص بنجاح ومقدرة لصالح بناء الدولة, وليس بالضرورة لصالح بناء الوطن. وقد تكون الدولة الناتجة بفعل الإستخدام الشرير للمسألة الديمقراطية هي دولة شخص أو فئة وليست دولة وطن وشعب, ولذا كان متوقعا لإنجاز دولة على هذه الشاكلة أن تكون المسيرة السياسية معكوسة الإتجاه تماما, فتأتي ملهاة تأسيس السلطة في سياق بناء وطن دولة الشخص والفئة لا دولة الوطن والشعب.
والمأساة التي بات العراقيون يجابهونها مع الديمقراطية هي ذاتها التي جابهوها مع الدكتاتورية, وهي مأساة بناء دولة الشخص لا دولة الوطن.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي