أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - زراعة الأدمغة














المزيد.....

زراعة الأدمغة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زراعة الأدمغة
جغفر المظفر
كم شهيد كنا نحتاجه, من عشيرة البونمر أومن غيرها من العشائر التي تسكن في مناطق العراق المسماة بالسنية, لكي يتأكد لنا أن هذه العشائر في اغلبها هي ضد التطرف والمنهج التكفيري. وكم منهم كان يجب أن يذبح في جرف الصخر لكي تسقط نظرية أن السنة كلهم دواعش.
نعم كان هناك عدد من الإرهابيين في ساحات الإعتصام. حكومة المالكي قالت أن عددهم وقتها ما تجاوز الأربعين من بين عشرات الألوف من المتظاهريين الذين ظلوا لأكثر من عام يعبرون بسلمية عن مطالب أغلبها مشروعة وكان لا بد من التباحث حول إمكانية تحقيقها إن لم يقتضي الأمر الشروع فورا لتحقيقها.
نعم كانت هناك هتافات تبشر بالذبح مقابل النسبة الأكبر التي تدعو للحفاظ على سلمية الإعتصام.
لكن.. على ماذا ؟ وعلى من ؟ كان يجب ان يبني رجل الدولة طريق الخروج من المأزق. هل كان عليه أن يخرج بوصف للإعتصام يتأسس على وجود أربعين أو خمسين أو مائة إرهابي أم يؤسس ذلك الوصف على وجود عشرات الألوف من المعتصميين السلميين الذين إن إختلف معهم حول المطالب فقد كان حريا به أن يحترم أسلوبهم في التعبير عن الذي يريدوه.
على ماذا كان يجب أن يؤسس العلاج, على هتافات الذبح التي كانت تصدر من المائة أو المائتين إرهابي أم على عشرات الألوف الذين ظلوا على إعتصامهم السلمي.
الجواب على السؤالين يعتمد على اشياء عدة ..
يعتمد أولا على ما إذا كان رجل الدولة ذاك قد إعتبر أولئك المتظاهرين جزء من الشعب العراقي أم أنه كان يراهم بعين الطائفة الضد؟
وما إذا كانت معركته الأساسية هي من أجل نصرة العراق أم من أجل الغلبة الطائفية.
كما أن الجواب يعتمد أيضا على طبيعة الأذن التي تلتقط الأصوات والعين التي ترصد الظواهر.
إن العين والأذن مصممتان لإلتقاط الأصوات ورؤية المشاهد التي ترسمها بالنهاية مراكز بصرية وسمعية في الدماغ. فالعين تنقل الرؤيا إلى مركز دماغي هو الذي يقوم بعدها بتشكيل الصورة النهائية. والأذن ليست غير قنوات وصواوين مصممة لنقل الأصوات إلى مراكز في الدماغ مهمتها فرز وترتيب الأصوات وتحديد طريقة التعرف عليها.
يقوم شخصان بالنظر إلى ما كان قائما في ساحة الإعتصام فيريان المنظر ذاته من حيث جميع التفاصيل, غير إن البصيرة ليست هي البصر. ربما لو نقل المبصر تفاصيل ما يراه إلى رجل أعمى لكان بمقدور الأعمى أن يرى أفضل مما يراه المبصر, والسبب أن المراكز الدماغية لعين الأعمى أبصرت الرؤيا بشكل أفضل أو معاكس لعين المبصر فصارت أقدر على وصف الحالة وتقديم الحل, والخلل بكل تأكيد هو ذلك الذي يوجد في مركز التبصر لا في بؤبؤ البصر.
ويقوم شخصان بالإستماع إلى نغمة فيحسب احدهما أن صوت سعد الحلي أفضل بكثير من صوت فيروز, فنعرف عندها أن الأمر يحسب على مركز السمع في الدماغ الذي إعتاد على تمييز شكل مختلف للنغمات عن ذلك الذي إعتاد عليه صديقه.
المشكلة أن المراكز الدماغية لأي حاكم طائفي قد ترتبت بشكل جعلها لا تطرب سوى للأصوات التي إعتادت على سماعها, فهي كانت إلتقطت أصوات جميع المتظاهرين المعتصمين, لكن الذي عبر من تلك الأصوات إلى مراكز الفرز الدماغي هو صوت التكفيرين وطائفي الضد الخمسين بدلا من صوت الألف معتصم مسالم, فمركز السمع في الدماغ كان قد تكلس منذ زمن بعيد ولم تعد تعمل فيه سوى بعض خلايا بائسة.
المشكلة الحقيقية إذن هي في المراكز الدماغية المتكلسة وليس في الأذنين أو العينين. ومشكلة كهذه ستبقى قائمة حتى لو كان السياسي قد خرج توا من جلسة تنظيف لإزالة شمع الأذنين الذي أغلق الصيوان وحتى لو أظهر لنا ورقة موقعة من طبيب عيونه تؤكد على ان قوة البصر لديه هي ستة على ستة.
لقد تمكن العلم من تصحيح البصر وإعادة قوة الإبصار, وتمكن أيضا من زرع أجهزة إلتقاط سمعية بمقدورها ان تعوض عن فقدان السمع, لكننا لم نسمع حتى هذه اللحظة عن إختراع أجهزة تتعامل مع قوة التبصر والبصيرة, فلو وجد جهاز كهذا وصار ممكنا زرعه محل الخلايا الدماغية المتكلسة لصار بمقدور سياسيينا أن ينظروا إلى المشهد بعيون عراقية واسعة ثم يحسبوه بمراكز دماغية لا تؤسس نظرياتها وخططها وحلولها إلا على مصلحة الوطن الواحد.
وكل ذلك لم يكن مقدرا ان يحدث لو أن أن المراكز الدماغية كانت مهيأة لتسمع صوت الألف مسالم بدلا من صوت الخمسين إرهابي وتنظر إلى المشهد من خلال وفود العشائر المعتصمة التي توجهت إلى النجف لتوثق تآخيها مع إخوتها من العشائر الجنوبية لا من خلال أصوات نشاز كان من بينها صوت النائب احمد العلواني.
إن مجزرة سبايكر ما كان ممكنا أن تقوم ولا كان مقدرا لمذبحة البونمر أن تحدث لو أن دماغ الحاكم لم تكن قد تكلست وتعطلت فيها مراكز السمع والتبصر, أما الحل فلن تكفله عملية ليزر لتصحيح قوة النظر أو آلة إلتقاط صناعية لتصحيح درجة السمع.
إن الحل الوحيد هو الذي تكفله عملية تبديل الأدمغة.





ا



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ بعين بصيرة
- هذا ما حدثني به رسول الله حول إسلام أبي سفيان ونهج الخليفة أ ...
- إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقاف ...
- إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة
- عزرائيل العراقي
- ملالا يوسف .. كل نوبل وأنت بخير
- أدب الشتيمة
- صورة الفقيه وصورة الخليفة
- للتاريخ فم, ولكن أين هي فتحات التصريف
- الحرب الأمريكية ضد داعش ولعبة الإستغماية
- النفاق الدولي والعربي في محاربة داعش
- العثمنة والفرسنة ونحن الذين بينهما
- سامي المظفر .. ليس لأنه إبن عمي, وطاهر البكاء .. ليس لأنه صد ...
- يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين
- ذاكرة الطيور
- الصيد الطائفي الثمين
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا
- لولا علي لهلك عمر (3)
- قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في جنوب سوريا قرب الجولان ويضبط ...
- سي إن إن: تراجع كبير في دعم الديمقراطيين لإسرائيل
- خبير إسرائيلي: قد نواجه عزلة دولية بعد تسونامي الاعترافات بف ...
- أول خطف جماعي هذا العام في نيجيريا
- أثينا توبّخ سفير إسرائيل: لا نقبل دروسا من قتلة المدنيين
- جوبا وكمبالا.. توترات حدودية تعكس هشاشة التحالف السياسي والع ...
- -لم أستطع تجاوز الأمر-.. روبرت إيفريت يقول إنه طُرد من مسلسل ...
- بركان بروسيا يثور بعد قرون من السكون.. هل الزلزال هو السبب؟ ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة
- لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح ل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - زراعة الأدمغة