أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي














المزيد.....

الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي
جعفر المظفر
ــــــــــــــــــــــــــــــ
للتأكيد على ضعف إمكانات قيام دولة كردية كان الرهان يجري على وجود رفض إقليمي ودولي لها, وقد ظل اصحاب هذا الرهان يمنحون ذلك الرفض صفة الثابت التاريخي, ويعولون عليه بالتالي في تعطيل فعل التأسيس. تجربة 1975 التي شهدت إنهيار الحركة الكردية المقاتلة أعطت شواهد بهذا الإتجاه وطمأنت الحكومات العراقية المتعاقبة بشان الرفض الدولي والأقليمي لقيام دولة كردية مستقلة.
وكانت المراهنة في هذه المرحلة على بقاء كركوك خارج إطار الفدرالية الكوردية مرتبطة إلى حد كبير بموقف الأتراك من هذه المدينة وبضمان أن الثابت الدولي نفسه يعمل بوحي من ذلك أيضا. وقد عرفنا اليوم أن ثمة تغييرا جذريا في الموقف التركي من ثوابته الكردية, وإن المتابع للأحداث يفهم أن البنية المذهبية والقومية للنظام العراقي السياسي الحالي, إضافة إلى السياسة التي إتبعها المالكي كانت هي الأبلغ تأثيرا في إحداث ذلك التحول الخطير.
وأجزم أن المراهنة على تأثير قضية الثوابت في السياسة ليست خطأ, وإنما الخطأ يكمن في الظن أن تلك الثوابت لا يمكن ان تتحول إلى متغيرات, وبانت المشكلة حينما قام المالكي بإتباع وتنفيذ عقيدة ونهج وسياسة كان من شأنها ان تعجل ذلك التحول وتقلب الموقف رأسا على عقب.
لقد فقد الجعفري منصبه كرئيس الوزراء نتيجة زيارته لتركيا ومحاولته تفعيل مقدرة الثابت التركي على حسم الموقف من المدينة المتنازع عليها, وقد أعلن سياسيو الأكراد بعد تلك الزيارة حربهم على الجعفري واصروا على ضرورة تبديله بواحد آخر لا يتلاعب بقضية الثوابت تلك ويمر عليهم قبل عبوره إلى تركيا, وكأنهم قرروا أن الطريق إلى إستنبول يجب أن تمر بأربيل . أما خلفه, أي المالكي, فهو لم يهمل فقط تأثير الثابت التركي على الموقف من قضية كركوك ووحدة الأراضي العراقية بل عمل بشكل معكوس لتحويل ذلك الثابت إلى متغير لصالح تاسيس الدولة الكردية مع ضمانته أن يتم ذلك باقصى سرعة.
أما كيف فعل المالكي ذلك فتفسيره بسيط. مع المالكي كان هناك إنحياز وحتى تبعية للموقف الإيراني الذي يحتفظ بخصومة التنافس على زعامة الساحة الإقليمية ضد تركيا. وبما أن إنحياز المالكي وتبعيته لإيران كانت واضحة, ولم يكن يرجى منها شفاء, لذلك كان متوقعا أن تقوم تركيا بوضع العراق في خانة أعدائها وأن تبدأ بالبحث عن كل ما من شأنه ان يضعفه ويؤذيه.
إن تفنيد ذلك من خلال التذكير بأن الأخطار التركية على وحدة الأراضي العراقية وعائديتها هي قديمة وسبقت المالكي بعصورهو ذاته الذي يؤكد على الأهمية القصوى لأن يتبع البلد سياسة عدم الإنحياز لأي من الطرفين. غير ان الذي حدث كان العكس تماما, فإنضمام العراق للمعسكر الإيراني كان يعني تحميله تبعات عدائه لتركيا في كل ساحة يبرز فيها الصراع بين الجارين ليتخذ حالة الصدام وإن عبر الوسطاء.
في الحالة السورية الأمر كان شديد الوضوح, فعلى مستويات واضحة يخوض الجاران حربهما على بعض من خلال وسطاء. وبما ان الإنحيازات مغذاة ومغطاة باللون المذهبي أيضا, فلماذا لا تعلن تركيا تاييدها للسنة التي تدعي انها الأحق بتمثيلهم في مقابل خصم شيعي يتمثل بإيران والأسد والمالكي, وهذا الأخير لم يكن يخفي تدخله إلى جانب إيران والأسد وسكوته عن مشاركة عراقية شيعية عسكرية فاعلة إلى جانب قوات الأسد المدعومة بكل الأشكال من قبل النظام الإيراني. إنها في النهاية حرب سِيق العراق إليها بإتجاه مضاد لمصلحته الوطنية وجعله عرضة لأن يتحمل أخطار هذا الموقف ومضاره.
اما على صعيد الداخل العراقي فلقد جرت شيطنة الجار التركي تماما بحيث بدت السياسة العراقية وكأنها كانت بحاجة إلى تركيا كعدو وليس كصديق. وإن المتفحص للمصلحة الوطنية العراقية صار بإمكانه ان يفهم أن تصعيد العداء مع تركيا, الغائبة عنه تماما مصلحة العراق, جاء محاباة للجانب الإيراني أو بأمر منه. وإن ذلك لا يعني بطبيعة الحال أن تركيا كانت سليمة النوايا تماما, غير ان الذي يعنيه أن تلك الشيطنة لم تكن تجري لمصلحة العراق وإنما بدت على مستويات عدة وكأنها عبارة عن تسديد إشتراك في نادي إقليمي تتزعمه إيران, وكان من الطبيعي أن تكون لنتيجة ذلك الإنحياز خسائر وأرباح. ولما كان العراق ذا وضع داخلي هش وخواصر رخوة كثيرة فلقد كان متوقعا ان تكون خسائره أكثر بكثير جدا من أرباحه.
وبينما كان المالكي منشغلا بشيطنة تركيا, أكد سياسيو الأحزاب الكردية على نباهة وذكاء حينما أعلنوا موقفا محايدا من الصراع الداخلي في تركيا, ثم أقاموا علاقات تطمينية إقتصادية وسياسية معها إلى حد التكامل, ومنحوا الأتراك دورا رئيسا في تنمية المناطق الكردية كشركاء إقتصاديين ستراتيجين. وبالنتيجة, ضمن الأتراك أن الدولة الكردية القادمة لن تشكل تهديدا للأمن القومي التركي.
وبالإضافة إلى المتغيرات الإيجابية على مستوى التعامل مع أكراد تركيا, إضافة إلى أحادية المذهب الذي لا تمزقه الثنائية كما في الحالة العراقية فإن الثابت التركي, المعبر عن نفسه عن طريق رفض قيام الدولة الكردية, قد تحرك بإتجاه القبول بها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا
- في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه
- مرة ثانية .. الصفر التاريخي
- خوزية موخيكا
- الصفر التاريخي
- إسعف فمي .. قصة قصيدة, وبعض قصة عن شاعرها العظيم وعنا
- قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية
- حينما يكون إسم ابيك عبدالزهرة
- مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي