أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - 14 تموز .. ثقافة جلد الذات














المزيد.....

14 تموز .. ثقافة جلد الذات


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدى كثير من العراقيين صارت العودة لتقييم تجربة النظام الملكي لا تمر إلا من خلال ثقافة الندم وجلد الذات. ولعل ذلك ليس ببعيد عن الموروث الإجتماعي الثقافي الذي هيمن وما زال يهيمن على سلوك الكثير من العراقيين إزاء حادثة إستشهاد الإمام الحسين في معركة الطف حيث تم إقناع العراقيين بأنهم شعب غادر وعليه أن يدفع ثمن تراجعه عن نجدة الإمام الثائر ضد ظلم يزيد وخروجه عن الإسلام.
جريمة إغتيال العائلة العراقية المالكة وتصفيتها البشعة سرعان ما تم تصنيفها في باب الغدر والخذلان كسمة سلوكية عراقية كان لا بد لها بسهولة أن تؤثر كثيرا على طريقة قراءة التاريخ العراقي لتجعلها غير بعيدة عن ثقافة جلد الذات التي يبدو أنها صارت صفة جينية عراقية متغلبة.
وأظن أن طريقة القراءة هذه لا تخلو من تأثيرات ثقافة التعامل مع حادثة إستشهاد الإمام الحسين, بل لعلها جزء لا يتجزأ من هذه الثقافة, فإذا ما أضيف لها الطريقة الوحشية التي تم من خلالها سحل وتقطيع جثتي عبدالإله الوصي على العرش ونوري السعيد الرئيس المزمن لوزراء ذلك العهد فإن الحاجة إلى مزيد من المقبلات التي تجعل وجبة الجَلْد مستساغة سرعان ما ستنتفي كما وستكون هناك قدرات عالية على زج العراقيين في اتون تلك الحادثتين وسجنهم داخل عقدة الشعور بالندم وسلوكية التكفير عن الذات التي ستشغلهم شيئا فشيئا عن كثير من إهتماماتهم الحياتية.
إن واحدة من أشد القراءات إجحافا لثورة الرابع عشر من تموز هو كونها بدأت تنتظم في خانة ثقافة جلد الذات, فالحدث الجلل الذي أدى إلى مقتل العائلة المالكة بكل مشاهده التراجيدية كان مقدرا له أن يطبع هذه القراءة ويقودها لتدخل بكل يسر في تلك الخانة تكفيرا عن الذنوب العراقية التي بات معلوما أن فرص العفو عنها صارت معدومة إلى أن يصدر الله حكمه عليها في يوم القيامة.
إن منظر الملك الشاب الذي لم يكن تعدى الواحد والعشرين من عمره إلا توا, والذي كان على أبواب ان يتزوج من خطيبته التركية الجميلة, إضافة إلى نساء العائلة المالكة النبيلات البريئات وهن يحملن كتاب الله فوق رؤوسهن طلبا للرحمة, ووقفة الجميع الذين كانوا بملابس النوم في حديقة الدار التي إرتوت بدمائهم, هي كلها مشاهد لقصة مأساوية مؤثرة لا تحتاج إلى براعة لكاتب قصة مقتدرحتى يجعلها تبدو على شكل بكائية مؤلمة .
لكن دعونا لا ننسى ان الإطار الذي منح لذلك المشهد قيمته وتأثيره وعزز طريقة قراءته الخاصة من داخل ثقافة الندم وجلد الذات هي مجموعة النوائب والكوارث التي توالت على الشعب العراقي بعد الرابع عشر من تموز ومقتل العائلة المالكة وحيث إستمرت النكبات والأهول مثل متتالية هندسية.
وأجزم أنه لو كان قدر للشعب العراقي ان لا يمر بتلك النكبات والأهوال لقدر له أيضا أن تكون عودته لقراءة التاريخ أكثر توازنا ومعقولية ولصار بإمكانه أن يعطي مزيدا من الإهتمام لكل المناخات الدولية والإقليمية والعراقية التي عجلت بسقوط النظام الملكي, لتصير دراسته لتلك الحال دراسة علمية منصفة سواء جاءت لصالح الملكية أو جاءت بالضد منها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعلي حينما أعشق
- حينما يكون عدو عدوي .. عدوي
- كركوك, هل ستكون كويت البارزاني
- الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي
- الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا
- في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه
- مرة ثانية .. الصفر التاريخي
- خوزية موخيكا
- الصفر التاريخي
- إسعف فمي .. قصة قصيدة, وبعض قصة عن شاعرها العظيم وعنا
- قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية
- حينما يكون إسم ابيك عبدالزهرة
- مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد


المزيد.....




- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعا ينهي أطول إغلاق حكومي في تار ...
- ماسي مهندس الميكانيك المتمرد يتحدى -أيباك- والجمهوريين
- عاجل| مراسل الجزيرة: مجلس الشيوخ الأميركي يقر تشريعا لإنهاء ...
- أمريكا.. مجلس الشيوخ يوافق على مشروع قانون لـ-إنهاء أطول إغل ...
- الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالاي يتفوق على كبار الروائيين ...
- وفد أمريكي يحض لبنان على تجفيف مصادر تمويل حزب الله من إيران ...
- العراقيون يصوتون اليوم في سادس انتخابات برلمانية منذ 2003
- الشرع لفوكس نيوز: سوريا دخلت عهدا جديدا ولا مفاوضات وشيكة مع ...
- وزير الصحة في حكومة -تأسيس-: الفاشر تحولت إلى حقل ألغام
- إسرائيل تلوّح باستخدام القوة لفرض الهدنة في لبنان وغزة


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - 14 تموز .. ثقافة جلد الذات