أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث














المزيد.....

وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تصريح سابق له ذكرالدكتور سليم الجبوري أن إختيار مجلس النواب للجنة الأمنية المكلفة بالتحقيق والبحث عن اسباب ضياع نينوى قد جرى لغاية أن يجري التقصي بطريقة حرفية وعادلة, واللجنة التي أتحدث عنها هي تلك التي يراسها السيد الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان اللعراقي. وكان السيد الأخير نفسه قد صرح بأن هناك محاولات لحرف عمل اللجنة عن الخط الصحيح لتسويف التحقيق عن طريق توسيع عضوية اللجنة بحيث تزيد نسبة الأعضاء المحسوبين على التيار الذي يقف وراء الهزيمة نفسه, اي ذلك الذي يقوده المالكي.
منذ اليوم الأول الذي تشكلت فيه اللجنة قلت أنها لن تكون قادرة, ولن يكون من صالحها وضع يديها على الأسباب الحقيقية للهزيمة لسبب اساسي وهي أن هذه اللجنة ممثلة شرعية عن النظام القائم, وهو نفسه النظام الذي تسبب بالهزيمة. صحيح ان المالكي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية, غير ان الهزيمة ذاتها لم تكن هزيمة فنية لكي يتحملها شخص بصفته الإدارية, وإنما كانت هزيمة سياسية وأخلاقية يتحملها النظام السياسي القائم, حتى وإن توزعت حجوم المسؤولية على الآخرين ومن ضمنهم بعض خصوم المالكي وفق حجوم ونسب اقل.
إن اي تحقيق عادل وحرفي سينتهي لتحميل النظام السياسي الجانب الأخلاقي في الهزيمة رغم وقوفه عند نتيجة توزيع المسؤولية على رجالات النظام بشكل يراعي مسؤولية الموقع حال الهزيمة, كأن يكون الغراوي أكثر خطأ من غيدان وأن يكون غيدان أكثر خطأ من كنبر وأن يكون المالكي اشدهم خطأ لأنه بالنهاية يجمع المسؤليتين, السياسية والفنية ويقودهما. وعلى هذا الأساس فإن تحقيقا عادلا سيبدأ من حقيقة أن النظام السياسي بشكل عام هو نظام فاشل وإنه هو المسؤول الحقيقي عن الهزيمة, وبعدها يمكن فقط العروج على اشخاص هذا النظام لتحديد حجم مسؤوليتهم وفق مواقعهم السياسية والفنية في النظام العام أو في الحالة القيادية لذلك النظام الذي يمثلها المالكي وحزب الدعوة.
إن اللجنة لا تحقق في قضية فشل عمل لوزارة أو وزير, ولا لهروب قائد من معركة ميدانية, بل في ضياع محافظة عراقية كبرى, سواء في نسبة سكانها أو في ما تمثله على صعيد أهميتها الإجتماعية والسياسية للحالة الوطنية العراقية,, لذلك فإنه ليس من العدل أن تسوف النتائج التي تصل إليها وتُخَرَّج من باب تحميل تلك العناصر التي تتحمل جزء من المسؤولية الفنية للهزيمة ونسيان النظام السياسي الذي أنتجها.
ولأن اللجنة مؤلفة من اشخاص من داخل المنظومة السياسية فإن تشكيلها يحمل سر ضعفها منذ البداية مما سيجعلها لجنة تسويف وليس لجنة بحث عن الحقائق .. إن النظام الذي جعل المالكي نائبا لرئيس الجمهورية لن يكون في مقدور لجنة من لجانه أن تخرج عن قواعد القراءة السياسية والقانونية للنظام نفسه والمقيدة بطبيعة توزيع القوى على الأرض أولا.
وإن من يحلم بإمكانية أن تخرج لجنة كهذه بقرارات ذات نفع وتشخيص حقيقي لا شك أنه واهم وجاهل بطبيعة النظام القائم, وأجزم ان تخوفات السيد الزاملي لا تتأسس على خوفه من أن يتسبب وفود اشخاص جدد على اللجنة تغيير قناعاتها الأخلاقية والسياسية بشأن الهزيمة وتحديد مسؤولية المشاركين فيها وإنما على خوفه من أن تستبدل التركيبة الجديدة عمل اللجنة من التسويف إلى إقتراح يقضي بمنح المالكي وأركان الهزيمة أنواط شجاعة وأوسمة رافدين من الدرجة الأولى.
هزيمة نينوى هي تعبير حقيقي عن هزيمة نظام سياسي برمته, فإن كان المالكي, بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة والمسؤول التنفيذي الأول يتحمل مسؤوليتها بشكل اساس ويتحمل أيضا مسؤولية ما رافقها من هزائم ومذابح أخرى فإن تحقيقا شاملا سيؤكد بدوره أن المالكي لم يكن قد إنطلق من فراغ وإنما كان إعتمد كليا على تفعيل سيئات النظام نفسه التي اسست لقواعد اللعبة الطائفية وضياع القيم الوطنية التي بإمكانها بناء وحدة إجتماعية رصينة, والتي كان من نتائج غيابها ولادة وحتى إستدعاء داعش نفسها من أجل أن يكون تأزيم الموقف الداخلي طريقة أكيدة لجعل الساحة العراقية جزء اساسيا من الساحة الإقليمية التي باتت تضع الساحات الوطنية في خدمتها.
إن النظام السياسي الحالي مكبل تماما بمناهج وآليات هذه اللعبة الطائفية القبيحة التي حتمت أن يكون العراق في خدمة المعارك الإقليمية والدولية في المنطقة وألغت كل إقتراباته الوطنية الخاصة, وربما تتفاوت أدوار معظم قواه الأساسية على مستوى مسؤوليتها في الهزائم والكوارث لكن قواعد الهزيمة والكوارث تبقى واحدة لا تتجزأ, ويوم تقرر لجنة الزاملي ان تضع النقاط على الحروف فهي لا بد وأن تتناول مسؤولية النظام السياسي أولا ثم تحدد بعد ذلك أدوار العناصر المسؤولة وفي المقدمة منها المالكي نفسه. وستنتهي لجنة كهذه إلى ضرورة لملمة الفضيحة وحصرها بجوانب فنية بحتة ولا علاقة لها بالبنية السياسية والإجتماعية المهزومة التي يتشارك الجميع مسؤوليتها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام
- العلمانية عراقيا .. حاجة بقاء وليست حاجة تطور فقط
- بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث