أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جعفر المظفر - الإمتناع عن التصويت .. تصويت














المزيد.....

الإمتناع عن التصويت .. تصويت


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 15:40
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الإمتناع عن التصويت .. تصويت
جعفر المظفر
عاتبني أحد الأصدقاء بقوة حينما كتبت جملة (الإمتناع عن التصويت .. تصويت), وذلك على هامش الدعوة للمشاركة في الإنتخابات, وقد حسب ذلك تجاوزا على حرية الإنسان التي تعطيه الحق في أن أو ينتخب أو لا ينتخب. لكني في ردي على هذا الصديق تمنيت عليه لو أنه يعيد قراءة ما كتبته فسيكتشف أن الجملة التي كتبتها لا تشمل بطبيعة الحال كل من قرر – بوعي إرادي محسوم - عدم الذهاب إلى الإنتخابات بل المواطن المصاب بالإحباط واليأس من أداء النظام الحالي لكنه ما يزال على إيمانه بالديمقراطية كنظام وبصندوق الإنتخابات كآلية تغيير, وهو يعتقد أن لا وجود لغيرها في الوقت الراهن, ورأيت أن إمتناع مواطن كهذا عن التصويت لصالح أصدقائه سيكون بمثابة تصويت لصالح خصومه.
عراقيا, ليس في قوانينا ما يجعل التصويت إلزاميا, ولا وجود لنظام الحد الأدنى لنسبة المشاركة لتقرير شرعية الانتخابات من عدمها. وأرى معقولا أن نحسب شرعية الإنتخابات من خلال نسبة المشاركين فيها. كأن تكون غير شرعية حينما تتجاوز نسبة المقاطعين لها نسبة المشاركين بها. وما اصطلح عليه بعبارة «المعايير الدولية» قد يعني أن لا تتعدى نسبة المقاطعة الـ %50, لكن دولا أخرى قد تعتمد نسبة مشاركة بحدود 40% والسبب هو إعتماد الـ 10% لتغطية المتغيبين عن الحضور لأسباب خارج إرادتهم كالعجز أو المرض أو الإنشغال أو غيره من الأسباب.
بالنسبة للحالة العراقية ثمة نسبة لا بأس بها من الناخبين كانت ذهبت إلى صناديق الإقتراع ليس من واقع إيمانها بالعملية السياسية, ولا تقديرا لإمكانات تحقيق فوز مقرر للفصائل التي تظنها الأجدر, ولا حتى لإيمانها بأن من تنتخبه سيقدم الكثير, وإنما لإعتقادها أن مقاطعتها ستصب بالنتيجة لصالح القوى الأكثر فسادا, وبهذا تصبح مشاركتها في الإنتخابات قد جرت عنوان (اللهم لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه).
رغم الإعتراف بأهمية الأسباب التي تدعو إلى المقاطعة, وحتى بأحقيتها, فأنا شخصيا كنت شاركت تحت عنوان التمني نفسه, اي تلطيف القضاء وليس رده, فمع الكثيرين أؤمن أن بنية العملية السياسية معطلة, لا بل وتخريبية, لأنها قائمة على المحاصصات الطائفية والقومية التي تمزق وحدة البلد وتوزعه غنائم على المتحاصصين, وهي بهذه البنية سوف لن تكون قادرة على إصلاح ذاتها بذاتها, والأحرى, بوجود عملية من هذا النوع, أن يجري بداية إستفتاء على بقاء هذه العملية أو زوالها قبل أن يجري إستفتاء من داخلها على برامجها وشخوصها, أي أن يجري إستفتاء ديمقراطي على العملية السياسية ذاتها لكي لا تتحول ديمقراطيتنا إلى نوع من الدكتوقراطيات التي ينطبق عليها المثل ( تريد ارنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب).
لا أحد من اصحاب القرار مستعد لتلية طلبك هذا أو حتى التوقف لقراءته, فحتى المتخاصمين مع المالكي من داخل العملية لا يرومون إصلاحا جذريا. لكن نسبة لا بأس بها من الناس باتت تدرك أن الحركة الإصلاحية من داخل العملية السياسية لن تقدم حلا لأغلب المشاكل الحقيقية التي يجابهها البلد. وحتى أبسط هذه المشاكل فهي ليست ناتجا عرضيا محضا وإنما ذات علاقة بالبنية الأساسية المنخورة للعملية السياسية ذاتها وإن الحل الحقيقي هو الذي يبدأ بإلتشريعات التي تؤسس لدولة وطنية مدنية ديمقراطية حقيقية. غير ان السؤال سيكون حينها, بعيدا عن مجرد التاكيد على حق وحرية إعلان الرأي الرافض للعملية السياسية, أين هي الوسائل الدستورية التي تجعل لهذا الرأي قوة القرار.
ديمقراطيا, ولتلافي الإنفجارات العنفية للتعبير عن الرفض المتراكم, سيكون مجديا لو كان هناك تشريع دستوري لحساب نسبة الإمتناع عن التصويت إلى نسبة المشاركة وذلك كمؤشر على شرعية الإنتخابات أو لا شرعيتها, مع وجود مؤسسة قانونية محايدة تأخذ على عاتقها قيادة السلطة في مرحلة إنتقالية ويكون من مهامها تعديل الدستور والدعوة إلى إستفتاء جديد عليه. لكن لا أحد من داخل النظام المهترئ سيوافق طوعا على إقتراح كهذا لأنك ستكون كمن يطلب من لص تسليم نفسه طواعية, والعراق فيه من الكنوز ما يغري على تشكيل الأحزاب التي لا هدف لها غير السرقة عن طريق السياسة.
إن العراق في المرحلة الراهنة بات مثقلا بقيود إقليمية ودولية وداخلية لم يعد من السهل انفكاكه منها, ولحين مجئ اللحظة التاريخية الفاعلة التي تجيز التغيير الحقيقي فإن لا احد من حقه تعطيل وسائل العمل السياسي للتغيير بحجة عدم جدواها في تحقيق تغيير جاد, فإن كنا لا نستطيع رد القضاء ألا ينفع العمل من أجل تلطيفه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جعفر المظفر - الإمتناع عن التصويت .. تصويت