أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أدب الشتيمة














المزيد.....

أدب الشتيمة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المذيع : أستاذ ما هو رأيك بالتحالف الصهيوني الإمبريالي الرجعي القذر ؟
المواطن : إذا أنت قررت منذ البداية أنه قذر فماذا أبقيت لي لأقوله.
هذا نص حوار إذاعي كنت سمعته في السبعينات حينما كانت أدبيات تلك المرحلة تدور حول مفاهيم تلخص المشهد السياسي القائم آنذاك وتقدم نفسها من خلال ثقافة أحزابها.
مما زاد الطين بلة أن المذيع كانت تصعد لديه الغيرة الثورية الهتافية فيعبر عنها بحماس وبجمل مثل : نحن العراقيون نناضل تحت الشمس. وكنت حينها في سيارتي أتقلب من حر تموز الذي كان قد تعدى الخمسين مئويا يوم لم نكن قد تعرفنا بعد على تبريد السيارات.
أظن أن كثيرا من الذي اصابنا بعد ذلك هو نتيجة نضالنا الطويل تحت الشمس, فالوقوف تحتها طويلا حتى ولو كانت بدرجات معتدلة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بضربتها والتي من أهم أعراضها الجفاف والهذيان الذي ما زلنا نعاني منه كثيرا ونحن نمارس فكر الشتيمة الذي نخاطب به عدونا, دون أن نتوقف لحظة للبحث عن وجود العدو فينا.
يمكن لشتيمتنا ضد الإمبريالية والصهيونية أن تستمر بنفس الصيغ, أما مع داعش فإن الأمر يختلف كثيرا لأن هذه الأخيرة مولودة من رحم ثقافتنا الدينية والسياسية, ولا يمكن لنا أن نشتمها بدون أن نشتم قبلها ظواهر متعددة ذات صلة بداعش نفسها.
سياسيا يمكن معرفة السياسي المصاب بضربة شمس من خلال إعتقاده بأن حزبه (الثوري) لم يكن قد شارك في أخطاء الماضي يوم كان سيطر على المرحلة فكر الحتميات التاريخية والأيدلوجيات المقدسة التي تعتبر أن لا وجود للآخر الطيب إلا إذا كان ميتا.
ويوم نزلت علينا الديمقراطية بالبارشوت عرفنا سريعا أنها ليست أكثر من مجموعة دكتاتوريات منافقة أضطرت لتمثيل دور لا يليق بها هو دور العاشق الدجال.
إن الديمقراطية تتأسس على معطيات إقتصادية وإجتماعية وثقافية لم تكن متوفرة حينها, بل كان متوفرا ما هو عكسها تماما, فكان أن أنتج هذا الزواج بين المرأة الجميلة والمخلوق القبيح إبنا حمل مواصفات أبيه, وزاد في قبحه أن الأحزاب والتجمعات الدينية التي هيمنت على العملية السياسية, ليست فقط غير مؤمنة بالديمقراطية, وإنما هي تعتبرها رجس من عمل الشيطان, لكنها لم تترك الفرضة الذهبية تمر فعملت على تقديم نفسها بصيغ من النفاق السياسي الصارخ الذي لوثها كثيرا فزادت المجتمع تلوثا.
اليوم نظن أن داعش قد هبطت علينا بالمظلة, نكتفي بشتمها على طريقة ذلك المذيع الذي ما زال يناضل تحت شمس تموز, ولا نتحرك بإتجاه البحث عن جذورها في فكرنا السياسي ذاته وبالإتجاه الذي يعتمد وجودها صدمة من شأنها أن تهزنا جميعا, أديانا وطوائف وأحزاب لكي نعيد بناء وطننا وأفكارنا وتجمعاتنا بشكل يتكفل ببناء نقيض نوعي لداعش التي هي فينا قبل أن تكون في أبي بكر البغدادي.
و إن من الخطأ أن نعتقد أن الإنتصار على داعش البغدادي سوف يتحقق على خطوط المواجهة الجغرافية ولا علاقة له بخطوط المواجهة الأخلاقية والإجتماعية والثقافية.
داعش هي نحن جميعا. وقبل أن نتهم أبا تيمية وإبن حنبل ونكيل لمحمد بن عبدالوهاب ألف لكمة وشتيمة على طريقة ذلك المذيع الذي يناضل تحت الشمس, علينا ان نبحث عن داعش التي فينا.
علينا أن ننتصر على دواعشنا أولا حتى ننتصر على داعش داعش.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الفقيه وصورة الخليفة
- للتاريخ فم, ولكن أين هي فتحات التصريف
- الحرب الأمريكية ضد داعش ولعبة الإستغماية
- النفاق الدولي والعربي في محاربة داعش
- العثمنة والفرسنة ونحن الذين بينهما
- سامي المظفر .. ليس لأنه إبن عمي, وطاهر البكاء .. ليس لأنه صد ...
- يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين
- ذاكرة الطيور
- الصيد الطائفي الثمين
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا
- لولا علي لهلك عمر (3)
- قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)
- الوهابية التكفيرية اشد خطر على السنة العراقيين مما هي على ال ...
- والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه
- الرهان على البيشمركة
- بين سكين داعش وسيكارة التحالف الوطني
- تغيير المالكي .. أين المشكلة ؟
- هزيمة ما قبل الهزيمة
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أدب الشتيمة