أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث














المزيد.....

جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا احد يقول لك لا تشجب إساءة بعض الإعلاميين الغربيين للإسلام ونبيه. كلنا سنشجب أعمالهم تلك حينما يكون الشجب إنسانيا وبطريقة يفهمها ويستوعبها الإنسان الغربي. وحينما تسألتني هل أخطأت المجلة الفرنسية حينما نشرت رسوما تسيئ إلى النبي محمد فسأجيبك, نعم أخطأت كثيرا.
إن رأيِ هذا لا يأتي تعاطفا مع الطرف الذي أساءت إليه هذه الرسوم, وإنما بسبب الإرباك الكبير الذي تخلقه على صعيد الحرب ضد الإرهاب.
وفرنسا نفسها, حكومة ورأي عام, تقول انها تعتبر تلك المعركة معركة عالمية مركزية وهي تشارك عسكريا وسياسيا في التحالف الدولي الذي شكل لغرض محاربته, لذلك فإنها يجب أن تحتاط لكل ما من شأنه ان يدعم ثقافة الإرهابيين التي تقدم نفسها على أنها تدافع عن نبي الإسلام وتغضب ممن يسئ له. ولن يكون مستغربا ابدا إذا ما وجدت تلك الثقافة كثيرا من أوراق قوتها بوجود الإطروحات المسيئة تلك.
والتفارق مع منهج النبي محمد أو المسيح أو موسى أو بوذا, أو نقد سننهم, مسموح له في عالم الفكر لا السياسة, خاصة حينما يكون السياسي قائدا لدولة أو ناشطا سياسيا في مجتمع مركب, أو في دولة علمانية تحترم جميع الأديان كقضية مبدئية واحدة ولا يجوز تجزئتها.
في الأولى, اي في عالم الفكر, ينسجم حق التناقض والتفارق مع نسميه هنا حرية الفكر والإعتقاد والتعبير لكنه في الثانية يخضع لمسؤوليات أخلاقية وقانونية تجعل السياسي في حل عن حقوق المفكر المطلق السراح ومقيد بما قد يتسبب عمله من اضرار لدولته ومجتمعه. وفي حالات عديدة إن ما يجوز للمفكر, الذي يسعى لبناء حقائق تاريخية, لا يجوز للسياسي الذي يتعامل مع حقائق يومية ويسعى لبنائها تدريجيا.
مثلا مسموح لرئيس فرنسا الحالي حينما يخرج من الحكم أن يمارس إعتقاداته بالطريقة التي يؤمن بها على شرط إلتزامه بالمفهوم العام للحرية الفردية, ولكنه في منصبه غير مسموح له ان يتصرف كفرد وإنما عليه ان يتصرف كدولة في علاقته بالقضايا ذات المساس بمصلحة الدولة واخلاقياتها ومناهجها.
ولكن هل سينطبق ذلك على الإعلامي مثلما ينطبق على السياسي ؟!. (لعم) ينطبق.
و(لعم) هي نعم ولا في نفس الوقت. جزء النَعَم فيها يتأسس على أن مهمة الإعلامي الأخلاقية على الأقل يجب ان لا توضع في خدمة اي عمل يتسسب بالضرر لمجتمعه. وتشجيع الإرهاب ربما يجري بعكس القصد والنوايا في بعض الأحيان حينما لا يشخص الإعلامي المساحة التي تكون فيها حرية التعبير هي حرية عبثية ومتقاطعة سواء مع المصلحة الذاتية لمجتمعه الوطني أوتلك العامة ذات العلاقة بمجتمعه الإنساني.
وسأتدارك سوء الفهم هنا لأقول اني لا أريد بطرح كهذا أن يأتي على طريقة (كل شيء من أجل المعركة) التي غالبا ما يكون هدفها غلق الأفواه ومنعها من التصدي للأنظمة المستبدة, كما أنه لا يغفل حقيقة الإلتزام بحرية التعبير التي يحترمها الغربيون ولا يفرطون بها تحت أي ظرف, وهو لا يتأسس أيضا على جهل بطبيعة العلاقة ما بين الحكومات الغربية والإعلام. إلا أنه, مع وجود ذلك كله, لا يتقاطع مع حقيقة أن حرية الرأي ستكون حرية عبثية إذا ما لم يحسب صاحبها مقدار ما تؤدي إليه من أضرار على صعيد ما نتفق عليه جميعا أنه يشكل في هذه المرحلة قاسما مشتركا إنسانيا أعظم, وأعني به الحرب ضد الإرهاب.
ولا أظن أن إعلاميا مبتدئا, سواء كان رساما أو كاتبا يجهل أصول اللعبة وأساليب إدارتها. فإن جهل ذلك, فإن البكاء عليه لا يمنع من الإشارة إلى خطئه.
وهكذا فإن شجب الجريمة والقاتل, وهو مطلوب, لن يلغي الحاجة إلى تبيان خطأ الضحية وتنبيه المخطئ, وحتى إلى ردعه, حينما يتبين ضرر أخطائه على الهدف الإنساني الأخلاقي وتناقضه مع إحتياجات المعركة من أجل تحقيقه.
ولعلنا بحاجة إلى التمييز بين ما هو إعلامي وما هو فكري, ففي حين يكون العمل الفكري غير مقيد وذا سمة تاريخية, فإن الإعلامي يكون مقيدا بهدفه اليومي الأخلاقي, ولا أقول بضوابط قانونية تقيده وتلزمه بحدود خاصة. إن خروجه على قواعد المهنة الأخلاقية يجعله يتحمل إلى حد كبير تبعية أعماله مثلما يلزمه قبلها بحساب ما تسببه حريته من اخطار على مجتمعه وعلى الإنسانية حينما يكون ما يكتبه أو ما يرسمه منفلتا عن حدود اللعبة ومتأسسا على فهم ساذج لحرية التعبير.
وتبقى هناك مسألة على جانب كبير من الأهمية, وهي ضرورة ان لا نكون رعاعا في التعامل مع الحدث وأن لانخلق منه مناسبة لجلد الذات, أو لردة فعل تقوم على رفض غير واع وعلى إستجابات تلقائية مفتوحة المصاريع, فمثلما يتوجب علينا إدانة العمل الإرهابي بكل قوة فإن علينا أيضا إدانة كل عمل يضع في يد الإرهابيين أوراقا للقوة ومنها تلك التي تتعامل مع حرية التعبير بطريقة عبثية.
وإن حدثا كبيرا كهذا يجب ان لا ينسينا الطريقة السليمة للتعامل مع اللحظة الفاعلة. وأجزم أن عدد الفرنسيين المستعدين للإستماع إلى صوت الحقيقة هو عدد كبير, ويبقى ان نبحث عن الطريقة الأفضل للوصول إليهم لبناء قناعات إنسانية مشتركة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية
- إيران والمالكي
- ما مر عام والعراق ليس فيه مِيوْ
- صناعة الفرح
- مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي
- ركضة طويريج لهذه السنة
- المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام
- هنود عبدالجبار محسن
- جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف ...
- من الذي إنتصر .. الفتلاوي أم اللهيبي
- زراعة الأدمغة


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث