أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ذاكرة الطيور














المزيد.....

ذاكرة الطيور


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل للحيوان ذاكرة جمعية ..؟ نعرف ان لها قدرة على التعلم, ولكن هل لها قدرة على خزن كل ما تتعلمه لتسترشد به يوم تحتاجه.. يقينا ان للحيوان خاصة كهذه, وهذه الذاكرة رغم محدوديتها فإن الحيوان كان طورها إستجابة لغريزة حفظ البقاء على الأقل.
لكن هناك ثمة ما يدعو إلى الإستغراب حقا .. في منتصف السبعينات نشرت مجلة ناشينال جيوغرافي تحقيقا واسعا عن أهوار العراق إعتبرت فيه هذه الأهوار واحدة من أهم خمسة مواقع تشكل الحلقات الأساسية لدورة الطبيعة في العالم, وأتذكر ان المجلة كانت أدرجت ايضا غابات الامازون كواحدة من تلك الأماكن الخمسة.
لتوضيح ماذا تعنيه بدورة الطبيعة فإن المجلة العلمية العالمية الرصينة جاءت بامثلة منها أن أنواعا من الطيور العابرة للقارات تلجأ في فصل الشتاء مثلا إلى غابات الأمازون ثم تغادرها إلى أهوار العراق حين يحين الخريف, ربما لكي تضع بيوضها, وربما لأن بعضها يفضل جو الخريف العراقي على خريف الأمازون, فالخريف العراقي كما يبدو يحبه الجميع وليس الطيور وحدها, او لأنها تفضل أسماك الأهوار على غيرها, فهي ايضا تعلمت كيف تحسن ذائقتها مثلما يفعل بعض بني البشر.
أحد اصدقائي أعجبته قصة التعلم الحيواني والذاكرة الجمعية للطيور وهجرتها الدوارة من مكان إلى آخر فذكر لي ما يؤكد بدوره وجود ذاكرة من هذا النوع, فهو كان لاحظ مثل الكثيرين أن ساحات أوروبية عديدة صارت أماكن تلجأ إليها الطيور لكي تأكل مما يقدمه لها رواد تلك الساحات, وهي تتقدم من الإنسان دون خوف لكي تجلس على كتفه ورأسه وكفه, مُطْمئنة إلى ان ذلك الإنسان لم يأتي بقصد إصطيادها وإنما لممارسة متعة إطعامها. ويحسب صديقي أن الطيور قادرة على أن تتبادل المعلومات فيما بينها فتتعلم أين هي الأماكن الآمنة التي يمكن ان تحط فيها والأخرى التي عليها أن تتجنبها, وهي حين تترك مكانها الأمازوني لتحل ضيفة على العراق فإنها تَحْذر وتُحَذِر غيرها وتنهاها من الإقتراب من بني البشر وتنصحها بأن تستعمل قباب المنائر إن هي إضطرت على زيارة المدن, وإلا فلا أحد يضمن لها فرصة العودة إلى الأمازون شتاء.
هذه الطيور تعلم دون شك أن لا احد في العراق مهتم بمتعة إطعامها, وأن الوقت الذي تترك فيه قباب الجوامع وتلجأ فيه إلى الساحات العامة لم ياتي بعد, وهي تعلم جيدا أن العراقي لن يتصالح معها ما لم يتصالح أولا مع نفسه ويترك تلك القباب لخالقها ويغلق على ما تحتها من منابر لكي لا تكون مدرسة للذباحين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصيد الطائفي الثمين
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا
- لولا علي لهلك عمر (3)
- قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)
- الوهابية التكفيرية اشد خطر على السنة العراقيين مما هي على ال ...
- والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه
- الرهان على البيشمركة
- بين سكين داعش وسيكارة التحالف الوطني
- تغيير المالكي .. أين المشكلة ؟
- هزيمة ما قبل الهزيمة
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
- خطبة الوداع
- الطبعة العراقية لنظرية المؤامرة
- فؤاد معصوم رئيسا لدولة فاقدة العصمة
- الشيعة والسنة والكورد وحوار حول قدسية الجغرافيا وقدسية الإنس ...
- المكونات والأقليات
- 14 تموز .. ثقافة جلد الذات
- لعلي حينما أعشق
- حينما يكون عدو عدوي .. عدوي


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في جنوب سوريا قرب الجولان ويضبط ...
- سي إن إن: تراجع كبير في دعم الديمقراطيين لإسرائيل
- خبير إسرائيلي: قد نواجه عزلة دولية بعد تسونامي الاعترافات بف ...
- أول خطف جماعي هذا العام في نيجيريا
- أثينا توبّخ سفير إسرائيل: لا نقبل دروسا من قتلة المدنيين
- جوبا وكمبالا.. توترات حدودية تعكس هشاشة التحالف السياسي والع ...
- -لم أستطع تجاوز الأمر-.. روبرت إيفريت يقول إنه طُرد من مسلسل ...
- بركان بروسيا يثور بعد قرون من السكون.. هل الزلزال هو السبب؟ ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة
- لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح ل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ذاكرة الطيور