أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس














المزيد.....

حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
جعفر المظفر
حينما نؤمن بأن الإعلام الغربي هو إعلام حر وبعيد عن هيمنة الحكومات ونؤمن كذلك بأن حرية التعبير هي إحدى القيم الأساسية التي لا يمكن للغربي ان يفرط بها مفترضين وجودها بشكل متوازن وغير خاضع إلى هيمنة نفوذ مالي أو مؤسساتي كالصهيونية أو الماسونية أو العقلية المافيوية, ومطمئنين بالتالي إلى أن لا شيء ينظم علاقة الإعلامي الفرنسي بقلمه سوى رقيب الضمير والأخلاق والوعي فلا بد إذن أن نحتكم إلى ذلك الرقيب, أي بعبارة أخرى نراهن على المسؤولية الأخلاقية للإعلامي عن قلمه وريشته وليس على المسؤولية القانونية او الإلتزام الوظيفي.
من جهة أخرى نعلم أن موقف فرنسا الرسمي والمجتمعي هو ضد الإرهاب, وإن فرنسا السياسة وفرنسا الجيش وفرنسا الفكر وفرنسا الإعلام تخوض المعركة ضده وتشارك بالجهد العالمي للقضاء عليه. فلا بد إذن والحالة هذه أن نتفحص ضمير الإعلامي وأخلاقيته على ضوء هذا المشهد بالذات, اي بمقدار ما يكون حذرا من إرتكاب الهفوات التي تصب في صالح الإرهاب, ونسأل بالتالي ماذا لو ان "رسما مسيئا لشخصية دينية على وزن النبي محمد", الذي حسبه رسما ضد الفكر الإرهابي, قد خدم الإرهاب في النهاية. وأجزم أن كثيرا من الهفوات إنما يتم إرتكابها لأننا نهمل قراءة ماذا يريده الطرف المقابل.
وسنجد أن قسما كبيرا من الفرنسيين حَسَب الجريمة وكأنها إنتقام من المجلة التي قامت بنشر الرسوم المسيئة ثم وقفوا عند ذلك الحد غير متحمسين لإكتشاف ما هو الأبعد من مسألة الإنتقام تلك. لم يفكروا فيما إذا كان هدف العملية هو إستدراجهم إلى حالات من رد الفعل التي تنال من طبيعة دولتهم وتماسك مجتمعهم فراحوا يركزون على حرية التعبير بطريقة صنمية, فإذا بهم ومن باب (تحدي الإرهاب) راحوا (يقدسون) حرية التعبير بطريقة حولتها من قيمة عليا منضوية ومتفاعلة مع قيم عالية أخرى إلى القيمة العليا الوحيدة. ضمن هذا المطلوب كان هدف الإرهابيين أن تقوم المجلة, من باب تحدي الجريمة ووفاء لحرية التعبير المستهدفة بعملية الإغتيال, بطبع مليون نسخة بدلا من العشرة آلاف فتكون الرسالة التي أراد الإرهابيون إيصالها إلى المسلمين عامة قد تكفلت المجلة بإيصالها, وسوف يكسب الإرهابيون أي رد فعل غير منضبط قد يعبر عن نفسه بطريقة الإساءات العنصرية واليمينية ضد المسلمين الفرنسيين,لأن ذلك سيحقق للإرهاب هدف شق المجتمع الفرنسي وتحويله عن قيم الحداثة التي يؤمن ويتمسك بها.
إن هناك معادلة يجب أن نحرص على توازنها, فلا إحترام حرية التعبير سيصرف أنظارنا عن المخاطر المرحلية التي تحيط بالمجتمع وفي مقدمتها خطر الإرهاب, ولا مواجهة خطر الإرهاب, ولنحسبه خطرا مرحليا, مسموح له أن يأكل من إحدى القيم التاريخية الأساسية للمجتمع ألا وهي حرية التعبير.
ليس غريبا أن يعلن فرنسي غير مسلم ان لا شأن له بقدسية شخص إسمه محمد, وإنه حتى على فرض إحترامه لنبي الإسلام فليس مستعدا البتة للتضحية بحرية التعبير كثابت تاريخي من أجل محاربة خطر الإرهاب المُبوَّب في خانة الثابت المرحلي.
لكن من الحق لنا أن نسأل متى يتحول الهدف التاريخي من قيمة حية إلى صنم. أجزم أنه يتحول إلى ذلك حينما يفقد فاعليته وحيويته ويُفرًّغ من روحه التي تعبر عن نفسها في قدرتها على ان لا توضع بالضد من القيم العليا الأخرى وفي المقدمة منها وحدة المجتمع ومحاربة الإرهاب.
وسنكون قد فعلنا ذلك حقا حينما نقوم بنقل قيمة عليا من مرحلة (السمو) إلى مرحلة (التقديس) ثم ندعو الإنسان للسجود إليها غير مهتمين بترتيب طرفي المعادلة بحيث يتبين من في خدمة من, الإنسان في خدمة حرية التعبير أم حرية التعبير في خدمة الإنسان



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية
- إيران والمالكي
- ما مر عام والعراق ليس فيه مِيوْ
- صناعة الفرح
- مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي
- ركضة طويريج لهذه السنة
- المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام
- هنود عبدالجبار محسن
- جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف ...
- من الذي إنتصر .. الفتلاوي أم اللهيبي


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس