أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين














المزيد.....

مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لمرات عديدة كتبتُ حول مفهوم الدولة تحت التكوين , مؤكدا على الطبيعة الإستثنائية للمرحلة التي تمر بها هذه الدولة, والتي تميزها عن الدول التي انجزت تكوينها المؤسساتي وحسمت هويتها من ناحية العقيدة والأيديولوجية, وان شاركتها نوعية النظام البرلماني. إن دولا مثل بريطانيا وأمريكا والهند وإسرائيل وفرنسا وغيرها قد اتمت إلى حد كبير بنائها المؤسساتي, وهذا بدوره قد ضيق كثيرا من مساحة الخروج الفئوي أو الفردي على طبيعة هذه الدولة وعلى إتجاهاتها الإستراتيجية.
ولا يعني ذلك ان شخصية رئيس الوزراء في نظام كهذا هي شخصية تنفيذية بحتة , أو انه ليس اكثر من موظف في هذه الدولة, وإنما يعني أن قدراته القيادية مطلوب منها ان تبرز في مساحة خدمة هذه الدولة وليس في المساحة التي تمكنه على أن يجعل الدولة في خدمته.
وفي دولة (تحت التكوين المفترض, كالعراق), فإن إمكانية أن تتقدم شخصية رئيس الوزراء على حساب تراجع شخصية الدولة, ولحسابه على حسابها, هو أمر متوقع, أو لنقل أنه ليس بالغريب, خاصة وان هذه الدولة, المفترض تكوينها من جديد, تواجه وضعا إستثنائيا وغريبا لا تواجهه بقية الدول الديمقراطية في العالم, ففي ساحتها هناك احزاب وثقافات ايديولوجية شمولية لا ترى الآخر طيبا إلا إذا كان ميتا, وقد تهيأ لهذه الأحزاب اللاديمقراطية اساسا أن تمارس عملية إقصاء الآخر وإزاحته تحت رايات تحمل الشعارات الديمقراطية في حين أن أعمدة تلك الرايات لا تستخدم إلا للإجهاز على الخصوم والمنافسين الذين يعملون تحت هذه الراية نفسها, فيكون الصراع في دولة كهذه ليس لغرض تمكين من له القدرة على رفع راية هذه الدولة عاليا وإنما لغرض الإمساك بسارية الراية وإستعمالها كرمح لبقر بطون وصدور الآخرين.
رفض التجديد للمرة الثالثة لنوري المالكي ما هي دوافعه. أظن أن المسالة تتخطى كون السيد المالكي لم يحقق اي منجز ذا اهمية إستراتيجية خلال سنوات حكمه الثمانية إلا بإتجاه خاطئ,, إلى حقيقة ان ترك التجديد مفتوحا, دون تقييده بمرتين, وفي دولة تحت التكوين من جديد, إنما يمنح رئيس الوزراء, مهما كان إسمه ورسمه, فرصة بناء الدولة بالإتجاه الذي يضمن عودته المتكررة إلى سدة الحكم بكل ما تضمنه هذه العودة من عوامل توفر له ولأهله ولأصحابه حماية من أية تبعات قانونية لممارسات خاطئة سابقة مثلما تضمن له الإستمرار في الحكم وبناء دولته ودولة عائلته وحزبه الخاصة.
في الدول التي انجزت تكوينها فإن رئيس الوزراء مكلف بقيادة تنفيذ برامج هذه المؤسسات التي انجزت فعلا تكوينها, وليس تكوين هذه المؤسسات من جديد, ولا يعود بإمكانه صياغة تكوينها من جديد بما ينسجم مع ثقافته ومصالحه, لذلك فإن الدور الشخصي والحزبي يتراجع, أو هو يوضع في خدمة هذه الدولة, ولا مجال هناك لطغينة الشخصي او الفئوي على العام.
إن مفهوم الدولة تحت التكوين الذي ينطبق على الحالة العراقية والذي نتج بعد إنهيار الدولة الصدامية القديمة هو الذي يميز الحالة العراقية عن حالات أخرى ذات نظام برلماني شبيه بالنظام البرلماني المفترض وجوده في العراق.
إن سياسيا يعرف أنه سيغادر منصبه بعد دورتين ليعود مواطنا عاديا سوف يكون حريصا على ان يخرج بأقل الأخطاء وبأكثر عدد من المنجزات, وهو إن لم يحسن فلن يسيء, ولسوف تنعدم أمام رجل كهذا كل فرص طغينة شخصيته على شخصية الدولة, وستتراجع حتما كثيرا من السيئات المرتبطة بالميل لإستمرار الحكم.
المطلوب إذن تعديل الفقرة الدستورية الخاصة بالتجديد لمنصب رئيس الوزراء وجعلها محصورة بولايتين. ولأن أي تعديل دستوري لم يجري العمل به لصعوبة هذا الإجراء فإن تراكم الأخطاء وعدم القدرة على معالجتها سوف يؤدي بدوره إلى رفض جذري وشامل للنظام السياسي الحالي ولشكل الدولة العراقية الحالية



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين